الصراع الذى تفجر داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي “المسجل” بين تيار الإصلاح الذى تقوده إشراقة سيد محمود والأمانة العامة للحزب مثملة فى د. جلال يوسف الدقير يبدو مثل جلمود صخر حط في بركة ظلت ساكنة زمناً طويلاً فرتبت أمواجاً عاتية انتهت بفصل قادة من تيار الإصلاح.
واليوم سيشهد الحزب موجة أخرى تتمثل فى مذكرة الألف توقيع التى سيقدمها الإصلاحيون لمسجل التنظيمات السياسية… أمين الإعلام بالحزب الاتحادي محمد الشيخ محمود يترافع عن قرار فصل إشراقة وآخرين.
بداية لماذا فصلتم إشراقة؟
دواعى الفصل كما حملها القرار انحصرت في التشهير بالحزب خارج ساحاته والخروج عن الأطر التنظيمية والخط السياسي للحزب وتشويه صورة الحزب أمام الرأي العام.
إشراقة عضو فى الحزب عبرت عن رأيها بصورة واضحة تجاه ما تراه أخطاء فى الحزب ألا يكفل لها شعار الحزب المبني على حرية الفرد ذلك الأمر؟
من حق أي عضو أن يعبر عن رأيه ولكن حرية الفرد لا تعلو على الجماعة. وإشراقة أخذت فرصتها كاملة لكن أعضاء المجلس السياسي رفضوا كل ما أثارته وصوتوا ضده وبالتالي كان عليها أن تلتزم برأي المؤسسة الصادر عن الديمقراطية
ولكن الحزب لم يمهل حتى إشراقة وتيار الإصلاح ليطرحوا رؤاهم؟
إشراقة كانت جزءاً من هذه المؤسسة وكان يمكن أن تطرح رؤاها من داخل الأجهزة التنفيذية للحزب ومن داخل مؤسساته وكان رأيها سيكون محترماً لكنها آثرت أن تخرج عن خط الحزب وأن تخرج بخلافها للعلن وتشهر بالحزب من خلال أجهزة الإعلام المختلفة
إشراقة رفضت تكوين لجنة التحقيق باعتبار أن المجلس الذى كونها نفسه غير شرعي؟
هذا هو حديثها لكن هذه اللجنة وافق عليها المكتب السياسي وهو أعلى مؤسسة قانونية حاكمة فى هذا الحزب وإشراقة كانت عضواً فى هذا المكتب بل وكانت حاضرة في اجتماع المكتب السياسي الذى أحالها الى لجنة المحاسبة فقد حضرته منذ بدايته وحتى نهايته بل وصوتت على أجندته، فإن كان هذا الاجتماع غير معترف به من وجهة نظرها فكيف وافقت على حضوره.
ولكنها لم تكمل الاجتماع وغادرت قبل نهايته؟
هي حضرت الاجتماع كاملاً.. حضرت منذ الساعة 12 ظهراً وحتى بعد صلاة المغرب وغادرت قبل دقيقتين من إجراء التصويت عندما أحست أن كل النقاط التى أثارتها حسمها الاجتماع لصالح الأمين العام عن طريق الأغلبية الديمقراطية. وكان يمكن لإشراقة أن تحتكم لرأي الأغلبية ولكنها آثرت الخروج والمغادرة والتشهير والتصعيد.
هل تكالبت قيادة الحزب ضد إشراقة عندما انتهجت نهجاً إصلاحياً؟
لا يوجد أي تكالب ضدها وهي وجدت مساحتها كاملة داخل الحزب وكانت تتبنى آراء مختلفة ولم يتم اتخاذ إجراء ضدها، وبما أنها عضو فى الحزب فإنها محكومة بقانون الحزب ولذا فإن خضوعها للمحاسبة جزء من آليات الديمقراطية لان ذلك يعطيها الحق فى الدفاع عن نفسها كل ذلك يؤكد ألا أحد كان يترصد إشراقة.
ماذا بشأن بروفيسور علي عثمان وكيف تم التعامل معه؟
لجنة التحقيق رأت أن البروفيسور علي عثمان لم يكن مصراً على المذكرة التى دفع بها لرئيس الحزب وتبين لهذه اللجنة أنه غير مصر على السير فى التشهير بالحزب وكان غرضه الإصلاح لذا فقد تم تجميد عضويته فقط ولم يتم فصله.
وماذا عن سوكارنو جمال الدين؟
قرار لجنة التحقيق أدان سوكارنو بمثل ما أدان به إشراقة لذا تم فصله لذات الأسباب التى استند عليها الحزب لفصل إشراقة المتمثلة فى التشهير بالحزب وغيرها.
هناك جهات نشطت فى رأب الصدع بين الجانبين فهل جاء القرار قطعاً للطريق أمام تلك المبادرات؟
نحن لم نقطع الطريق أمام لجان رأب الصدع ولم يكن القرار استباقاً لمبادرة صلح ونحن مع أي بادرة حسن نية ولكن لأن الحزب حزب مؤسسات اتخذ كافة الإجراءات وفق جدول زمني محدد فقد كون لجنة للتحقيق واستدعى إشراقة للمثول أمامها ورفضت المثول أمام اللجنة ورفعت اللجنة تقريرها ومن ثم اتخذ قرار الفصل ونحن لم نوصد الباب أمام أحد لكن كان لابد من إعادة هيبة المؤسسة.
إشراقة وسوكارنو عضوان بالهيئة التشريعية القومية.. كيف يتعامل الحزب مع هذا الوضع؟
إشراقة عضو بالبرلمان وسوكارنو عضو فى مجلس الولايات والمعروف أن مجلس الولايات يتم التعيين له من الولاية ولكن بالتأكيد الحزب سيدفع بطلب لإسقاط عضويتهما وفق لوائح الحزب ولوائح البرلمان ومجلس الولايات.
أعلن تيار إشراقة عن جمع ألف توقيع سيدفعون بها ظهر اليوم لمسجل التنظيمات السياسية تحمل ذات مطالب المذكرة الأولى. كيف تتعاملون مع هذا الوضع؟
حقيقة لا علم لي بأي تحرك من هذا النوع ولكن لا أعتقد أن ذلك سيؤثر في شيء باعتبار أن هؤلاء تم فصلهم من الحزب بناء على إجراءات لجنة محاسبة استنفدت كل خطواتها وبالتالي فإن أي فعل تقوم به إشراقة لن يؤثر على مؤسسات الحزب لأن كل قواعد الحزب الآن ملتفة حول المؤسسة.
الصيحة