> السادة القراء.
> في الثمانينات ــ الكاتب فائز حلاوة يكتب مقالة ليقول للقراء ــ في مجلة أكتوبر ــ انه لن يكتب اليوم.. ولا الغد.. ولا بعدها.. ويلعن سنسفيل الصحف واليوم الذي جعله كاتباً.. ويلعن رئيس التحرير.. وحماره المربوط أمام الباب.
> ويصفق للقطة فوتغرافية.
> وفي اللقطة يبدو توفيق الحكيم وهو يقف الى جانب حماره ومصطفى أمين يكتب تحتها يقول للقراء
: حذر.. فزر.. أيهما الحكيم.. وأيهما الحمار!!.
> وفائز حلاوة يكتب ويعلن أنه مستقيل.
> وفائز يردح ويشتم ويبكي ويبحث عن حفرة يحشر نفسه فيها حتى لا يكتب.
> وأنيس منصور ــ رئيس التحرير ــ يقرأ المقال ــ الاستقالة ــ ويكتب تحتها ببرود.
> ترفض الاستقالة. ــ ويطالب بمقال الغد.
> ونحن ــ حين لا نجد الحفرة ــ نركم نشاهد الدولة أمس نبحث عن التمييز بين الحكيم والحمار.
> ونسأل الحمار عن ــ تفسير للأحداث ــ لنفهم.
(2)
> فالصحف تحمل أمس النبأ الحارق عن
: اعترافات متهم ــ ينسب إلى حزب كبير ــ بالاعداد لنسف مبنى جهاز الأمن.
> نقرأ ونجد أن أحدهم (نحن ــ أو جهاز الأمن ــ أو المتهم ــ أو قواعد اللعبة) أحدهم يخرق اللعبة.
> فقد كان تقليداً وتعليمات واضحة للخلايا أن لا يتعرض أحد لجهاز الأمن بالذات.
> نفيٌ هذا للخبر؟؟! لا!!.
> خداع يطلقه المتهمون لشيء عندهم؟!.
ــ ربما..!!
> صوت انذار أحمر يطلقه الجهاز ضد الخلايا (أو ضد عمل يشعر به)؟!.
– ربما..!!
> جهل كامل عندنا بكل شيء؟!.
– ربما..!!
(3)
> نركم لنفهم.
> وفي الركام نجد عشرين جهة تقتتل في السودان نصفها من أجهزة المخابرات الأجنبية.
> فالعام الماضي ــ السودان يستقبل ألفاً وخمسمائة جندي من قوات المعارضة الاثيوبية الذين كانوا يقيمون عند أفورقي ويحمونه.
> ويلجؤون الى السودان.
> والسودان يسلمهم اثيوبيا.
> ليأتي الحديث الآن عن أن العداء بين أريتريا واثيوبيا ــ كذبة!!.
> وأن اثيوبيا وأريتريا كلاهما يخدع مصر.
> وأن القوات هذه كانت قوات تدعمها مصر وتسكب عندها كل شيء.
> وأن اتفاقاً بين مصر والأرومو والقوات هذه وسلفاكير كان يعد لعمل مصري داخل اثيوبيا.
> وأن أفورقي واثيوبيا يجعلان مصر تتلقى لطمة قاسية وهي تجد القوات هذه (تتظاهر) بالانسلاخ عن أفورقي والعودة الى اثيوبيا.
> ومع قيادتها كل مخطط مصر ضد اثيوبيا وضد السودان.
> نموذج ــ نموذج واحد لشيء يجري تحت أنف كل أحد دون أن يراه أحد.
> والحكاية نسخة لألف حدث يجري الآن ــ تحت كل أنف دون أن يراه أحد.
> ومطلوب من الصحافة أن تكشف ــ وتكتشف وتشرح و….
> بينما الصحافة كل ما عندها هو أنها (تكشف).
> و(الكشف) كان نوعاً من الرقصات في حفلات السبعينات.
> والحكايات هذه نقدمها حيثيات بين يدي خطاب نعلن فيه أننا ــ عوووك ــ تعبنا!!.
> وأننا نلعن سنسفيل ــ حمار رئيس التحرير ــ فقط.
> ونمد (قدحنا) أمام رئيس التحرير نطلب التصديق لنا بصرف كيس اجازة من خزائنكم العامرة.
> نقدم الطلب هذا شفوياً.. ونخرج.
> ومن الباب يعيدوننا للكتابة.
> قالوا
: أكتب طلب الإجازة للرئيس الحقيقي ــ القراء.