:: رغم الإنفصال و مرور خمس سنوات من عمر دولة جنوب السودان، لايزال الشعب السوداني يدفع ثمن القنابل التي زرعها قرنق – بموافقة الحكومة – في تفاصيل نيفاشا.. فالنيل الأزرق وجنوب كردفان – ومشورتها الشعبية – قضايا لا علاقة لها بقضية جنوب السودان، ومع ذلك زج بها قرنق في تفاصيل نيفاشا..وكانت – ولاتزال – الحرب هي حصاد تلك القنابل التي زرعها قرنق بذكاء، ليوافق عليها طه بغير تفكير في نتائج الموافقة التي أوقفت الحرب بالجنوب ثم نقلتها إلى السودان.. !!
:: ومن أخبار اليوم، على لسان والي جنوب دارفور، ما يلي بالنص ..الإستفتاء إستحقاق دستوري، والمؤشرات تمضي نحو خيار الولايات، وهناك إقبال جماهيري على التسجيل، وأن مراكز التسجيل والإقتراع خالية من المشاكسات، والإقبال كبير والنازحون هم الأكثر إقبالاً على التسجيل، وأن أهل دارفور سوف يقولون كلمتهم للعالم عبر صناديق الإقتراع بلا إحتراب .. هكذا يطمئن والي جنوب دارفور – من يهمهم الأمر – عن الإستعداد للإستفتاء المرتقب بدارفور..!!
:: فالإستفتاء حول شكل المستوى الثاني للنظام الحكم، إقليماً واحداً كما كان قبل الإنقاذ أم بنظام الولايات الراهن.. وهذا الإستفتاء الخاص بأهل دارفور من قنابل إتفاقية الدوحة، وقد وافق أمين حسن عمر على زرعها قبل أن يفكر في نتائجها المرتقبة.. وقد لا تكون النتائج حرباً ولا نتمنى ذلك، ولكنها قد تثير سؤالاً مشروعاً في كل ولايات السودان، الأقاليم سابقاً.. لماذا تخص الحكومة أهل دارفور فقط بحق الإستفتاء لإختيار شكل المستوى الثاني لنظام الحكم..؟؟
:: نعم بغض النظر عن السجال الراهن حول موعد هذا الإستفتاء الإستثنائي، فالحركات تطالب بتأجيله والحكومة على عجلة من أمره، وهذا ليس مهماً، فالمهم : لماذا دارفور فقط ؟.. لكل أهل السودان حق طرح هذا السؤال..وعليه، لكل أهل السودان حق الإستفتاء إن كانوا يريدون (الإقليم الواحد) أم ( الولايات)..هذا أو كان يجب مساواة أهل دارفور مع أهل الشمال والشرق والوسط وكردفان في نظام الولايات المفروض عليهم بلا إستفتاء .. نعم، فالحكومة لم تقسم الأقاليم إلى ولايات بالإستفتاء، بل قسمهاً بالقهر، فلماذا تعجز اليوم عن المساواة – بين سكان كل الولايات – حتى في القهر ..؟؟
:: والمٌدهش، ما يلي نصاً : ( إذا إختار أهل دارفور الإقليم فأن هذا سيطبق في كل أنحاء السودان، وإذا إختاروا الولايات سنمضي بالولايات )، الدكتور أمين حسن عمر، رئيس مكتب متابعة سلام دارفور، للرأي العام.. كلام غريب، وترسيخ للشمولية ومصادرة حق سكان الأقاليم في الإختيار..لماذا يُستفتى أهل دارفور فقط – في أمر الاقليم والولايات – بالإنابة عن كل الشعب؟..وكيف ولماذا يقرر أهل دارفور مصائر كل سكان السودان؟.. هب أن أهل دارفور إختاروا بالإستفتاء (نظام الولايات)، ولكن نظام الولايات قد لا مناسبا مع أهالي كسلا والبحر الأحمر والقضارف الذين يفضلون نظام (الإقليم الواحد)، فلماذا يكون خيار أهل دارفور ملزماً لأهل الشرق؟.. وعليه، لا يُوجد أي تبرير منطقي لهذا الإستفتاء الإستثنائي غير أن يكون إحدى ( قنابل الدوحة)..!!