{مشاركة السودان العسكرية في التحالف العربي والإسلامي في عمليات (عاصفة الحزم) في “اليمن” الشقيق، ربما رفعت درجات بلادنا بين مقامات الدول الأكثر تأثيراً في المنطقة مع المملكة العربية السعودية .
{لقد كانت القيادة السودانية في حاجة إلى اتخاذ موقف كذاك، تنقل به السودان من خانة (الشك والريبة) إلى موقع متقدم في القائمة الصغيرة التي تضم المخلصين الصادقين الذين يتبعون القول بالفعل، بإرسال القوات البرية إلى “عدن”، لتتحرك لاحقاً ضمن قوات تحرير العاصمة “صنعاء”.
{(لحدي هنا .. كويسين) والضرر محدود والآثار السلبية مقدور على تداركها واحتواء تداعياتها .
{أما فكرة المشاركة ضمن ذات التحالف العربي والإسلامي في عمليات عسكرية في “سوريا”، فأعتقد أنه أمر جلل يكلف السودان خسائر فادحة، ليس بسبب توقع سقوط الكثير من الضحايا من قواتنا في حرب يقاتل فيها المسلم (السني) أخاه المسلم (السني المتطرف)، ولكن الخسارة الأكبر ستكون في خسارتنا لأهم حليف دولي قاهر وقادر، يقف الآن إلى جانبنا من أمامنا ومن خلفنا، في مواجهة خصمنا اللدود “الولايات المتحدة الأمريكية” في مجلس الأمن الدولي .
{من أسقط مشروع القرار الأمريكي بحظر تصدير وتسويق (الذهب) السوداني قبل أيام في أروقة مجلس الأمن بنيويورك؟! من قاد المواجهة بالنيابة عن السودان؟
{من يا ترى .. غير مندوب الاتحاد الروسي!
{“روسيا” هي حليفتنا الأهم التي سعت إلينا أكثر مما سعت إليها دبلوماسيتنا المرتبكة !!
{المندوب “الروسي” الدائم في الأمم المتحدة هو الذي اعترض على المسودة الأمريكية ضمن قرار يشمل المزيد من العقوبات الأممية ضد السودان، بإضافة (الذهب) لقائمة المحظورات مع السلاح، باعتبار أن عائداته تساعد حكومة السودان على المزيد من العمليات الحربية في دارفور، أو كما قال المندوب الأمريكي .
{وحسب مصادرنا في “نيويورك”، فإن المندوب “الروسي” هو الذي أقنع المندوب “الأنغولي” – دولة مقر قمة البحيرات الملغاة – بالوقوف لصالح السودان، وليس العكس!!
{إذا شارك السودان في تحالف عسكري على الأراضي “السورية”، فإن ذلك يعني دخوله في مواجهة فادحة الخسائر مع “روسيا” العظمى .. “روسيا” التي تقاتل عنا في ساحة مجلس الأمن، بينما تتخاذل عن نصرتنا دول يجمعنا معها (الاتحاد الأفريقي) ومواثيقه وقراراته، فضلاً عن عضوية بعضها في منظمة دول البحيرات مثل “السنغال”.. و”أنغولا”!!
{السودان في وضع حرج وبالغ الدقة، لا يسمح له بمواجهة “أمريكا” و”روسيا” في آن واحد .
{لحدي “اليمن” .. وكتر خيرنا.
المجهر السياسي