الرعاية الصحية عنصر مكلف بالنسبة لموازنات الدول، ولكن مقابل مبلغ مالي يمكنك الحصول على أفضل رعاية صحية. أُعدّ مسح أخيراً للمقارنة بين دول العالم لجهة أفضل رعاية صحية وتطرق التقرير إلى بنود عدة للتقييم مثل جودة الرعاية الصحية والكفاءة ومؤشرات الحياة الصحية.
وذكرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية ان 11 دولة من دول “الكومونولث” على لائحة الأفضل من ناحية الرعاية الصحية، وجاءت فرنسا في المركز الأول بنظام الرعاية الصحية الرقم واحد في العالم. وتصنف فرنسا ضمن الدول الأعلى من جهة أعداد المشتركين في نظام الرعاية الصحية ومن جهة الإنفاق كنسبة من الناتج الإجمالي، لكنها أيضاً تصنف ضمن الأدنى في تقارير المقارنة لصندوق “الكومونولث” العالمي.
وتحت مظلة النظام الصحي الفرنسي، يدفع غالبية المرضى الى الأطباء أو الاختصاصيين مسبقاً وبعدها تدفع الحكومة المبالغ لهم. وللمريض حرية اختيار الطبيب أو الخدمة التي يزورها، في عملية تتمّ ضمن نظام ذكي إذ تقوم الحكومة بإيداع المبلغ في حساب المريض في البنك خلال 5 أيام ويصل معدل التعويض للمريض بين 70 و 100 في المئة، أما الفقراء وذوي الأمراض المزمنة، فإن تغطيتهم تصل الى مئة في المئة.
وقبل ذلك، يكون المريض مشتركاً بنظام تأمين صحي شبه خاص مرتبط بأعمالهم وهي المؤسسات التي تدفع المبالغ المتبقية.
ولدى أيرلندا، يفوق عدد الممرضات أي دولة أخرى في العالم، لكنها في المؤشرات الأخرى تبقى في حدود المعدل العادي، وتبلغ زيارة المريض للطبيب العام بين 40 إلى 60 جينه إسترليني. ومع ذلك، ألغت الحكومة في عام 2015 الرسوم على الأطفال تحت سن 6 أعوام، والمرضى الذين يحملون بطاقات طبية أو بطاقة زيارة لطبيب عام هم معفيون من الرسوم.
وفي معظم الحالات، يدفع الأفراد للوصفات الطبية التي تصرف من الصيدليات بواقع 144 جنيه إسترليني شهرياً ضمن نظام “مدفوعات الدواء”، وأصحاب البطاقات لا يدفعون للعلاج ولكن يدفعون للوصفة الطبية حوالى 2.50 جنيه أو بحدود 25 جنيه للشخص شهرياً.
وتصنف السويد ثالثاً من جانب صندوق الكومونولث بنسبة عالية من الأطباء وهي فوق المعدل من جهة الإنفاق على الرعاية الصحية بحسب صحيفة الحياة.
ويدفع المرضى الراغبون في زيارة الطبيب رسوم متنوعة تعتمد على مكان سكنهم، وغالباً ما تتراوح كلفتها بين 100 و200 كرونة أي حوالى 8 إلى 16 جنيه. أما الأطفال، فيدفعون فقط في حال دخول غرف الطوارئ حوالى 120 كرونة لزيارة اختصاصي ويصل المبلغ الى 400 كرونة.
وتُصنف الصين ضمن المعدلات الأدنى من جهة قياس الرعاية الصحية بغض النظر عن النمو في حجم الإنفاق سنوياً على الصحة العامة. وفقد ملايين من الصينيين الحق في الرعاية الصحية المجانية بعدما أطلق الحزب “الشيوعي” الإصلاحات الاقتصادية في نهاية سبعينات القرن الماضي. وتبقى كلفة دخول المستشفى قليلة للذين يحملون بطاقات الحكومة الزرقاء.
يذكر أن تقريراً سنوياً أصدرته “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية”، اعتبرت فيه أن النظام الصحي في المملكة المتحدة يُعد من أسوأ الأنظمة الصحية في البلدان المتقدمة، قائلةً إن ذلك يعود إلى خفض الإنفاق الحكومي على الصحة. وأوضح التقرير أنه على رغم سهولة الحصول على العناية الصحية في بريطانيا، لكن الخدمة تُعد قاصرة في مجالات عدة، منها البدانة المستشرية في البلاد.
مجلة الرجل