الحكومة قالت أنه غير مستبعد.. الجيش السوداني هل سيطرق أبواب دمشق ؟

قبل ان تنتهي مهمة جنود وضباط القوات السودانية المشاركة في قوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن والتي تقودها السعودية تحت مسمى (عاصفة الحزم)؛ أعلن وزير الخارجة ابراهيم غندور عقب زيارة نظيره السعودي للخرطوم اول امس اعلن عن امكانية مشاركة السودان في العمليات العسكرية البرية في سوريا (رعد الشمال) وقالت الحكومة انها ممكنة طالما ان بلاده تشارك ف التحالف العربي الاسلامي لمحاربة الارهاب الذي تقوده السعودية، لكن الوزير اشار الي ان الامر “سابق لأوانه”.
الخرطوم اتخذت موقف سابقا وثابتا حول الازمة السورية وظلت تردد انها مع الحوار السياسي مراقبون يرون ان موقف السودان في التحالفات آخذ في التصاعد وانه يمضي في طريق بعيد، وحول مشاركة السودان بقواته في سوريا وتبعات تلك المشاركة طرحت (السوداني) اسئلة على الخبير العسكري اللواء د.محمد العباس الامين، ومدير جهاز المخابرات الاسبق د.قطبي المهدي، وأستاذ العلوم السياسية صفوت فانوس.

هل هناك مسوق قانوني للدخل البري في سوريا ؟
– اللواء عباس: قرار المشاركة يحتاج الي دراسة وتأني لأنه قرار استراتيجي له آثار طويلة اما قانونية التدخل فلا يمكن ان افتي فيه لكن في نفس الوقت يجب على السودان والدول العربية المشاركة ان يكون لها التزام اخلاقي.
– د.القطبي: التدخل غالبا يكون لأسباب سياسية ومن ثم ينظر للصيغة القانونية؛ الان اصبحت سوريه مسرحا للجيوش الاجنبية وهذا يهدد الامن القومي والقطري وهذا سبب اخلاقي يبرر التدخل واعتقد ان وزير الخارجية كان متحفظا من تلك المشاركة باعتبار ان رؤية رئيس الجمهورية في الازمة السوريه هي الحل السياسي والحوار.
– د.فانوس: تدخل السودان هو جزء من تدهل تحالف عربي وهذا التحالف هو من يجد الغطاء الشرعي، العالم توحد لمحاربة داعش والتنظيمات الارهابية وسماء سوريا اصبحت فضاءً للعمليات الجوية وارضها مسرحا للعمليات البرية مدعومة من الاتحاد الاوروبي والسودان دوره في اليمن وسوريا جزء من التحالف.
هل سيحقق التدخل البري نتائجه ؟
– اللواء عباس: أي تدخل عسكري يُحدد زمن البدء لكن لا يمكن تحديد متى ينتهي واعتقد ان التحالف في (رعد الشمال) يريد القضاء على داعش وعلى الاسد سويا ويُطهّر المنطقة منهما، والتدخل البري مرده غير معروف ومضمون والسعودية في حد ذاتها لم تحدد ماذا تريد، امريكا دخلت برياً في العراق وافغانستان وحققت نتائج كارثية وغير ايجابية.
– د. القطبي: من الصعب الاجابة على هذا السؤال لكن كل الدول التي تدخلت عسكرياً وبرياً لم تحقق نجاحاً وتروّطت في حرب خاسرة، التحالف يريد ان يقضي على داعش وهذه ذريعة لكل من اراد ان يتدخل.
– د.فانوس: لست رجلاً عسكرياً لكن الامر يعتمد على حجم القوة، وتقاطع المصالح والاهداف، ان كانت (رعد الشمال) يقصد منها مكافحة داعش ام الاسد فالمشكلة في تقاطع المصالح.
ما هي تداعيات مشاركة السودان على علاقته الخارجية وخاصة مع روسيا ؟
– اللواء عباس: السودان لديه علاقة جيدة مع روسيا وسوريا كذلك ويدعمانه وتدخل السودان في الاراضي السورية والاحتكاك مع روسيا يجب ان يكون له مبرر اخلاقي كاف وقوي وكان يجب للسودان ان يحتفظ بدور الوسيط وهذا دور ريادي ويتجنب التكتل والانحياز، وروسيا لن تقطع علاقتها مع السودان لكن ستضغط عليه.
– د.القطبي: السودان في بدايته كان متحفظا لأسباب تتعلق بتعدد علاقته مع الدول ولا يريد ان يخسر طرفاً، ولا اعتقد ان روسيا ستقطع علاقتها مع السودان او تضغط عليه لانه يعلم جيدا ان موقف السودان من الازمة في سوريا هي الحوار السياسي.
– د.فانوس: التقاطعات الموجودة في الملف السوري تعقد بوصلة السودان في سياسته الخارجية الان السودان بدأ واضحا ميله نحو السعودية وفي آخر اسبوع زار مسؤولون سعوديون البلاد، مصالح السودان مع روسيا ليست كبيرة ولا اتوقع ان تتخذ روسيا موقفا من السودان حيال مشاركته في (رعد الشمال) ولا أتوقع ان تنقلب عليه.
ما هي سيناريوهات التدخل البري في سوريا، وما هي الرسائل التي تريد أن تبعثها الخرطوم من تلك المشاركة ؟
– اللواء عباس: دخول السودان في التحالف في سوريا له مخاطر كبيرة خاصة وان المطلوب منهم هو الانتصار العسكري والسياسي وهذا شرط اساسي وربما يصعب تحقيقه، والقيادة السياسية مطلوب منها ان تقيم مشاركتها العسكرية الخارجية مؤخراً، الخرطوم تريد ان تبعد نفسها من العزلة الاقليمية وتعيد علاقتها مع دول الخليج بتلك المشاركة.
– د.القطبي: لن تستمر الحرب، وسوف يتم التوصل لهدنة، هذا لا يمنع بعض الجماعات في ان تستمر في القتال والخرطوم تريد ان تؤكد انها ليست بعيدة عما يجري في المنطقة وتطمئن شعبها انها ليست معزولة.
– د.فانوس: أشك أن يكون هنالك تدخل بري كامل باعتبار ان هناك تدخلاً في اليمن والجيوش المشاركة خارج حدودها من مصلحتها العسكرية ان لا تمتد في اكثر من جبهة، علاوة على ان السعودية يهمها اليمن في المقام الاول وتريد ان تؤكد الخرطوم من مشاركتها على ان لها ظهير اقليمي يرعى مصالحها.

محمد محمود
صحيفة السوداني

Exit mobile version