بعد يوم واحد من القرار السعودي بوقف مساعدات بقيمة 4 مليارات لدعم وتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن، عرضت قناة العربية فيلم “حكاية حسن”؛ الذي يحكي قصة أمين عام حزب الله اللبناني؛ حسن نصر الله، ليسوَّق له عبر شاشة القناة، وعبر وسائل التواصل الاجتماعية بكثافة طوال الأيام الماضية، إلا أن وسائل التواصل هذه ضجت بعد عرض الفيلم؛ إذ لم ينل استحسان مشاهديه سوى سكان ضاحية جنوب لبنان.
انتقادات
عرضت “العربية” فيلماً وثائقياً وصفه المتابعون بالفيلم الباهت الذي لا يرقى فنياً وموضوعياً أن يسمّى فيلماً، فقد كانت العشرون دقيقة – مدة الفيلم – عبارة عن تجميع مقاطع من أرشيف حزب الله، وخطب حسن نصرالله، وبرامج قناة المنار التابعة للحزب، تتخللها عبارات فيها مراحل حياة “نصر الله”، وخلا الفيلم من مشاهد حقيقية لميليشيا حزب الله التي تقود خلايا إرهابية في المنطقة، ومن تاريخ الإرهاب الذي يعتبره حسن نصرالله جهاداً، ومن قتل الأبرياء واختطاف الطائرات وجرّ بلاده والأمة العربية لويلات الحروب والتبعية “لولاية الفقيه الفارسي”.
تجاهل الإرهاب
أثار فيلم قناة “العربية” المحسوبة على مجموعة إعلامية سعودية استغراب المشاهدين؛ إذ كيف يصفه الفيلم بـ “رجل كل الحروب”، ويتجاهل قصة إرهاب حسن نصر الله التي انكشفت في سوريا، رغم أن تاريخ الإرهاب يعود للثمانينيات منذ أن كان طالباً في قم، حتى أن انخرط في العمل السياسي ليخدم أجندة إيران ويجعل من حزب الله خاصرة رخوة للعالم العربي.
خادم الحزب
بعرض فيلم “حكاية حسن”، بادر متابعوه حتى ساكنو الضاحية الجنوبية بالسؤال “كيف عُرض الفيلم؟”، إذ إن فيلماً كهذا يثير الحيرة في خط سيره منذ إعداده إلى إنتاجه واعتماده والإعلان له ثم بثّه دون أن يستوقفه رقيبٌ إعلامي وفني لضعفه فنياً ولتضليله موضوعياً عن حقيقة نصر الله وحزبه الإرهابي في لبنان، وهنا أثارت وسائل التواصل الاجتماعي أسئلة أخرى حول ما إذا كان هناك مَن يخدم أجندة الحزب داخل القناة واستطاع تمرير هذه المادة على مرأى ومسمع من قياداتها.
المعركة الإعلامية
يرى مراقبون أن الفيلم يكشف ضعف الأدوات الإعلامية رغم عدالة القضية ووضوحها في فضح الأجندة الإرهابية لإيران وحزب الله ونظام الأسد والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي تحاول استهداف المملكة على الأصعدة كافة وأهمها تشويه صورتها إعلامياً في العالم كله، دون أن يقابل ذلك في الغالب عملاً إعلامياً احترافياً للرد وتوضيح الحقيقة للموقف السياسي السعودي تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ورغبة المملكة في وضع مستقر وآمن للعالم العربي بعيداً عن التدخلات الخارجية في شؤونه.
انتظار الرد اللائق
يضيف المراقبون: “على الرغم من أن ملاك أكبر الشبكات الإعلامية سعوديون إلا أن الجهد الحقيقي الذي يخدم المملكة إعلامياً لا يزال ضعيفاً، ويحتاج إلى مزيد من بذل الجهود ودعم الأيدي الاحترافية لمواجهة الهجوم الإعلامي بردٍّ لائقٍ يكشف من خلاله الحقيقة وزيف الحملات الإعلامية ضد السعودية”، وهنا يقع الحمل الثقيل على كاهل وزارة الثقافة والإعلام وعلى الجهات الإعلامية السعودية والإعلاميين كافة بلا استثناء.
عبدالإله القحطاني
الرياض- سبق