أسدل مساء أمس الأول الستار على فعاليات (جائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي) في دورتها السادسة، بحضور النائب الأول لرئيس الجمهورية في حفل ختام إعلان أسماء الفائزين وتوزيع الجوائز في محاور الجائزة الثلاثة الرواية، القصة القصيرة وقصص الأطفال، وتكريم شخصية الجائزة الثقافية هذا العام البروفسور “يوسف أحمد فضل، بمشاركة كورال كلية الموسيقي والدراما بأغنية (يا وطني يا بلد أحبابي).
{ سوريا والسودان الأكثر حصداً للجوائز
كان لسوريا نصيب الأسد في الفوز بثلاث جوائز، إذ نال الكاتب “سومر شحاتة” المركز الأول في جانب الرواية عن عنوانه (حبوب الذرة)، وحاز “نجيب تباني” المركز الثاني في قصص الأطفال وحصلت “حنان المصري” على الثالث في ذات المجال، فيما حصد السودان ثلاث جوائز في المنافسة حيث أحرز المركز الأول في القصة القصيرة “الهادي علي” عن مجموعته القصصية (فانتازيا أنثى الشط)، بجانب الجائزة الثالثة في القصة لـ”معاوية محمد الحسن قيلي” والمركز الثالث في الرواية ناله “محمد المصطفى الطيب بشار”، وتربعت الجزائر في المرتبة الأولى في أدب الأطفال بقصة (عالم أجمل) لكاتبتها “أسمهان مروان”، فيما ذهبت الجائزة الثانية في الراوية لمصر عن طريق الكاتب “عمار علي حسن”، والثانية في القصة لـ”مقبول العلوي” من المملكة العربية السعودية. وكانت قيمة الجائزة الأولى (10) آلاف دولار، والثانية (8) آلاف دولار، والثالثة (6) آلاف دولار.
وأكد عضو مجلس أمناء الجائزة “مجذوب عيدروس” أن التقرير العام للجائزة أشار إلى أن الأوراق التي قدمت في الدورة السادسة نوقشت بفكر عميق، فيما أوضح ممثل المحكمين “محمد المنسي قنديل” أن الأعمال التي شاركت تقاربت في المستوى بصدق يضاف للثقافة العربية في إثراء الأدب العربي.
وأكد عضو مجلس أمناء الجائزة الروائي “إبراهيم إسحق” أن (جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي) أصبحت إحدى منارات الحركة الثقافية بالعالم العربي، مبنياً أن اللغة العربية سادس لغة في العالم من ناحية عدد المتحدثين وحجمها، مثنياً على قيام المنافسة التي أعادت البلاد إلى علوها بعد انخفاض صوتها الثقافي، مشيراً إلى مشاركة العلماء والبارعين والمفكرين من أدباء العرب فيها خلال دوراتها الست، مؤكداً أن (جائزة الطيب صالح) التي تمنح ثماني جوائز وتعطي (72) ألف دولار سنوياً لكل من يستحق ذلك في العالم العربي، لا يتفوق عليها الآن إلا مهرجان (كتارا) من دولة أثرى من السودان، مشيداً بالطريقة التي تدار بها الأعمال المقدمة، مؤكداً عدم وجودها في جائزة أخرى، لافتاً إلى حدوث فضائح في كثير من الجوائز الأخرى.
وطالب “إبراهيم إسحق” السودانيين بأن يغتنموا هذه الساحة في كل الأعمال ويشاركوا في التقديم للجائزة، وأن لا يضيعوا وقتهم في الـ(فيسبوك) ووسائل الاتصال، وأن يتمسكوا بالقراءة، مضيفاً إن الكتاب يظل المنبر الحقيقي للقراءة الجادة والمعلومات، مشيراً إلى تقدم عدد الفائزين في دورات الجائزة.
وقالت الأديبة الأردنية المحكمة في مجال القصة القصيرة في الجائزة هذه الدورة “سميحة خريس” إن (جائزة الطيب صالح) تحمل اسم علم عربي عالمي نعتز به وننتسب له، مضيفة إنها جائزة لها قيمتها المعنوية والإنسانية لما لها من مصداقية، مشيرة إلى أن الإنسان السوداني كنز مجتمعه الأساسي.
ودعت “خريس” إلى ضرورة أن تعنى المؤسسات الثقافية السودانية بما ينتج من الأدب الإبداعي، وأن تتولى ترويج الكتاب العربي ونشره في كل بقعة، إضافة إلى تسليط المزيد من الإعلام والإعلان، مشيرة إلى أن جسور الثقافات العربية يعتريها شيء من الفشل، موضحة اطلاعها المبكر على أدب “الطيب صالح” وبعض تجارب الرواية لـ”عبد العزيز بركة ساكن” و”حمور زيادة” ومجموعة قليلة من الكتاب السودانيين الآخرين.
المجهر السياسي