يبدو أن الدبلوماسية الشعبية بمقدورها التغلغل بعمق واختراق الفضاءات السياسية ، أكثر مما تفعل الدبلوماسية التقليدية، كما أن بإمكانها فعل ما عجزت عنه الدبلوماسية الرسمية المقيدة بيروقراطية البرتوكولات والمراسم، واتساقاً مع ذلك، يمكن القول أن رجل الأعمال “عصام الشيخ”، قد حقق اختراقاً دبلوماسياً ،بنكهة شعبية، تجسد حفل كريم راقٍ ، أقامه لوداع القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم، السفير “جيري لانير”، الذي انتهت فترة عمله . وشرف الحفل حضور رسمي ودبلوماسي رفيع، بجانب عدد من قيادات المجتمع ورجال المال والأعمال والإدارات الأهلية ، على رأسهم رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم المهندس “صديق محمد علي الشيخ” والسفير المغربي، عميد الدبلوماسيين بالبلاد ، “محمد أبو العينين” وسفير دولة فرنسا “بورنو أوين” ، وسفير (جنوب أفريقيا) والسفيرة الهولندية.
وتحت الخيمة الفخيمة إلتى نصبت وسط مزرعة “عصام الشيخ” ،التحم الحضور الذي ضم شخصيات من الدبلوماسيين، وكان بمثابة تظاهرة شعبية دبلوماسية خالية ،من كل البروتوكولات الرسمية ،سوى الحراسة الأمنية المشددة التي بدأت من خارج المزرعة وحتى داخل الخيمة، ولعل ذلك إجراء روتيني في بلد ينعم بالأمن والسلام، وظهر ذلك في محيا ووجوه الدبلوماسيين ، الذين عبروا عن سعادتهم بالرقص والتفاعل مع وقع الأغاني الشعبية ، التي تغنت بها فرقة الفنون الشعبية (البالمبو)، خاصة عندما تغنت الفرقة بأغنية (أحب مكان بلدي السودان)، حيث شارك السفير الأمريكي “جيري” الرقص بجانب الطاقم الدبلوماسي لعدة دول.
وفي كلمته التي ألقاها ، متأثراً بحفاوة التكريم والوداع ،عبر القائم بأعمال السفارة الأمريكية عن سعادته بالحفل، وأكد أنه لن ينسى هذا اليوم ، وسيظل يتذكره كلما تذكر أيامه بالسودان، ونوه إلى أن “الشيخ” ، عمل على تقوية العلاقة بين البلدين بتنسيقه لزيارة الوفد الشعبي الأخيرة لـ”الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأحدثت الحفاوة السودانية الدافئة بالسفير “جيري”، صدى كبيراً في نفسه مما دفعه ليخالف العرف الدبلوماسي، حينما قدم علم السفارة هدية لـ”عصام الشيخ”، وقال “في عرفنا الدبلوماسي يهدي السفير المغادر علم الولايات المتحدة الأمريكية ، الذي كان مرفوعاً بالسفارة أثناء عمله، لكن أنا أهديه للسيد “عصام الشيخ”، تقديراً لجهوده في تحسين علاقة البلدين.
وبحسب فلسفة رجل الأعمال ، “عصام الشيخ”، فإنه يسعى بجهده الذاتي لأن يسهم في أن تفك “الولايات المتحدة الأمريكية” حظرها الاقتصادي على السودان، مؤكداً مواصلة جهوده لفك الحظر الاقتصادي الأمريكي على السودان، من خلال تواصلهم مع الخارجية الأمريكية، وقال إن هنالك توصية من الأخيرة للسفارة الأمريكية بالخرطوم ، للتعامل معه، وكشف عن زيارة خمسة وفود شعبية لـ”أمريكا” في الفترة المقبلة.
وتقول مسؤولة الإعلام بالسفارة الأمريكية بالخرطوم ،”كارلوينا شنايدر” ، إن السودان من أكثر البلدان أمناً، وعبرت عن سعادتها بوجودها في السودان، وتمنت بأن تقضي باقي عمرها به، وأشارت إلى أن تحسن العلاقات يسير بصورة جيدة، مشيرة إلى أن الزيارات التي تمت على المستوى الشعبي والدبلوماسي، لها أثرها في تحقيق مزيد من تمتين العلاقات بين البلدين، وأشادت بكرم الشعب السوداني والطيبة والتعامل الجميل، وأشارت إلى أنها تمتلك ثياباً سودانية.
ومن جانبه قدم “عصام الشيخ” هدايا متنوعة للسفير “جيري” ، وعدّ هداياه للسفير الأمريكي بأنها ذات معنى، وليست قيمة، حيث قدم له مجموعة من الهدايا منها مجسم ناقة، ونوعان من السيوف ، أحدهما من الحديد مطلي بماء الذهب، وآخر يعود تاريخ صناعته إلى عام م1880. ومن بين الهدايا (قدح الدبكر) مصنوع من الخشب، وسبحة ولوح ومصلاية( برش) من السعف.
المجهر السياسي