العدالة الإلهية لا تحيد قيد أنملة في تقاسيم العطاء للإنسانية بيد السخاء الرباني، ولكن الإنسان خلق ظلوماً جهولاً غير راضٍ بتلك القسمة العادلة بتجاهل النظر بعين القناعة لما في حوزته وتجاوز رغائبه إلى ما عند الآخرين في تبرم وسخط دائم.
السمات الخاصة المميزة لبعض الناس تجعلهم يطمعون في اكتمال حلقات العطاء وكأنهم يملكون الكون وحدهم «وذاك ليس على الله بعزيز فلو اجتمعت حاجات كل الناس وأعطى سبحانه وتعالى كل صاحب حاجة حاجته، ما نقص من ملكة شيء لكنها تقسيمات إلهية تجل عن فهم ذوي الألباب».
ثار الجدل في المنح السماوية هل تحتاج شطارة أم حظ؟.. يتبادل الناس اللفظين بلا مقايسة ولا حتى شرح للمفهوم، فلان شاطر لكنه غير محظوظ، وفلان بليد عاطل المواهب لكنه محظوظ؟
هل نحتاج الشطارة والاجتهاد أم ننتظر الحظ الذي يضن بابتسامته إلا «بإذن الله» في آخر دراسة نشرتها صحيفة التايم بوست لأغنى مائة شخصية في العالم، أجاب ثلاثة أرباعهم بأن الحظ خدمهم بعد أن كانوا أناساً عاديين.. لا بل من المتأخرين في المستوى التعليمي.
سخط الشطار على «سواد الحظ» ولا أدري كيف منح لونين أبيض وأسود، تجاهل للمنح الإلهية وميزة العقل التي تساوي الدنيا بأكملها، وارتباط الحظ بالعطاء المالي غباء ينزع الرضا والقناعة، مفهوم الفهلوة والسكك المغلقة بلا اجتهاد بحثاً عن الحظ الباسم الأبيض مجازفة تؤدي إلى ذات الدروب أو قل السجون المغلقة.
فهل نقنع بما قسم الله لنا؟.. أم نسعى لاقتناص الفرص؟.. وهل الفرص حظوظ محضة أم عطاء تهيئه لك الشطارة؟
زاوية أخيرة:
قال الطغرائي.. أصالة الرأي صانتني عن الخطل * وحلية الفضل زانتني عن العطل.
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها * فهل سمعت بظل غير منتقل.