:: شرطي المرور دائما على خطأ، أوهكذا تخدعنا ( ثقافتنا)..ولكن لا، فالقضية أكبر من العقاب وغضب السائق وإتهام الشرطة.. حركة المارة والسيارة في الطرقات لم تعد مجرد حركة يخالفها المواطن ويضبطها الشرطي، ثم يغضب المواطن والصحف ليتجاهل الشرطي تنفيذ الضبط خوفا من غضب المواطن والصحف..ما هكذا تسير حركة المارة والسيارة في طرقات المدائن الواعية، بيد أن حركة المرور أصبحت جزء من ثقافة الشعوب .. وإذا أردت أن تعلم رقي قوم ، فانظر الى خط سير (المارة والسيارة)..!!
:: من حولنا، شرطي المرور لم يعد بحاجة لكي يحذر السائق بعدم إطلاق الصافرة قرب المشافي والمدارس ..فهذا أدب يكون السائق قد تعلمه في مراحله الدراسية ثم ورثه عمليا من والده أو والدته والمجتمع .. ولكن في بلادنا،، فالسائق لايتحفظ عن دخول مستشفى أو مدرسة ثم إطلاق صافرته في بهوها ليخرج له المعافى أو المرافق أو الطالب .. ولك أن تتخيل لو نفذ شرطي المرور نص المادة التي تمنع استخدام الصافرة في بعض الأمكنة والأزمنة.. ورغم أن المادة معترف بها دوليا فان الشرطى هنا لايستخدمها كثيرا، ربما إمتثالاً لأحكام ( ثقافتنا) ..!!
:: ومن حولنا، قد ينسى السائق أويتناسى ربط حزام بنطاله حين يخرج من منزله، ولكن قبل أن يدير مفتاح سيارته تكون يده قد امتدت تلقائيا الي حيث حزام الأمان..ومعيب جدا أن ينبهه شرطى المرور بربط الحزام ، مجرد التنبيه يراه معيبا فدع عنك تسجيل مخالفة ضده .. ولكن في بلادنا، ربط حزام الأمان بدعة ومضيعة لوقت السائق، وكل رابط لهذا الحزام إما مغترب جاء لقضاء إجازته أو أجنبي لم يوغل في مجتمعنا بعد، أو جبان لايؤمن بالقضاء والقدر ولا يعرف معنى التوكل ..أوهكذا تصفه (ثقافتنا)..!!
:: ومن حولنا، تجاوز إشارة المرور قد يكلف المتجاوز (راتب شهر)، وقد يتجاوز العقاب حرمان السائق من راتبه إلي حرمانه من حريته في بعض المناطق، أو يحرم من الاثنين (سجن وغرامة)..وليس هناك زمن يسمح فيه التجاوز، ولو كان الشارع فارغاً من المارة والسيارة..ولكن في بلادنا قطع الإشارة أيسر عند السواد الأعظم من قطع الرهط عند عرسان زمان في ليلة عرسهم.. أما إيقاف العربة على جانب الطريق، فلم يعد من الأخطاء الشائعة..ولا غرابة أن ترى عربة نصفها على الأسفلت والنصف الآخر على الأرض، وتظل هكذا لحين شراء السائق « كيس تمباك » أو « كيس عيش » .. والمشاهد مألوفة، وهي جزء من (ثقافتنا)..!!
:: ثم أسأل أحدهم ليشرح كيف يجب أن يكون وضع طفله في سيارته؟..وعن المقعد المخصص له، وكيفية تأمينه ضد مخاطر الطريق ..قد يجيب على أسئلتك نظريا بامتياز، ولكن راقبه في الطريق، إن لم يكن يتلاعب معه في محركات القيادة فانه حتما يكون واقفا بجوار مقعده ..مناظر تمر عليك يوميا، وتمر على شرطي المرور..وعليه، سادتى ولاة أمر المناهج – التربوية والتعليمية – بالمدارس، إحترام الطريق يبدأ من الأسرة والمدرسة وينتهى عند القانون..والمعرفة بالبدايات تخفف على الجميع وطأة النهايات، عقاباً كان أو (فوضى)..!!