ولد محمد وردي ، وإسمه بالكامل محمد عثمان حسن وردي في (19 يوليو / أيار 1932 – 18 فبراير / شباط 2012) في قرية صواردة الواقعة جنوب مدينة عبري بشمال السودان ونشأ يتيما بعد وفاة والديه وهو في سن مبكرة فتربى في كنف عمه، واحب الأدب والشعر والموسيقى منذ نعومة اظافره.
درس وردي تعليمه الأولي في مدارس صواردة ثم انتقل إلى مدينة شندى لإكمال تعليمه بالمرحلة المتوسطة ثم عمل مدرسا في مدارس وادي حلفا والتحق بعد ذلك بمعهد التربية لتأهيل المعلمين، بشندي حيث تخرج فيه معلماً وعمل بمدارس المرحلة المتوسطة ثم المدارس الثانوية العليا في كل من وادي حلفا و شندي و عطبرة و الخرطوم. وكانت مدرسة الديوم الشرقية بالخرطوم آخر مدرسة عمل فيها قبل استقالته من التدريس في عام 1959 م. يقول وردي عن ذلك، «إن التدريس كان بالنسبة إلي الرغبة الثانية بعد الغناء ولكن إذا خُيّرت بين التدريس والغناء لفضلت الغناء وإذا خيرت بين التدريس وأي عمل آخر لفضلت التدريس، واعتقد إن الفن يعتبر أيضاً تدريساً». خاصة وأن موهبة الغناء موروثة في كل الأسرة فوالدة محمد وردي واخوانها وأولاد عمومتها كانوا جميعهم فنانون معروفين بأداء الغناء، وكذلك عرف عن شقيقته فتحية وردي موهبة العزف علي العود.
في عام 1953 م زار الأستاذ محمد وردي العاصمة الخرطوم لأول مرة ممثلاً لمعلمي شمال السودان في مؤتمر تعليمي عقد فيها، ثم انتقل للعمل بها، وبدأ في ممارسة فن الغناءء كهاوي حتى عام 1957 م عندما تم اختياره من قبل الإذاعة السودانية في أم درمان بعد نجاحه في إختبار أداء الغناء وإجازة صوته ليقوم بتسجيل أغانيه في الإذاعة، وبذلك تحقق حلمه في الغناء في الاذاعة بين فنانيين سودانيين كبار أمثال: عبد العزيز محمد داؤود و حسن عطية و أحمد المصطفى و عثمان حسين و إبراهيم عوض وغيرهم. و تمكن وردي خلال عامه الاول في الاذاعة من تسجيل 17 اغنية مما دفع مدير الإذاعة في ذلك الوقت إلى تشكيل لجنة خاصة من كبار الفنانين والشعراء الغنائيين كان من ضمن اعضائها إبراهيم الكاشف وعثمان حسين وأحمد المصطفى لتصدر اللجنة قرارا بضم محمد وردي إلى مجموعة مطربي الدرجة الأولى كمغنِ محترف بعد أن كان من مطربي الدرجة الرابعة بالإذاعة
تميز وردى بإدخاله القالب الموسيقى النوبي وأدواته الموسيقية في الأغنية السودانية مثل الطمبور، كما عرف عنه أداءالأغنيات باللغتين النوبية و العربية. ويعتبره الكثيرون مطرب أفريقيا الأول لشعبيته الكبيرة في منطقة القرن الأفريقي خاصة في إثيوبيا و إريتريا.
كما عرف عن وردي ثراء فنه وتنوع موضوعات أغانيه من الأغنية الرومانسية والعاطفية إلى التراث السوداني خاصة النوبي والأناشيد الوطنية والثورية وأغاني الحماسة، وفى عام 1989 غادر وردي السودان بعد انقلاب الإنقاذ العسكري ليعود بعد 13 عاما قضاها في المنفى الإختياري.
كما قام بمنح أغنيات من ألحانه لعدد من الفنانين ،مُنح وردي الدكتوراة الفخرية من جامعة الخرطوم في عام 2005م تقديرا لمسيرته الفنية لأكثر من 60 عاما ولما يزيد عن 300 أغنية، حيث يعتبر في المجتمع الفني بالسودان أسطورة فنية سودانية وموسوعة موسيقية،توفي في يوم السبت 18 فبراير / شباط 2012 الساعة العاشرة والنصف مساء ودفن في مقابر فاروق بالخرطوم ، من الشعراء الذين تغني لهم ،الصادق عبد الكافى ،الجيلى عبد المنعم،عمر الطيب الدوش ( أغنية بناديها)،مبارك البشير،محمد مفتاح الفيتورى (أصبح الصبح)،إسحاق الحلنقي (أعز الناس، الحنينة السكرة، الصورة)،أحمد الطاهر،محمد الحسن دكتور (أماسي الغربة)،إبراهيم الرشيد (سليم الذوق)،عبد الرحمن الريح،محمد علي أبو قطاطي،السر دوليب،أبو آمنة حامد (بنحب من بلدنا)،إسماعيل حسن (الحنين يا فؤادي، نور العين، حبيناك من قلوبنا، المستحيل)،صلاح أحمد إبراهيم (الطير المهاجر)،محمد المكي إبراهيم ،محمد عثمان كجراي، التيجاني سعيد (ارحل) ،محجوب شريف عثمان (ياشعبا لهبت ثوريتك، مساجينك)،حسن عبد الوهاب ،علي عبدالقيوم (بسيماتك) ،وهذه الايام نعيش الذكري الرابعة ، ومن خلال برنامج قدم قبل ايام الاعلامي هيثم كابو الذي قام بزيارة الى منزل وفتح غرفته واجرى مقابله مع ابنته جوليا التي تحدثت عن حياه وردي الاب ووردي الفنان ، وسعى وردي لاقامة مركز ثقافي باسمه بابو ادم في المساحة التي سعى وردي لانشاء المركز فيها ، له الرحمه لوردي الوطن وردى القرن وردي الحرية .
كسره : الحقاة الخاصة عن وردي الوطن بقناة النيل الازرق اضاءت عده شموع كانت غير مضيئة في حياة وردي الوطن ، من غرفة نومه وحياته العادية .
فليرجع القاريء الكريم لفيديو حفله وردي باثيوبيا ليشاهد شعبيه وردي فنان افريقيا والسودان ، له الرحمه بقدر ما قدم لافريقيا والوطن.
د. احمد محمد عثمان ادريس