قال إبراهيم محمود لدي مخاطبته امس بود مدني اللقاء السياسي النوعي ان هناك مؤامرات ضخمة من الغرب ضد امن واستقرار البلد فشلت فيها كل المحاولات لإسقاط النظام وطالب اعضاء الحزب بضرورة وحدة الصف والتصدي للحرب النفسية والاعلامية الشرسة ضد الحزب الجارية الآن مشيرا الي ان الحزب وضع برنامجاً قبل الانتخابات للفترة من 2015-2020 عبر لجنة وضعت وثيقة اصصلاح الحزب واصلاح الدولة وبدأ الحزب مباشرة باصلاح الحزب والعمل المؤسسي وقال (ما دايرين كيمان) خارج المؤسسة، من الواضح ان حديث نائب رئيس المؤتمر الوطني التمس تتنامي النقد الموجه لحزبه في السياسات التي يتبعها لادارة الودلة وهذا ما يجعل منسوبي حزبه الممسكين بالملفات ومتخذي القرار في دائرة النقد الموجه من قبل المعارضة ونشطاء المجتمع المدني، لكن السؤال: هل هناك فعلاً حملة وراء ذلك؟ ام مجرد توجسات وتخوفات؟ من المهم النظر الي حديث ابراهيم محمود من الزاوية الاقتصادية فالرجل في متن حديثه ادخل الواقع الاقتصادي مقارنا بين الماضي والحاضر عبر سلعة الخبر الضرورية الكاتب الصحفي اسحق احمد فضل الله يستبعد وجود حملة اعلامية منظمة ومرتبة ضد المؤتمر الوطني ومنسوبيه ويعتبر فضل الله المحسوب على التيار الوطني ان انتقادات المواطنين للحكومة والاحتجاج على زيادة الاسعار والغلاء يُعد ردة فعل طبيعية لكنه يقول ان لدي المؤتمر الوطني فراغا اعلاميا وهذا الفراغ حال عدم ملئه ستملؤه قوى اخرى، في ذات السياق يتخذ البرلمان قراراته بما سماه اسحق “بالعصاية” بدلا عن مراكز لصنع وطباخة القرار ودراسته من كافة الجوانب.
“لا حملة وإنما أزمات اقتصادية” هكذا يقول رئيس تحرير صحيفة “الصيحة” النور احمد النور ويضيف ان ما يتعرض له الوطني من انتقادات بسبب سياساته مشيرا الي ان موازنة العام الحالي التي ذكر فيها قادة الحكومة انها تحمل بشريات للفقراء ولكن سرعان ما انقلبت ضدهم معتبرا ان الغضب والتململ الشعبي يُعد نتاجا طبيعيا للسياسات الاقتصادية وان تستغل المعارضة نقاط ضعف الحكومة كذلك يعد هذا امرا طبيعيا غير ان افرازات هذا الغضب بدأت تتزايد وما لم تنحز السياسات الحكومية للمواطن سيستمر الغضب واضاف: “بشريات الحكومة في الموازنة تحولت لكوابيس”، كمشكلات الغاز، والخبز، وتعرفة المياه، والنفايات، بجانب تجاهل الوطني للفساد وقضايا حقوق الانسان وان ذلك التجالس يأتي بنتائج عكسية.
من الواضح ان المؤتمر الوطني يتعرض لحملات منظمة اعلامية وسياسية تقودها قوى نداء السودان والإجماع الوطني والصحافة الخارجية، هكذا يقول القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي مؤكداً ان منطلقات الحملات تعود لجذور عدائية ضد السودان وليس من اجل الدوافع الوطنية، لكن يؤكد ان تحدي حزبه ليس في الحملات الموجهة ضده وانما كيفية ادارة هذه الحملات والتصدي لها وعلى عكس حديث ربيع يعتبر المحلل السياسي الصادق الزعيم ان حديث ابراهم يمثل جرس انذار حقيقي فهو استشعر الخطر بمعطيات الواقع ومججريات الاحداث الحالية، ويقول الزعيم ان قصور سياسات الحكومة لا سيما في الجانب الاقتصادي وانفلات السوق وغلاء الاسعار وتدهور خدمات المواطنين ادى الي حالة انتقاد للحكومة ومنسوبيها ويمضي مشيرا الي اتساع دائرة الرفض لسياسات الحكومة الاقتصادية والعمليات الحربية، داعيا الحكومة الي الاهتمام بانتقادات المواطنين واعطائها اعتبارا حقيقياً وينفي الزعيم مؤشرات وجود حملة اعلامية وراء ذلك؛ ويضف: “هذا رفض وليس حملة منظمة لان الاحزاب نفسها ضعيفة وما نتج جاء من التشكيلات المجتمعية في المواصلات وأماكن تجمع المناسبات”، وهو شعور جمعي للسودانيين داعياً قادة الحكومة لقبول الانتقادات بصدر رحب، فالمواطن يعبر عن حاجياته اليومية.
محمد حمدان
صحيفة السوداني