بخاري بشير : الحج والعمرة .. العودة إلى الواجهة!!

> أصدر وزير الإرشاد والأوقاف عمار ميرغني أمس الأربعاء، قراراً قضى بإيقاف الحج عبر الوكالاتوأرجع الوزير القرار لشكاوى الحجاج من هذه الوكالات، وأشار وزير الارشاد الجديد الذي جاء خلفاً للدكتور الفاتح تاج السر؛ إلى أن القرار جاء وفقاً لتوجيهات رئاسة الجمهورية في هذا الشأن.
> يأتي قرار السيد الوزير بخصوص الحج؛ بعد (اللغط)؛ والجدل الكثير الذي دار بشأن هذه الشعيرة؛ ويأتي القرار وفي البال (المشادات) بين مدير الحج والعمرة والبرلمان؛ التي وصلت الى مرحلة الاتهامات المتبادلة؛ وخلص الأمر برمته الى (أجندة) لجنة التحقيق التي شكلتها وزارة العدل؛ والتي بدورها برأت ساحة مدير الحج والعمرة السابق السيد المطيع محمد أحمد.
> والحق يقال أن شعيرة الحج في كل عام وقبيل أن تنتهي تبدأ موجات (النقد) العنيف لها؛ ويكون أشدها ايلاماً ما يبدر من الحجاج أنفسهم؛ لأن المثل يقول : (ليس من رأى كمن سمع)؛ وللحجاج تجربة ميدانية ورواية (شاهد عيان).
> الوزير الجديد تم ترشيحه في نهاية ديسمبر الماضي لهذا المنصب من قبل حزب الاتحادي الأصل؛ لم يبدأ البداية الصحيحة غض النظر عن نزاهة الإدارة السابقة من عدمه؛ ونعني بالبداية (الخاطئة) أنه لم يدرس موضوع (الحج) دراسة متأنية.
> ومن الواضح ان الدولة ذهبت في اتجاه (مغاير) لما أراده الناقدون لتجربة الادارة السابقة.. كثير من الاصوات الناقدة للتجربة نادت بضرورة خصخصة الحج؛ وهذا الأمر يعني أن تحول كافة الخدمات للقطاع الخاص؛ وان تبعد الدولة نفسها عن تقديم أية خدمات في الحج؛ ويترك الأمر للقطاع الخاص في اسودان والسعودية.
> خدمات الحج والعمرة مثلها مثل (المنتج) في السوق؛ كلما زاد الطلب ارتفع السعر؛ والعكس صحيح؛ أي كلما كانت الخدمة المقدمة متوفرة فتح الباب بشكل حر ومباشر للقطاع الخاص؛ كلما كالنت الأسعار المقدمة أقل وتصب في مصلحة (الحاج أو المعتمر).
> ليصبح الأمر (منافسة) ويبحث الناس عمّن يقدم الخدمة (الأجود)؛ والذي لا يفعل ذلك لن يجد حظه في هذا السوق؛ فالمهم جداً في مسألة الحج والعمرة أن تخرج الدولة تماماً؛ لأن دخولها في السنوات الماضية هو الذي كرر تجارب الفشل المستمر لعشرات السنين.
> الغريب أن الوزير الجديد مضى لابعد من قرار وقف الوكالات؛ عندما ساق هجوماً كاسحاً عليها بقوله: « إن الوكالات أصبحت لا تلتزم بالضوابط والمعايير بجانب ارتفاع تكاليف الحج من بعض الوكالات، كاشفاً عن بعض البلاغات التي وردت من الحجاج حول عدم وجود الاهتمام من هذه الوكالات والإرشادات عند وصولهم للمملكة العربية السعودية».
> لا أدري لماذا تصر الدولة على الدخول في هذا العمل؛ الذي فشلت فيه طيلة الفترة السابقة؛ علماً بأن هناك تجارب ناجحة لدول كثيرة قريبة أو بعيدة جغرافياً؛ استطاعت أن تقدم لمواطنيها خدمات في قمة الرّقي في مناسك الحج والعمر نظير أجر متواضع.
> السيطرة والإحتكار ستؤدي لرفع الأسعار؛ وعندها سيشكوكم المواطن المغلوب على أمر لله رب العاملين؛ خاصة في أمر (ديني) هام؛ ظل يؤرق مضاجع الحجاج والمعتمرين لأعوام طويلة.

Exit mobile version