٭أوداج المدينة المنتفخة بالمتشردين والمعتوهين والهوام.. والهائمين قسراً من وجع الحياة.. تجعلنا نردد في خفوت.. أن تبَّت يد الخرطوم أو تبت أيدي الذين سرقوا لهفة الفرح من أعين المتعبين.. الذين يكدحون في ليلهم ونهارهم.. علَّهم يجدون ضالة فقدوها رغماً عنهم.. بإرادة الدَّجالين.. وسماسرة الثراء الفاحش.. بالفاحشة وقلة الحياء.. وهؤلاء على قلتهم.. ما فتئوا يتاجرون بأرزاق الناس.. وأعراضهم وانسانيتهم.. وما اكثر الذين يزينون للناس.. سوء العيش.. وقلة الحيلة.. وضيق ذات اليد.. وعليه تبت يد الخرطوم هذا الوطن المصغر حين عجزت عن ان تحتوي اشلاء ابنائها واشتاتهم.. وحين عجزت أن تسقيهم حِنْ الأماني المشرعة على حنين المأمل ! ٭ أهل الخرطوم ودوا لو يهربون من زخم الحياة وضجيجها.. ولكن حنايا النفوس تود لو اختارت حياة الزيف والتزيف والتي تسمى تلطفاً بالنفاق الاجتماعي!
٭ المنافقون اجتماعياً.. طمسوا حلاوة الناس وبساطتهم وعادات نستميت لتحيا في دواخلنا.. وشوهوا أشكال الروابط المتينة التي تشد أذر العلاقات.. وتشد آذار النسيج الاجتماعي
٭ وإنه من المطلوب أن يواكب الناس المتغيرات من حولهم.. وأن يكونوا من المرونة بمكان.. لنستوعب ثقافات الآخرين.. وننصهر معهم ونصدر لهم ثقافتنا المتنوعة والغنية.. التي يتمتع بها السودان.. بمختلف تنوعاتنا القبلية والعرقية والإثنية.. التي تمثل افريقيا القارة.. في السودان القطر.. مع الاحتفاظ بهويتنا كسودانيين بعيداً عن الانغماس والانطماس حتى لا تضيع ملامحنا.. ملامح الإلفة والطيبة والبساطة.
٭ ما لدينا من الفكر والثقافة يكفينا لنملأ العالم زخماً وأملاً وحُلماً فقد مللنا الحروب والاحتراب والحرابة.. ومللنا الحقد والكراهية التي تملأ قلوب الناس.. وسئمنا نظرية المؤامرة التي نعلق عليها فشلنا واخطائنا ومراراتنا.. فالمؤامرات احياناً كثيرة تكون وليدة دواخلنا وافكارنا ونصنعها بايدينا ولا بواكي علينا.. فالتغيير الايجابي ليس حُلماً بعيد المنال فقط ان يوضع في إطاره الزماني والمكاني.. الصحيحين!
٭ وتبت يد الخرطوم ألف مرة حين صار «النفاق الاجتماعي» ديدن الكثيرين.. واسقط في يدي حين استاجر اهل صديقتي الصدوقة.. بعض النساء ليولون كـ«بكايات» أو نداهات من حر مالهم في عزاء أحد أقاربهم.. وسط دهشة الحاضرين.. المحزونين لهذا الحزن المصطنع.. مدفوع الأجر
شبابيك:سابرينا المليجي
صحيفة آخر لحظة