يبدو أن لعنة المنصب أصابت مساعد أول رئيس الجمهورية “الحسن الميرغني” بعد أن أظهر تململاً واضحاً وهو بالخارج ولكنه مشارك في الحكم.
من قبل حل السيد “مني أركو مناوي” في ذات المنصب ولكن تحت مسمى آخر وهو كبير مساعدي رئيس الجمهورية، ولكنه اختار رغم كبر المنصب هذا كما يظهر في الاسم، اختار الرحيل إلى التمرد مره أخرى، جلس “مناوي” في الكرسي دون أن يحرك ساكناً فظل يتمتع بهيبة المنصب ولكن دونما عطاء واضح، تعلل الرجل بالخروج مغاضباً بعدها بأنه لا يدير أي ملفات، يعني مساعد!.. ولكنه لا يقدم المساعدة للحكومة! استسلم الرجل بهذه الذريعة ولم يحدث حراكاً من نفسه ليكون فاعلاً ولو حتى في الفعاليات الاجتماعية أو يطالب بملفات ليقلب في أوراقها كما فعل مساعد رئيس الجمهورية العميد “عبد الرحمن الصادق”، بل اختار أقصر الطرق لسد الفراغ، وغادر البلاد معارضاً مسلحاً مرة أخرى.
شقيق “الحسن الميرغني”، السيد “جعفر الميرغني” مساعد رئيس الجمهورية السابق، أيضاً جلس في ذات الكرسي الساخن وكان ذات المصير رغم أن منصبه لم يكن مقروناً كما سبقه من قبل مناوي بـ(كبير)، وجاء من بعده شقيقه “الحسن” باسم مساعد أول رئيس الجمهورية.
حالة “الحسن الميرغني” في التفاعل والتعاطي مع واقع المشاركة تبدو أفضل بكثير عن حالة شقيقه المساعد السابق الذي لم نسمع له إلا بكلمات معدودة حسبت عليه في نهاية الأمر، ولم نسمع له بعدها بكلمة حتى استقر به المقام في عاصمة الضباب وقد عاد للبلاد قبل محطته الأخيرة هذه في “لندن” وحل ضيفاً على البلاد لمرة واحدة لحضور إحدى الفعاليات الكبيرة وأظنها تنصيب الرئيس “البشير”، ليعود أدراجه، صبر المؤتمر الوطني على مساعد الرئيس الذي ظن أنه يمكن أن يساعد من الخارج!
ذات السيناريو يتكرر اليوم مع السيد “الحسن” وقد اختار المنفى ليرسل منه رسائل السخط من الحكومة مع تلويحات النية لمراجعة الشراكة واحتمال الخروج.
لم أتوقف في خروج “مناوي” والسيد “جعفر الميرغني” كما توقفت عند مغادرة “الحسن الميرغني” وتلويحه بالخروج من الحكومة، الكل يذكر المعركة الفاصلة التى قادها الرجل من أجل المشاركة في الحكومة وقد دخل في تحدٍ مع شيوخ الحزب وقام بفصلهم وإبعادهم بأمر المشاركة التي يتحدث عنها اليوم، داس “الحسن” على تاريخ تلك القيادات ومضى إلى حاله، ولكنه عاد أمس الأول ليطلب من أعداء الأمس وغيرهم من عضوية الحزب، تقييم مسيرة المشاركة ليحدد الحزب الاتحادي الأصل بموجبها الاستمرار أو الخروج من المشاركة.
يا ترى كيف استقبل هؤلاء هذا الطلب؟.. والذي يبدو أنه طلب عند الطلب، عندما كان الحديث عن الحزب وجدوى المشاركة خسر الشيخ “أبو سبيب” والسيد “طه علي البشير” وأصحابهما، ولكن عندما دخل عليه الأمر في المنصب لم يحتمل، وأراد أن يكون من أقصاهم هم الذريعة للخروج من الحكومة، فهل يستجيبون له؟