كشفت مسؤولة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في السودان، عن ارتفاع أرقام النازحين الفارين من معارك (جبل مرة) بغرب السودان إلى 85 ألف ، مقارنة بـ73 ألف الأسبوع الماضي، مبدية قلقها البالغ إزاء أحوالهم ، ووصفتها بالمزرية ، وشكت من عدم حصولها على أذونات دخول لمناطق في ولاية وسط دارفور برغم تقدمها بطلب ست مرات.
وحثت الممثل المقيم للأمم المتحدة، منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، مارتا رويداس، خلال مؤتمر صحفي بالخرطوم الأربعاء، عقب إنهائها زيارة لمنطقة “طويلة” بولاية شمال دارفور، الحكومة السودانية والحركات المتمردة على وقف العدائيات بأسرع ما يمكن لإيصال المساعدات للمحتاجين.
وقالت ” زرت منطقة طويلة التي تقع على أطراف جبل مرة، حيث يعيش أكثر من 22,000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال الذين تجمعوا في الأسابيع الأخيرة بالقرب من معسكر النازحين هناك”.
وتابعت ” وصل الكثيرون منهم بعد رحلة شاقة وخطيرة وهم يحملون ما في وسعهم من ممتلكات ومواد غذائية. ولعل رؤية المئات من النساء والأطفال في طويلة والتحدث إلى السلطات المحلية هناك تذكرنا بمقولة: أن المدنيين لا يزالون هم الذين يتحملون وطأة النزاع في كل يوم، وأن حمايتهم يجب أن تكون شاغلنا الأكبر”.
وادت العمليات العسكرية العنيفة التي جرت بمناطق شرق جبل مرة بولاية جنوب دارفور (جبل مرة) منتصف يناير الماضي، ، الى نزوح الآلاف من المدنيين الى ولايتي وسط وشمال دارفور.
وقالت مارتا ” أشعر بقلق بالغ إزاء محنة مايزيد عن 85 ألف من النازحين الجدد من المدنيين في ولاية شمال دارفور، وكذلك المدنيين الذين فروا من قراهم في الأيام والأسابيع الأخيرة نتيجة لتصاعد وتيرة العنف في منطقة جبل مرة”.
ووفقاً لآخر إحصائية للأمم المتحدة فإن القتال أجبر 22.261 من النازحين الجدد إلى منطقة طويلة، بالإضافة إلى 63.223 من الفارين الجدد في منطقة “سورتوني” حول مقر بعثة حفظ السلام (يوناميد) بشمال دارفور.
وأضافت رويداس، أن 90% من الفارين من المعارك الذين وصلوا إلى منطقة طويلة بشمال دارفور هم من النساء والأطفال، وأن المنطقة تفتقر للطعام بسبب تدفق النازحين الذين يصلون بشكل يومي “.
وحثت الحكومة السودانية على السماح للمجتمع الإنساني بالوصول إلى وسط دارفور لتقديم المساعدات للمتأثرين، وقالت “لم نتمكن من الحصول على تصاريح للسفر إلى وسط دارفور 6 مرات”، مبينة أن الأمم المتحدة ليست لديها فرصة للوصول إلى مناطق النزاع بجبل مرة وتابعت “لكن أستطيع أن أؤكد أن النازحين يعيشون في حالة مزرية”.
وأفادت المسؤولة الأممية بأن التقاير الأولية تشير إلى أن المدنيين فروا من مناطق (جبل مرة) إلى ولاية وسط دارفور عندما اندلعت اعمال القتال في منتصف يناير، ومن بعدها لولاية شمال دارفور أملاً في تلقي المساعدات نظراً لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على الإغاثة في وسط دارفور.
وبحسب المنسقة فإن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والوطنية، وجمعية الهلال الأحمر السوداني حالياً، تعكف على توزيع المساعدات للمحتاجين، لكنها استدركت بالقول أن تدفق أعداد كبيرة من الوافدين الجدد في الأيام الأخيرة شكل ضغطا هائلاً على ما كان بالفعل يعتبر عملية لوجستية بالغة التعقيد.
وأوضحت، أن قافلة مكونة من 11 شاحنة غادرت مدينة الفاشر الثلاثاء متوجهة إلى “سورتوني” بها المزيد من المساعدات بما في ذلك الغذاء.
وتابعت “حتى الآن لم يجري منح الأمم المتحدة والشركاء الإذن بالوصول إلى المواقع الرئيسية التي ورد أن المتأثرين بالنزوح من المدنين لجأوا إليها في وسط دارفور على الرغم من وجود تقارير تشير إلى حدوث حراك واسع النطاق للأهالي وإلى احتياجات وطوارئ محتملة”.
وذكرت أن الأمم المتحدة تحاول بذل قصارى جهدها للتعامل مع موجة نزوح جديدة، لكنها ليست لديها صورة كاملة عن عدد الفارين نظراً لعدم تمكنها من الوصول إلى ولاية وسط دارفور.
sudantribune