1- لو تمسكنا بمقولة ان كل حدودي اجنبي فان غالبية أهل السودان سيفقدون حق المواطنة ابتداء بالعبدلاب (القواسمة في بني شنقول في اثيوبيا) والعبابدة وكل النوبيين (أسوان ودراو واسنا وغيرها من البلدات في جنوب مصر) وأربعة وعشرين قبيلة أساسية في الغرب بما فيها الرزيقات والمسيرية والتعايشة وبني هلبة والسلامات وكل قبائل الزرقة باستثناء الفور، كلهم لهم نظارات ومشيخات معتمدة في تشاد والنيجر وغيرها من دول غرب افريقيا بل حتى النوبة لهم فروع في افريقيا الوسطى ،،
نعم ،، اما الوسط فمعروف انه في غالبيته كواهلة وهؤلاء اكبر مجموعة عربية في السودان قاطبة ومعروف انهم دخلوا السودان عبر باب المندب وما تزال قبائل كثيرة منهم منتشرة في ارتريا والحبشة عموما، واسالوا عن ذلك اولاد عجبنا الأجواد.
اما اهلنا البجة فما من قبيلة الا ولها وجود في أرتريا – قل أو كثر – وثلاثة أخماس ممالكهم التاريخية في ارتريا، بل وعاصمتهم التاريخية (هجر) في ارتريا، وهنالك ارض وقوم في بجا مدر موجودون في غندر حتى اليوم بجوار عترة المك نمر وأولاد المك مساعد في المتمة الحبشية. وأما اهلنا اللحوين وخاصة الجواميس والماقيت فهم أهل بلد في ارتريا والسودان بل والحبشة. اما اهلنا الشكرية فاسألوا عنهم إخوانا النوايمة ونقارتهم فريحانة وكيف دوت يوما ما في نواحي هيكوته وضواحي تسني. قال شاعر البطانة إدريس وَدْ عَلِي وَدْ رَانْفَيْ:
حَسَّان وأبْ عَلِي وأبْ سِنْ حَدَارْ الجَارْ
كـاتليـن عـزْ مُكُوكْ كَـمْ بَـرَّدُوهَاالــدَّارْ
من الهَـيْـكُوتَا لي البَلَدْ أبْ قَـنَـا وصَفَارْ
مـا خـلــوهــــا نَيـَّة تَـنْـقَـلـِـبْ لـيالنَّـــارْ
إذنْ من تبقى يا ترى من السودان سوى المماليك الذين نزحت جماعات صغيرة منهم للسودان بعد سقوط مملكة علوا المسيحية في سوبا قبل حوالي خمسة قرون ولم يظهر لهم وجود قوي الا خلال الثلاثة قرون الماضية ولم يكن لهم وجود على الإطلاق قبل قيام الدولة السنارية في السودان؟؟؟ من يا ترى احق ان يزايد على الانتماء لهذا البلد ؟؟؟
٢- الغريب ان الجد الأعلى لابراهيم محمود وهو الشريف احمد شيخ الأسد قد ولد في منطقة توجد الان في عمق السودان السياسي (الشوك) ثم هاجر لإريتريا – فإذا استسلمنا لمنطق الهجرات فهو سوداني قبل ان يكون ارتري!!!
٣- مشكلة السودان هي ان من بنوا حضارته وأسسوا كيانه منذ القدم أصبحوا في وقتنا الراهن – ولحكمة يعلمها الله – علي الهامش بالمعنى الجغرافي والسياسي للكلمة ، ومثال ذلك النوبيين في الشمال والمسبعات في الغرب والفونج في الانقسنا والقواسمة في بني شنقول والبجة في الشرق.. ولكن تدبروا يا أهل العقول. ارجعوا بالتاريخ مئة عام فقط لتروا صورة مغايرة،، قال ود الماحي في مدحته المشهورة – اب جاها حوانا :
في جدة النزول طايب هوانا
ونطلع لسواكن لينا شانا
من سوق الحداربة أهل الرطانة
اتبضعنا من بيعنا وشرانا
وقنالم نعود الله ان حيانا
وورد في مذكرات بوركهارت انه مر على أتبرأ (عطبرة) قبل حوالي مئتي سنة (حوالي عام ١٨١٤) وانه لم يجد فيها سوى ٣٠٠ بيت من الباريا !!!
فهل تضمنون ما يحدث خلال المئة سنة القادمة؟؟ ولذلك وجب علينا التمسك بمكتسباتنا وارضنا التى قسمت حديثا خلال صراع الأفيال!!
٤- أشار احدهم الى اتهام اليسار بمثل هذا الهراء ولكن اليمين كَذَلِك لَيس بريئاً من ذلك فقد حضرت شخصيا قبل سنوات خلت محاضرة للمدعو حسن مكي، وكنت أحسبه داعية قبل ذلك، وبالمناسبة أهله كانوا في جهة جلوج عندما كان أهل ابراهيم محمود في القاش، اتهم فيها ابراهيم محمود بالاسم بان قريبه مسؤول إرتري!!! واذكر انني رددت عليه ردا مفحما على رؤوس الأشهاد حينها وحدثته على سبيل المثال عن أشخاص على راس السلطة في ذلك الوقت وهم اقرباء روساء دول ومحافظي مدن في دول مجاورة فما العجب ان يكون لابراهيم محمود قريب من المسؤولين في ارتريا هذا اذا افترضنا صحة ما ادعى .
د. إدريس جميل