حتى ما قبل يوم الثلاثاء الماضي كنت أعتقد في قرارة نفسي أن بطولة ج هي مجرد تجمع للأطفال الصغار كنوع من المرح والفرح وبالمناسبة فهي حتى لو كانت كذلك تبقى فكرة طيبة بأن تجمع أطفالا من 16 دولة عربية يتواجدون في دوحة العرب ويلتقون على حب الرياضة وتنمية الهواية ولكن الواقع أذهلني وجعلني أغير فكرتي كليا عن هذه البطولة التي ترعاها وتدعمها وتتابعها سمو الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني حرم أمير البلاد المفدى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
أقول شعرت بالذهول وهذه هي الكلمة الوحيدة التي أراها تعبر عمّا رأيته ولمسته لمس اليد.
فالبطولة أولا تحظى برعاية ودعم معنوي ومادي وإعلامي كبير ومبارياتها تبدأ قبل محطة الدوحة بمنافسات في كل دولة عربية حتى الصومال وجيبوتي وجزر القمر والمدرسة الفائزة تمثل بلادها في مونديال ج بالدوحة حيث يجد المشاركون كل الرعاية من المطار وإلى المطار وسط تنظيم أشبه ما يكون بتنظيم نهائيات بطولة عالمية وليس تجمعا لمدارس أطفال عرب والإخراج التليفزيوني للمباريات يتم بكل جدية وحرفية وحفل الختام كان مبهرا لكل من حضره وقد حرصت على سماع شهاداتهم واحدا واحدا وكلهم أجمعوا على ذلك والأجمل من الحفل هو الجدية الكبيرة في التعامل مع حدث للأطفال كحضور الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد رئيس الاتحاد القطري للكرة والدكتور ثاني الكواري أمين عام اللجنة الأولمبية التي دعمت البطولة بكل قوة بتوجيهات من رئيسها سعادة الشيخ جوعان بن حمد، وكذلك حضور الشيخة مشاعل بنت حمد بن سحيم والزميلة جواهر النصر التي تعتبر دينامو قناة جيم وأيضا لا أنسى جهد رجل رائع ومبدع ومتابع هو الزميل الإعلامي سعد الهديفي مدير البطولة الذي تمكن من جمع عدد كبير من النجوم من العرب والأجانب لتحليل البطولة أمثال سامي الجابر ويوسف شيبو وطارق الجلاهمة وكفاح الكعبي وختمها بتشافي هيرنانديز نجم السد الحالي وقائد برشلونة السابق الذي توج المنتخب السوداني الفائز بثاني ألقاب هذه البطولة.
وقبل انطلاق صافرة الختام قالت لي الشيخة مشاعل آل ثاني إن الخطوة التالية للمنظمين أو طموحهم هو أن تصبح كأس جيم كأسا عالمية يشارك فيها فرق من أوروبا وأميركا اللاتينية وآسيا وإفريقيا لتصبح قطر مصدر إلهام للعالم بفكرة مبدعة هدفها الأسمى هو رعاية المواهب العربية حاليا وربما العالمية لاحقا ودعم كرة القدم في مشاركة قطرية للكرة العالمية وهو أحد أهداف هذا البلد من وراء استضافته لنهائيات كأس العالم 2022 والتي لم ولن تكون مجرد بطولة والسلام بالنسبة للقطريين بل ستكون تجربة عمر ونقطة انطلاق نحو العالمية بسواعد عربية قطرية تقول للعالم: نحن قادرون وجميعا… نجوم..