نجل الدين ادم : هل تكفي الصور المقززة!!

نشرت وزارة الصحة بولاية “الخرطوم”، (أمس) إعلانات على صفحات عدد من الصحف اليومية يحمل صوراً مقززة ومنفرة لحالات إصابة بالسرطان جراء استخدام التبغ، الإعلان ألزم شركات التبغ بوضع هذه الصور بجانب مواصفة وكمية التبغ.
الإجراء قصد منه التضييق على المدخنين بصورة عامة ومتعاطي (الصعود) بُغية الإقلاع عن التعاطي، الصور التي ألزمت بها الوزارة الشركات المنتجة للتبغ يصعب النظر إليها لأكثر من مرة بسبب فظاعتها، السؤال هنا.. هل يمكن أن تكون الصور والتحذيرات على العلب كافية لوضع حد للتعاطي المضر للشخص ولأسرته؟
كلنا يعرف حتى إن لم يكن مُدخناً أن عُلبة السجائر مكتوب عليها التدخين ضار بالصحة، ومع ذلك ينظر إليها المدخن ويمضي على الفور دون أن يعيرها أدنى اهتمام، في إشعال سيجارته دون تردد كأنما الأمر تحدٍ مع النفس!، لذلك مبدأ نشر الصور المنفرة هذه لا تختلف عن التحذيرات الموضوعة على علب السجائر إلا في شكل الصور الملفتة والتي يمكن أن يكون لها أثرها السالب لأولئك الذين يحملونها إلى منازلهم وتقع في أيدي الأطفال.
لذلك تحتاج وزارة الصحة لأساليب أخرى إن لم تكن بديلة، تكون أكثر فاعلية، مثل تعزيز ضوابط منع التعاطي في أماكن العمل وفي الأماكن العامة والمستشفيات والمركبات العامة، ولا بد أن تصحب ذلك مراقبة دقيقة للتجاوزات التي تحدث ودعم ذلك بالتشريعات الصارمة التي تردع أي متجاوز للضوابط والشروط بإيقاع العقوبة.
الآن لا يستطيع أحد أن يوقف مدخناً داخل مركبة ويقنعه برمي سجارته أو تعاطي (الصعود)، لسبب بسيط حيث إنه سيقول لك (مش على كيفي) أركب عربية خاصة!، لكن لو يعلم هذا المدخن أن أقرب (999) يمكن أن تحمله لأحد أقسام شرطة بسبب هذا التجاوز، فإنه لن يقدم على هذا الأمر، فترات حرمان المدخنين من جراء هذه الضوابط الصارمة هو بمثابة فترة إقلاع إجباري، وهذه الفترة الإجبارية يمكن أن تمهد لإقلاع كامل لعدد كبير من المدمنين عن التعاطي.
الوزارة أيضاً تحتاج أن تقوم بتوعية استباقية للأجيال القادمة كأن تكون هناك حصص إرشادية في المدارس توضح مدى خطورة التعاطي وتنبه وتحذر الطلاب اليافعين من أن مستقبل المتعاطين خطير وستكون نهايته الإصابة بأمراض لعينة يصعب علاجها، هؤلاء الطلاب الصغار سيكونون بعد بضع سنوات في واجهة المجتمع شباباً، حينها سيكونون مشبعين بالثقافة الكافية التي يمكن أن تكون لهم حصناً حصيناً من الإقدام إلى التدخين.
فرض مزيد من الضرائب على التبغ أمر مهم يمكن أن يحد حركة المستوردين له بسبب الغلاء وقلة الربح، أيضاً يمكن أن تؤدي هذه الضرائب المرتفعة إلى رفع سعر السيجارة أو علبة معسل الشيشة، بالتالي ربما يعمل ذلك على مغادرة الكثيرين لمحطة التعاطي.. والله المستعان.

Exit mobile version