*من روائع الشيخ فرح ود تكتوك أنه استنجد به رجل مطارد فنصحه بأن يختبئ تحت كومة من القش ،وعندما وصل الذين كانوا في أثره سألوا الشيخ :إن كان قد رآه فأشار إلى كومة القش فسخروا منه واستمروا في المطاردة ، وخرج الرجل من تحت القش يرتعش من هول التجربة التي أدخله فيها الشيخ وكان قوله المعروف: أكان الصح ما نجاك الكضب ما بنجيك.
* لم تغيب عني حكمة الشيخ فرح ، وإبنتي (نور) تروي لي والحزن يكسو وجهها بأن أستاذهم بمدارس كمبردج ، مستر (باري) – البريطاني الجنسية – ودعهم وقبل كل تلاميذ الفصل فرداً فرداً وأنه قال لهم بأنه مغادر السودان نهائياً.
* المفاجأة أن (الخواجة) أبلغهم بانه مريض وذاهب للعلاج ورسم لهم في السبورة ، بطنه ومكان الألم وانه سيجري عمليه .. وبعد نهاية الحصة ودعوه مرة أخري.
* كانت نور تحدثني يومياً عن لطف وود مستر (باري) ولم اكن أتوقع أن ينقل همومه ومرضه للصغار بتلك الصورة ، لكن إبنتي صاحبة الست سنوات تفهمت ماحل بالرجل ، بل انها قالت لى (نقول مع بعض يابابا إن شاء الله مستر باري يبقى كويس).
* لفت نظري في حديث (باري) لطلابه تعامله بشفافية معهم وإحترامه لهم ، الرجل كان من الممكن أن (يقطع وشو) في هدوء ، لكنه إحترم الرباط الذي بينه وبين طلابه وإحترامه لهم رغم صغر سنهم ، بل إحترامه لنفسه قبل ذلك .
* تمنيت أن يكون ديدن المسؤولين لدينا مثل (باري) ، يبادلون المواطن الإحترام والتقدير بعيد عن أي (من وأذي) ، وبعيداً عن أي مقارنة بين واقعنا أمس واليوم ويصرحون بحديث طيب ، ليس موجع ..
*أسعد كثيراً كلما التقيت والي جنوب كردفان اللواء د. عيسى أدم . في أول لقاء لعيسى مع مواطني ولايته قال عبارات لا زلت أتذكرها (جئنا اليكم خداماً وليس حكاماً ونحن منكم وفيكم).العبارة كثيراً مايكررها عيسي ، الإسبوع الماضي رددها ، رغم وصوله السلطة منذ نحو ثمانية أشهر ، مما يعنى ان السلطة لم تفتنه مثل أخرين من إخوانه.
* لا نريد مسؤولاً ، مثل مستر (باري) في إحترام الأخر فقط بل الأهم ، إرساء مسألة الشفافية ، والتي باتت مفقودة ، حتى كادت تفقد الحكومة مصداقيتها ، فكم من مسؤول تحدث عن خلو الموازنة من أي زيادات ، وهاهي الزيادات تتواصل حتي أمس الأول في سلعة الغاز ، وتعرفة المياه رغم إجازة الموازنة العامة وموازنة حكومة الخرطوم.
* ومهما يكن من أمر لو لم تراجع الحكومة مواقفها لن يسألها أحد ، ولن تجد من تشير إليه الي (كومة القش).
-
-
-
-
-
-
-
-
