الفضوليون أشخاص نصادفهم مرارا في حياتنا اليومية. بعضهم يطرحون أسئلة لا ضرر في الاجابة عنها، فيما يبالغ بعضهم الآخر في توجيه أسئلة تكتسب منحى اكثر شخصياً، فإما ان نجد انفسنا مضطرين على الاجابة وإما ان نقع في كثير من الاحيان في حال من الصدمة لا نعرف بم نجيب لئلا نتخطى اصول الادبيات واللياقات الاجتماعية. في هذا التقرير، جمعنا لكم العديد من الاحتمالات علها تساعدكم في مواجهة مواقف محرجة، قد تواجهونها مع اشخاص فضوليين:
حدّد اولا دائرة الخصوصية التي لا ترغب في الافصاح عن اي معلومة تقع ضمنها. قد يكون الراتب الذي تتلقاه او عنوان النادي الرياضي الذي ترتاده أو اللاونج المفضل لديك للاسترخاء وسماع الموسيقى او الوجهة التي تقصدها في عطلة نهاية الاسبوع. لا يهم، فدائرة الخصوصية تبقى الى حدّ ما نسبية، تختلف بين شخص وآخر.
لا تكن فضوليا: إذا كنت لا ترغب في ان يبادرك الآخر بسؤال من النوع نفسه الذي تسأله، فلا تعمد الى توجيهه في الاساس. كذلك، إن أبديت انفتاحاّ تجاه الآخر، تخبره عن كل شاردة وواردة، فيجب الا تنزعج إن بدأ بدوره، بإطلاق أسئلة شخصية لانك أنت من عوّده في الاساس على الافصاح عن كل شيء.
الدائرة المقربة من الاشخاص: عادة ما تأتي الاسئلة الفضولية من أولئك المقربين منا او من أولئك الذين نصادفهم يوميا لظروف معينة. كأن يسألك صديق او قريب او زميل في العمل عن راتبك او عن مقدار فاتورة شهرية او عن سبب خلافك مع شريكك او صديقك او احد افراد عائلتك وذلك لدوافع فضولية لا أكثر. لذلك من المهم الا تجب ان كان السؤال لا يروق لك. يببقى هذا الامر افضل من الرد بإجابة كاذبة من اجل اهداف تمويهية، لأنه كما يقول المثل ” حبل الكذب قصير”.
الغرباء: إذا كنت في مكان عام، في رحلة على متن مركب او في طائرة او في ردهة الانتظار في عيادة طبيب الاسنان، وشعرت بأن الآخر الذي يجلس الى جانبك، والذي أخذ يحادثك، بدأت أسئلته تتخذ منحى شخصيا يزعجك، فيمكنك ان توقف المحادثة بطريقة لائقة عبر الذهاب الى الحمام او فتح مجلة والانشغال بالقراءة او قراءة بريدك الالكتروني او الاتصال بأحد ما.
الخبرة: تذكر ان ليست كل الاسئلة “الفضولية” الصادرة من الآخر تخفي خلفها نية سيئة. فالبعض يسألون ما يخطر في بالهم من دون اي حسابات، يبقى عليك اما ان تجيب بإيجاز لتغير الموضوع وإما ان تمتنع عن الاجابة بجواب بسيط من نوع “لا اعرف” او “لست متأكدا” او “ليست لدي خبرة في هذا المجال”، علما ان البعض الآخر يسألون لكي يستفيدوا من تجربة مررت بها.
اسئلة الاقارب والاهل: بعد مرور بضعة اشهر على الزواج، يواجه الازواج الجدد اسئلة من نوع “متى تخططون للانجاب؟ ألم يحن الوقت للانجاب؟ يجب ان تبدأوا بالتفكير في الانجاب لئلا تصادفوا مشكلة صحية في ما بعد”. لعل هذا النمط من الاسئلة يندر مواجهته في الغرب، إنما في شرقنا المفعم بالروابط العائلية التي لا تحترم الخصوصية، يمكن مرارا مصادفة اسئلة من هذا النوع. في هذه الحال، من المستحسن الاخذ في الاعتبار مركز الشخص الذي بادرك بالسؤال، قبل ان تقرر شكل الاجابة. إنما يمكن الرد بشكل دبلوماسي كأن تقول “كما يشاء القدر”، “إن قدر الله”، “بالتأكيد نخطط مستقبلا لبناء عائلة” وبعدها تستفيض في الشرح عن مزايا العائلة والحالة الاقتصادية فيضيع الموضوع لتنتقل بعدها الى موضوع آخر.
كن مبتكرا: فكر في نمط معين من الاجوبة، او في جواب واحد يصلح لمواجهة العديد من الاسئلة الفضولية. فتستعيده من دون التفكير مطولا، كلما واجهت موقفا محرجا.
حيلة المرآة: كسبيل للتهرب من الاسئلة الفضولية، يمكنك الاستعانة بالآخرين من حولك، خصوصا في المناسبات العامة او الخاصة. فعلى سبيل المثال، إن كنت مدعوا الى خطوبة وبدأ احد الاقارب بإطلاق اسئلة فضولية تثير انزعاجك، يمكنك على سبيل المثال ان تبدد انتباهه عبر التركيز على المناسبة نفسها أي على الخطيبين الجديدين، او عبر الاستعانة بمدعو آخر تعيد طرح السؤال عليه وتسأله رأيه. بهذه الطريقة، تكون قد استخدمت حيلة “المرآة” التي تعكس الضوء من نقطة “أ” الى نقطة “ب”. كما يمكنك ان تنسحب بهدوء للرقص او مصافحة الواصلين الجدد، أو شكر صاحب الدعوة.
عبر عن انزعاجك بلطف: هناك الكثير من الحيل التي يمكن ان تطوّرها بما يخدم شخصيتك والموقف الذي تواجهه. معروف مثلا ان مواجهة اسئلة محرجة تعتبر امرا شائعا في صالونات الحلاقة او في عيادات التجميل. يعتبر هؤلاء الاشخاص ان من واجباتهم فتح احاديث مع الزبائن، لكن ما لا يعرفونه ان هناك الكثير من الاسئلة الفضولية التي يجب الا تسأل. في هذه الحال، يمكن ان تقاطع الحديث عبر طلب كوب من المياه او القهوة او اعادة تصويب الحديث على القصة المرغوبة او البدء باطلاق الكثير من الاسئلة عن المجال المهني للشخص “الفضولي”. كما يمكنك ان تلتزم الصمت، وتدعي التعب او ان تبدي عدم اهتمامك بالانخراط في الحديث.
الاجابة بسؤال: من الحيل الاكثر فاعلية وتهذيبا في الوقت نفسه، هي ان تجيب على سؤال فضولي بالمثل. فيمكن ان ترد على سبيل المثال: “لماذا تريد ان تعرف؟”. فإذا كان هناك دافع حقيقي للسؤال، لا يمت الى الفضولية بصلة، عندها يمكنك ان تقرر الاجابة او عدمها. كذلك، يمكن ان ترد بـ”لا اعرف”، “لست متأكدا”، “غير مهم”. كما يمكن تغيير الموضوع.
اجابات متنوعة لعدد كبير من الاسئلة: حين يسألك احدهم كم تجني شهريا، يمكنك ان ترد بالسؤال نفسه او أن تسأله لماذا تريد ان تعرف؟ او ان تسأله سؤالا عاما عن عمله كما يمكن ان تجيب بالسؤال نفسه إنما بتعجب! كذلك يمكنك ان تدعي انك لم تفهم السؤال او ان تقول ببساطة لا أريد ان اجيب. كما يمكنك ان تجيب بسخرية “هل تعمل لمصلحة الضرائب؟ او لمصلحة الاستخبارات الاميركية؟”. بعض الاسئلة تحتمل الرد باجابات من نوع “لست مخولا الاجابة على سؤال كهذا”. او “أحتاج الى اذن رسمي للاجابة على هذا السؤال”. بالنسبة الى الاسئلة الشخصية التي تخص موعد الزواج او الخطوبة أو الانجاب، يمكن ان تجيب أن المسألة معقدة، تحتاج الى الكثير من الوقت للشرح.
مجلة الرجل