*جلست أكتب مقالا عن مضاعفة تعريفة المياه,وما ان فرغت من آخر كلماته ورد الي واتساب يحمل القصة التي وضعت الموضوع الذي أعددته جانبآ وفضلتها عليه
*مسرح القصة كان مستشفي الخرطوم في العام 1998والمكان عنبر البروفبسور الضو مخنار,يقول الراوي كنت ممارضآ لعمي الذي كان يعاني من مشاكل في الكبد,وفي الغرفة المجاورة شاب كان يعاني من مشاكل في الدم,ترافقه أمه وهما من قبيلة البقاره في كردفان,وكانت حكامه.
*في الصباح كان بروفبسور الضو في مروره العادي يرفقة عدد من الاطباء سألته أم الشاب يعفوية أهل السودان”الولد ده عندو شنو وماكو ما بتدوه دوا؟”ضحك البروفيسوروأجابها بذات العفوية مطمئنآ وقال لها بذات العفوية “يا حاجه ربنا يشفيه لكين يا حاجه ولدك ده دواه عندنا مافي في السودان الا في لندن او اي بلد اوروبي آخر.!
*بذات العفوية طلبت الام من البروفيسور أن يكتب لها اسم الدوا في ورقه.جلس الرجل الطيب وكتب لها ما أرادت وانصرف.
*والآن انتبهوا جيدآ ماذا فعلت هذه الأم…!
*خرجت منذ ذلك الصباح ولم تعد الا بعد الساعة الرايعة ظهرآ,وكانت متعبة ومرهقه,ولندع الراوي يواصل القصة.يقول الراوي انها كانت تحب الونسة معي,وسألتها أين كنت طوال اليوم؟فردت,وقفت تكسي وقلت ليهو وديني محل الطيارات والناس البسوقو الطيارات,قال لي المطار يعني؟قلت ليهوآي,وصلنا المطار وزول زول أسأل الا واحد ود حلال قال لي ديك اللابسين كابات,مشيت عليهم سلمت عليهموسألتهم كبيركم وينو؟قالو لي داك ياهو واسمو عبد الرحيم”وشتان بين عبد الرحيم وعبد الرحيم ودي من عندي”.
*وتواصل المرأة الحديث,مشيت لي عبد الرحيم سلمت عليهو وقلت ليهو ولدي عيان ودكتور الضو مختار قال لي ولدك دا دواهو الا في لندن,والله يا ولدي نحن مابنعرف,لندن دي بتعرفوها انتو سواقين الطيارات,واديتوا الورقه المكتوب فيها الدوا,وضحك عبد الرحيم وكلهم الواقفين معاهو ضحكو,وعبد الزحيم قال لي تمام انا بكره عندي سفريه لي لندن”ويا حليل خط هيثرو” وانشاء الله أجيب الدوا معاي…!!!
*ويستطرد الراوي ويقول بعد اربعة أيام من ذلك اليوم,والله علي ما أقول شهيد جاء عبد الرحيم وزوجته وهما يحملان الدواء وكمبة كبيرة من الطعام…!!!
*يقول الراوي مات عمي وغادرنا المستشفي وكانت هذه المرأة تقضي كل النهار معنا في العزاء وفي المساء تذهب للمستشفي..!
*وذات يوم طرق طارق الباب وكان الطارق ذات المرأة وابنها وقد شفي تمامآ وأكملت لنا بقية القصة,قلت لي عبد الرحيم أنا كن مشيت البلد بعمل حفله كلها مشكار ليك.
*خرج الابن من المستشفي,وحجز لهم عبد الرحيم تذاكر سفر للابيض,وانشدت المرأة عشره قصائد في مدح عبد الرحيم…!
*قرأت القصة كما تفعلون انتم الآن,وقد شعرت بهزة عنيفة في وجداني عبرت عنها المآقي التي أسالت الدمع مدرارأ, وكلما سالت دمعة ازداد شوقآ لمعرقة الكابتن عبد الرحيم (سواق الطياره) ود البلد الأصيل,ولمعرفة تلك الام الرؤوم,التي قادتها بساطتها وعفويتها الي علاج فلذة كبدها…!!!
*كان عشم الام في عبد الرحيم (سواق الطيارة) عظيمآ رغم انها لا تعرفه ولا يعرفها,ولبي عبد الرحيم الطلب,وكان علي قدر العشم وأكبر.ولم يلبي الطلب لأنها ذات مال وجمال أو سلطة,حاشا لله,فهو عبد للرحيم,الذي وسعت رحمته كل شيئ وكان لعبد الرحيم قدرآ من رحمة ربه الرحيم…!!!
*نال عبد الرحيم (سواق الطيارة)الرحمة من الرحيم,وآخر نال ذات الاسم فحوله الي اثم.ماء السودان ياهذا ليس في لندن حتي نستنجد بعبد الرحيم الانسان(سواق الطياره) ليجلبه لنا من لندن ولو كان عشمنا فيه لفعل,لكن الماء يحيط بالخرطوم من كل الجوانب,وفي باطن الارض,ولم يعد غورآ حتي يستعصي عليك طلبا,فما الذي يدعو لرفع تعريفة المياه للضعف,رغم ان اسعار الوقود قد هبطت وبنسب خرافية,وكل دول العالم تنعم بهذا الهبوط ما عدا السودان الذي يعاني في حالة الهبوط وفي حالة الارتفاع…!!!
*ان أهل السودان أولاد البلد أمثال عبد الرحيم الانسان هم من يشبهونه فمن ياتري شبيهكم…!!!؟
د. هاشم حسين بابكر