تستخدم شركة جوجل أحجية صعبة للغاية أثناء مقابلات العمل تتطلب تفكيراً عميقاً واستراتيجية للوصول للحل الذي يبدو معقداً. إلا أن الأحجية الصعبة لم تستطع الصمود أمام الذكاء الاصطناعي والكمبيوتر، حيث قام فريق من جامعة أوكسفورد والمعهد الكندي للأبحاث المتقدمة وشركة “”DeepMind للذكاء الاصطناعي التي تملكها جوجل بعمل تطبيق ذكاء اصطناعي لحل أحجية القبعات المائة. وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.
الأحجية عبارة عن 100 سجين يقفون في خط مستقيم، بحيث يقفون في صف واحد يستطيع كل سجين فيه أن يرى من أمامه من السجناء. يرتدي كل منهم قبعة إما حمراء أو زرقاء اللون، ويستطيع كل سجين منهم أن يرى قبعة من أمامه ولكنه لا يستطيع رؤية القبعة التي يرتديها هو نفسه، أو تلك التي يرتديها أولئك الذين يقفون خلفه.
يبدأ حارس السجن من آخر الصف، ويقوم بسؤال كل سجين عن لون القبعة التي يرتديها، في حال أجاب السجين بشكل صحيح يتم إطلاق سراحه، في حين إذا أخطأ يتم إعدامه. قبل بدء مرور الحارس، يسمح للسجناء بالاجتماع معاً والاتفاق على استراتيجية معينة، فما الذي يجب أن يفعلوه؟
استطاع الذكاء الاصطناعي الوصول إلى نتيجة تؤدي إلى نجاة 99% من السجناء، فيما يبقى احتمال نجاة السجين المتبقي هي 50%. وليحدث هذا الأمر، يجب أن يبدأ أول سجين باختيار اللون الأزرق إذا كان عدد القبعات الزرقاء أمامه هو عدد زوجي، أو أن يختار اللون الأحمر إذا كان العدد أمامه فردياً.
من خلال تلك المعلومة، يعطي السجين لمن أمامه فرصة كافية لمعرفة لون قبعته، حيث سيستطيع الجميع باستثناء السجين الأول تحديد اللون بشكل أكيد.
الفريق القائم على البحث أكد أن النتيجة التي توصلوا لها يمكن استخدامها في حل العديد من المسائل الأخرى والتي تعتمد على المنطق ذاته والمعروف باسمmulti-agent” “communication problems.
جاكوب فورستر، وهو أحد أعضاء الفريق البحثي، صرح لصحيفة “الإندبندنت” البريطانية قائلاً: “النتائج التي توصلنا لها تظهر أنه بإمكاننا تغيير المعطيات، التي تعتبر تحدياً كبيراً للعقل البشري، حيث توصلنا إلى برنامج قادر على حل هذا النوع من المسائل”.
كما يضيف يونس عسال، وهو أحد الباحثين أيضاً: “ما قمنا به يمهد الطريق لحل المزيد مما يسمى “”multi-agent communication problems، ونعتقد الآن أن التحدي بالنسبة لنا هو أن نكتسب معرفة أعمق بشأن بروتوكولات الاتصال الجديدة لنستطيع أن نرى تطبيقات حقيقية يمكننا حلها من خلال بحثنا هذا”.
مجلة الرجل