عذرت لجورج صاند ردة فعلها ، نظرًا لمزاجها الذكوري. فقد كانت تحمل اسماً رجالياً، وترتدي ثياباً رجالية، كثيراً ما تكون من ملبوسات الرجل الذي تحبّه. وهو ما أكسبها فحولة عاطفيّة . فقد حاولت أن تضاهي الرجال وتتماهَى معهم، لكنها فشلت على الأقل، لكونها ظلّت كأيّ أنثى تتردّد على الحلاق. ما يُذكِّرني بقولٍ ساخر للممثلة جاكلين مايان: «لن تصبح النساء مُساويات للرجال، إلاّ عندما يتقبّلن الصَّلع ويعتبرنه علامة من علامات الوسامة والاعتبار!».
ما أخشاه إن قبلت النساء بالمساواة في الصلع، أن تزددن فحولة ، حتى يصبحن أقرب إلى أســود «تسافو» الفاتكات ، منهنّ إلى الإناث الفاتنات . فقد اشتهرت هذه الأسود السيئة السمعة التي تعيش في شرقي كينيا ، بضراوتها غير العادية، إذ افترست في القرن الماضي 130 شخصاً.
أما ضراوتها التي تفوق العادة، فتعود، حسب العلماء، إلى كونها تمتاز عن باقي الأُسود، بأنّ ذكورها ليس لديها الشعر الكثيف المميِّز لذكر الأسود من الأنواع الأخرى، ويعود هذا إلى المستويات المرتفعة لهرمون الذكورة الزائد فيها، وهو الهرمون ذاته الذي يُسبِّب الصلع لدى الرجال، ويزيد، حسب العلماء، من السلوك العدواني والنزعة، للحفاظ على المكان بأي ثمن!
ومادمنا لا نملك سوى هذه المعلومة العلمية، لاكتشاف ما قد يخفيه لنا بعض الرجال، فإنني أنصح الشعوب العربية بألاّ تختار حكّامها من بين الذين تركت هذه الهرمونات آثارًا على صلعتهم، وأن يكون لها حق إخضاع أي مرشّح للسلطة، لفحص هرمون «التستوستيرون»، وهذا أضعف الإيمان، مقارنة بما وصلت إليه شعوب أخرى، كالشعب الآلماني الذي أسقط في الماضي مرشحًا للإنتخابات عندما اكتشف بأنه يصبغ شعره . ذلك أن عند هؤلاء الشعوب التي تقيس النزاهة بفرق شعرة ، خدعة الصبغة تشي بما هو أكبر. فإذا صبغت شعرك فأنت تهدف إلى إخفاء حقيقة ما، و بالتالي لست أهلاً للثقة، لأنك قد تغش شعبك أيضًا !