الجبير بالـخرطوم.. زيارة دبلوماسية بطابع عسكري

عتبر زيارة وزير خارجية السعودية عادل بن أحمد الجبير  للخرطوم التي امتدت لساعات من الزيارات النادرة إذ قلما يحط مسؤول سعودي عالي المستوى رحاله بالخرطوم، ولكنها أصبحث «شيء عادي» في لغة السياسية لا سيما عقب بروز دور السودان بصورة لافتة منذ قيام التحالف العربي وعملية «عاصفة» الحزم التي سرعان ما ترجمت في «رعد الشمال» تم تبادل الزيارات بين البلدبن حيث زار رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الرياض أربع مرات.
ويحمل الجبير في حقيبته الدبلوماسية الكثير من الملفات الساخنة المتعلقة بالوضع الراهن سيما الأوضاع في سوريا وليبيا خاصة في أعقاب ظهور القلق الأوروبي من تدافع تنظيم داعش نحو المنطقة بجانب بحث آليات ثابتة لضمان استمرارية التحالف العربي المتمثل في عاصفة الحزم، بجانب ملفات أخرى تدخل في خانة السرية التي تناقش بعيداً عن الإعلام بدليل عدم السماح للصحفيين بالتواجد بقصر الضيافة مكان انعقاد إجتماعات الضيف بالرئيس البشير.


زيارة مهمة:
وتأتي الزيارة وهي الثالثة لوزير خارجية سعودي بعد زيارتي الملك فيصل بن عبد العزيز في العام 1967 «مؤتمر اللاءات الثلاث» وسعود الفيصل «مؤتمر القمة العربية 2006».
ولعل ملف مشاركة السودان عسكرياً في مناورات «رعد الشمال» في منطقة حفر الباطن شمالي السعودية ضمن 20 دولة، بجانب المشاركة أيضاً ضمن قوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن والتي تقودها المملكة السعودية، فيما يعرف بعاصفة الحزم سيكون حاضراً في لقاءات الجبير مع الرئيس البشير، وإحدى فقرات رسالة العاهل السعودي، مما يؤكد أنها إحدى المحاور المهمة في دفع التعاون السوداني السعودي ويقول  وزير الدولة بالخارجية السفير كمال إسماعيل في حديث سابق له حول مشاركة السودان في التحالف الإسلامي إن أولويات وزارتهم التوصل لحل لكافة القضايا سواء في سوريا أو أي منطقة في العالم، حيث استبعد انهيار التحالف سيما في ظل التكالب الغربي على المملكة خاصة في أعقاب بروز الوعي الإسلامي العربي باستهدافه واستغلاله لحدمة المصالح الأمريكية وربيبتها ويصف الوزير السفير كمال إسماعيل في حديثه لـ «آخر لحظة» أمس زيارة الجبير بالمهمة والفال الحسن، بجانب أنها فرصة لتعزيز العلاقات بين الخرطوم و الرياض بصورة أقوى كما أن الخرطوم لم تستقبل مسؤولاً سعودياً رفيعاً في وقت قريب، وقد ظلت العلاقات السودانية – السعودية تعضد التعاون والتلاقي، كما أن تبادل الزيارات على مستوى وزراء الخارجية والرئيس البشير لا تخرج عن إطار تأسيس التعاون برؤية جديدة تستوعب المستجدات في المنطقة التي تتمحور في الاستعداد للتدخل في سوريا بجانب مقابلة الاستهداف الإيراني فضلاً عن التواطؤ الأمريكى – الأوربي. حيث غطى الحلف الأمريكي على الجرائم الروسية بسوريا رغم ادعاءات أمريكا بأنها سيدة العالم الحامية حقوق الانسان.
ويرى اللواء يونس محمود الخبير العسكري أن الزيارة تأتي لحل الملفات العالقة وتعضد مبدأ التواصل السوداني السعودي في اتجاهين، بمعنى أن تكون الزيارات شاهداً على تعضيد علاقات محور الخرطوم – الرياض، وقال إن ماحدث من دمار في سوريا لم يحدث قط في تاريخ الحروب وذلك على مشهد ومرأى أمريكا وعندما تُسأل تقول إنها لا مصالح لها.
ويرى يونس أن الخرطوم مطالبة بالمحافظة على التوازن بين انتمائها للحلف العربي الإسلامي الذي تتزعمه المملكة السعودية وعلاقتها مع موسكو مما يتطلب دوراً دبلوماسياً يدرس التوازن بين العلاقتين، لا سيما أن موسكو حليف رئيس للسودان داخل مجلس الأمن، وكاد أن يقع داخل المصيدة الأمريكية قبل أيام لولا تعاون الأصدقاء وروسيا، ويقول يونس في السياق إن الخرطوم وقعت بين المطرقة والسندان كما يقولون، بمعنى أن الاستهداف الأمريكي مازال يحيط بالسودان، ومازال اسمه مدرجاً في قائمة الدول الداعمة للإرهاب الشيء الذي دعا الخرطوم للبحث عن حليف دائم صادق يقف إلى جانبها لمجابهة المكائد، والمؤازرة لدى الموافق السياسية. وبحسب يونس أن السودان مطالب بالمحافظة على التوازن السياسي وعلاقاته مع الرياض التي تدعم المعارضة السورية المعتدلة للإطاحة بنظام الأسد، وموسكو التي تدعمه.
وليس بعيد عن ذلك فإن وزارة الخارجية تعمل جاهدة في ذات الاتجاة، حيث من المرتقب أن يبدأ وزير الخارجية في السادس والعشرين من الشهر الجاري زيارة لموسكو مترأساً وفد السودان في المنتدى العربي الروسي الذي يعقد كل عامين، ومن المرجح أن يبحث غندور مع نظيره الروسي سيرجي لافلوف تعضديد العلاقات الثنائية بين الخرطوم وموسكو.

 

اخر لحظة

Exit mobile version