عبد المنعم مختار : ملعون أبو الظروف ذاتا….

٭الاحساس الذي يتفجر في دواخلنا يشعرنا بالألم حتى لو ذهبنا إلى الدكتور مرتين في الأسبوع.
وأن تستمر أمام المرآة لاثبات أنك موجود لا يتوقف هذا الاحساس حتى لو كسرت الزجاج وتبعثر وجهك على أرض كبقايا إنسان تحدده ملامحه الاشلاء.
٭ إذا ذهبت إلى السوق واشتريت بكل مافي جيبك من (لحمة) لا يمنحك القدرة على استمرارية الفرح لأن النهاية تتوقف عند (عود صغير) تحركه بين أسنانك لإخراج سواقط لذة الأكل.
٭ ما بين صاحب البقالة والمرتب ود متبعثر أحياناً يقود إلى الاستياء والتوتر رغم وجود اللافتة المضيئة (ممنوع الدين حتى لو بعدين).
٭ فرشاة المعجون والتلفزيون والتلفون كلها أدوات تؤكد أنك مازلت على قيد الحياة تمارس التنفس على طريقة (ناس الأزمة) … وسقوط أي من هذه الأدوات ربما يحيل فراغك المنظم إلى فراغ مشاتر وقاتل وعنيف يجعلك عضواً دائماً في منظومة (السلوك الضاربة) في محمية (عش المجانين).
٭ أحيانا تضطر للبكاء لاثبات أن عيوننا (شغالة صاح) في حصيلة وارد الانفعال وصادره وقاتل الله النظارات السوداء التي تخفي التعابير وتجعل الحياة لونها داكن جداً.
٭ الاستماع إلى الأغنيات الحزينة هو الجزء المريح في (كيمياء) التفاعل والجزء المخيف في (فيزياء) الواقع المزري.
٭ حفلات الأعراس التي نصنعها عبثاً لا تبين أن الفرحة مجرد رقصة وسط الضجيج لأن هنالك سرادق عزاء منصوبة داخل القلب الموجوع.
٭ تحركت فسيفساء الواقع إلى السطح ولما تظهر إلا حشرة صغيرة تطارد نيران اللهب لتموت بشرف.
٭ سنوات كنا نبحث عن مقولة (تعود الأيام) التي نطلقها فقط في الأعياد ولكن اكتشفنا أن ماضينا أغبر .. وحاضرنا مؤلم .. ومستقبلنا قاسٍ .. فتوقفت العيون والقلوب عن منادمة الأمنيات الموسمية ولم تتوقف الأيام.
٭ أنا اكتب إذن أنا موجود .. أنا أبكي إذن أنا موجوع لست أدري لماذا نحتفي بهذه الكلمات (المنفوخة) ونضعها بين قوسي (الفلسفة) .. ولا نكترث أن قالها مزارع بسيط أو صحفي بائس .. فالدلالات لا تمنح شرف الإجادة لقائليها إلا إذا أحدثت التغيير الفايسولوجي والإنساني .. وماسورة المياه التي كانت تزرع الإخضرار في كل مكان تحولت الآن إلى مقبرة عتيقة (ملطخة) بالحداد.
٭ طفل صغير وجدته يبكي بحرقة .. ودموعه البيضاء تغطي نصف وجهه .. اقتربت منه فقال بعفوية (عايز بالونة) .. ادخلت يدي في جيبي وأخرجت بقايا الفكة .. ذهبنا سوياً إلى البقالة واشتريت له بسكويت .. لم تمضِ لحظات إلا وأشرق وجهه بالضياء والفرح واكتشفت أن بعض الأمنيات ثمنها أكبر من التهاب (اللوز).
٭ الناس في بلدي لم يعودوا يصنعون الحب لانشغالهم بصناعة الخبز .. وما بين الخبز والحب كان الطريق سالكاً لاجتياز المطبات فدخلت قاعدة التناسب العكسي وجعلت كلاً منهم يحلق في وادٍ.
ملعون أبو الظروف ذاتا….

Exit mobile version