هل سيكتب السودان عهداً جديداً اليوم؟!

هل يبدأ السودان عهداً جديداً بعد تسلم رئيس الجمهورية اليوم لتوصيات لجنة الحوار الوطني بعد أن أمضت عدة شهور تفحص وتمحص وتقترح كل لجنة من تلك اللجان مستقبل السودان في الأمور التي سبق أن طرحها رئيس الجمهورية للمرحلة المقبلة.
إن توصيات الحوار وحسب رؤية رئيس الجمهورية والتزامه بتنفيذها، ستكون فتحاً جديداً إذا وافق الجميع على المخرجات التي تصب في المصلحة العامة للوطن، اليوم سيكون عيداً مصغراً للوطن إلى حين العيد الأكبر بعد تنفيذ ما توصل إليه أبناء السودان وطي صفحة من الخلاف والصراع.
إن التوصيات والحوار الشفاف الذي توصل إليها سيساعد على أمن واستقرار الوطن طالما أن الأبناء غير مختلفين، فأصلاً الصراع قائم على الحكم ونحن شعب جبلنا أن نحكم الآخرين وكل واحد لا يرضى بحكم الثاني، ولكن إذا قالت تلك اللجان كلمتها وتوصلت إلى صيغة يتم الاتفاق عليها حول نوع الحكم والفترة التي يبقى فيها الحاكم، بالتأكيد لن تكون هنالك مشكلة طالما أن الحاكم يعرف الفترة التي يظل فيها سنة أو سنتين أو أربع سنوات حسب ما هو متفق عليه ويجب أن يلتزم الجميع بذلك.
لا نشك أن اللجان عملت على مناقشة أمور الوطن بجدية وبصدق وبأمانة ستكون توصياتها فيها المصلحة الوطنية، ولا أظن أن هناك جهة لن تلتزم بتلك المخرجات طالما أن الأحزاب والقوى المختلفة كانت ممثلة فيها حتى الحركات المسلحة التي وضعت السلاح جانباً، وجاءت مشاركة في أعمال تلك اللجان، هذا دليل على أنها ملت الحرب ولا بد أن تجلس للوصول لرؤية تساعد في حل مشاكل السودان العصية والمستعصية، فالسودان بلد يمتلك كل المقومات التي تجعله في صدارة الأمم ولكن الجهل والتخلف كان سبباً في تراجعنا عن تلك الصدارة التي احتلتها دول جاءت متأخرة ولكن بالعزيمة والإصرار تفوقت علينا، الفرصة ما زالت متوفرة لنا ولهذا الوطن إذا أحسن البعض النية الخالصة والصادقة في العمل الجاد من أجل أن يكون لنا وطن يسع الجميع إذا تناسى كل حزب أو شخص مراراته الشخصية ووضع الجميع أيديهم فوق بعضها البعض، سيشع الضياء والنور وستزول العتمة وسيغلق ذلك النفق المظلم نهائياً.
إن تجربة أطفال السودان التي شهدناها قبل أيام وهم ينازلون أطفال ست عشرة دولة تتفوق علينا الآن في كل شيء، استطاع أطفالنا أن يهزموها ويحتلوا المركز المتقدم الذي لم يكن متوقعاً لنا ولا للآخرين أن نكون عليه، ولكن هؤلاء الأطفال وضعوا السودان فوق حدقات عيونهم، ولذلك نالوا ما أرادوا وأجبروا تلك الشعوب أن تصفق لهم وأجبروا المعلقين الرياضيين أن ينحازوا لهم، ليس تعاطفاً فقط وإنما حباً لما قدموه من أداء رائع.. فنحن اليوم وبعد تسليم توصيات الحوار الوطني في مرحلتها النهائية سيكتب لنا إن شاء الله عهد جديد إذا ما نفذت تلك التوصيات وروعيت فيها المصلحة الوطنية.

Exit mobile version