تعودت الأوساط السودانية على سماع عبارات استفزازية وساخرة من قيادات بالمؤتمر الوطني كل فترة وأخرى، حتى أصبح بعضها محل تندر، وأبرز العبارات الاستفزازية والتي ظلت عالقة في الأذهان العبارة التي أطلقها مساعد رئيس الجمهورية السابق القيادي بالمؤتمر الوطني د نافع علي نافع عندما قال للمعارضة «لحس الكوع أهون من اقتلاع النظام « ومن ثم سارت بعض قيادات الحزب في هذا النهج، النائب السابق لرئيس الجمهورية د. الحاج آدم في آخر حوار له مع الزميلة «الأهرام اليوم « قال إن الشعب السوداني كان يأكل وجبة واحدة قبل الانقاذ، وآخر هذه التصريحات الساخرة وليس آخرها حديث مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود حامد الذي قال فيه «الناس كانت بتبيت في صف الفرن لـ «4» رغيفات»
تقرير:اسماء سليمان
حالة ترنح
يقول الأمين السياسي لحركة الإصلاح الآن أسامة توفيق إن المؤتمر الوطني يمر حالياً بحالة فقدان توازن وترنح، مستشهداً بالدعوة التي توجهها قياداته دوماً إلى وحدة الصف، واصفاً إياه بالطبلة الجوفاء التي تصدر أصواتاً عالية، وتساءل توفيف في تصريح لـ «آخر لحظة « ماذا قدم الوطني للبلاد حتى يمتن على الناس بالصابون و الملابس و غيره، ومضى قائلا الأوضاع حالياً أسوأ مما كانت عليه قبل قدوم الإنقاذ .
حديث غير موفق
وأبدي توفيق امتعاضه من تصريحات وزير الدولة بالخارجية كمال إسماعيل التي وصف خلالها القائم بالأعمال الأميريكي جيني لانير بالساذج، وقال إن هذا الحديث جاء متزامناً مع زيارة رئيس البرلمان، ولايتوافق مع الجهود المبذولة لاستجداء عطف الولايات المتحدة والتطبيع معها .. وأبان توفيق أن خسارة شخص كالقائم بالأعمال الأمريكي تعني خسارة الملف بأكمله، وبالتالي خسارة القضايا التي أتى من أجلها، موضحاً أن تعيين جيني في هذا المنصب أتى من أكبر دولة في العالم، ليقوم بأعمال أكثر الدول إشتباكاً في العالم (السودان)
وقال توفيق إن المرحلة التي يمر بها الوطني الآن هي بداية نهايته، بإعتباره نظاماً شمولياً لا يختلف مصيره عن مصير النظام الإشتراكي في روسيا، و أنظمة كل من حسني مبارك في مصر و بن علي في تونس، وختم حديثه مطالباً الحزب الحاكم بالتعامل مع الأمور الداخلية والخارجية بالمنطق ودراسة كل مايقوم به من أقوال وأفعال .
فقدان الحلفاء
المتحدث باسم المؤتمر السوداني بكري يوسف قال التصريحات المستفزة لبعض قيادات الوطني لا تعدو كونها سلوكاً تعويضياً للحالة التي يمر بها النظام الحاكم الآن، من فشل في تقديم أي بدائل للأوضاع المتردية التي تمر بها البلاد بعد إنفصال ثلثه ونزيف الثلث الثاني والثلث الأخير المتبقي الرافض لممارساته، وأضاف بكري:» إن الوطني يتلقى في الفترة الأخيرة عدداً لايستهان به من الضربات القوية من داخل أروقته متمثلة في الانشقاقات والنزاعات الداخلية التي كانت سبباً في انعدام الثقة، ومن خارجه بعد فقدانه للكثير من حلفائه المقربين الذين ساندوه علي مدى الـ25 عاماً الماضية، مؤكداً أن الدوافع التي تجعل أفراد من النظام يرفعون أصواتهم بهذه التصريحات العمل على التماسك بها داخلياً و ترميم التنظيم الذي أصبح هشاً .
وأردف أن المعارضة ليست منزعجة من مثل هذه الممارسات و التصريحات ولن تتوانى أو تتراجع عن موقفها الرافض لسياسات الحكومة .
ضعف الذكاء البيلوجي
أما المحلل السياسي البروفيسور صلاح الدومة فقد أوضح عدة دوافع وأسباب تجعل قيادات و كوادر الوطني يقدمون على مثل هذه التصريحات: أولها إختلاف التيارات داخل الوطني فالأول تيار ينادي بالتغيير و تقسيم السلطة بمرونة مع الآخر وهم الصامتون وتيار أخر مناوئ له سماه بــ(الصقور) وهم المستأثرون بالسلطة وهم أصحاب التصريحات المستفزة، كما اعتبر الدومة أن ضعف القيادات الحالية بالوطني تجعل بعض أفراد الحزب يتجأرون بالأقوال أو الأفعال، علماً منهم أن القيادات الحالية لن تتخذ ضدهم أي إجراء أو مساءلة، مستصحباً في حديثه قضايا الفساد التي طالت بعض رجال الحزب الحاكم والمسؤولين، وأضاف الدومة في تحليله لدوافع التصريحات أن الغالب الأعم في الوطني مصاب بضعف الذكاء البيولوجي، أي أنهم أقل من العاديين حتى على المستوى الأكاديمي، بالإضافة إلى ضعف الوازع الديني و الأخلاقي
اخر لحظة