كما الطلقة التي تخرج ولا تعود، أطلق الدكتور الصيدلاني “صلاح سوار الدهب” رصاصة ليست صوتاً ولا (فشنك)، بل هي رصاصة قاتلة استقرت في موضع القلب تماماً، وهو يقول عبر برنامج (حتى تكتمل الصورة) في فضائية (النيل الأزرق) الذي كان يناقش أزمة ارتفاع أسعار الدواء، إن السوق مفتوح لدخول (أدوية مغشوشة) وجدت طريقها إلى جوف الغلابى والتعابى الله وحده يعلم رقدت كم واحد فيهم في مرقده الأخير (بود الأحد)، والدكتور “صلاح” هذا ليس فقط صاحب شركة استيراد للدواء، لكنه نائب برلماني أيضاً يعني يحمل مسؤولية وطنية وأخلاقية تجاه المواطن من داخل قبة البرلمان، أملتها عليه الأمانة التي يحملها، والرجل ومن موقعه كصيدلاني في المقام الأول قبل أن يكون مستورداً لسلعة حتى لو كانت هذه السلعة دواء، كان عليه أن يكون أكثر حرصاً على صحة وحياة المواطن، فكيف جاز له أن يتكتم على هذه المعلومة المهمة والخطيرة ليقولها في لحظة (تجلي) بعد أن وجد نفسه (معصوراً) داخل الحلقة، ليقول إن هناك أدوية مغشوشة دخلت السوق، والغريبة أن هذا الحديث غير أنه على الهواء مباشرة، يعني استمع له الملايين من أبناء هذا الشعب (الممكون)، كان في حضور الست الوزيرة والتي تمثل الجهة الرقابية والسلطة التي تدافع عن حق المواطن في وجه الجشعين والطماعين الذين أعدموا الضمير وباعوا واشتروا في كل شيء حتى جرعة الدواء التي تدخل جوف صغارنا، وبالتالي ما قاله السيد “صلاح سوار الدهب” ليست ونسة حتعدي ساي، ما قاله حديث خطير من شخص يعمل في هذا المجال عارف بتفاصيل الملف، وإلا ما قال وبالفم المليان إن هناك أدوية (مغشوشة) دخلت البلاد، الله أعلم أنها دخلت زمان وانتهى مفعولها بانتهاء (مراسم الدفن)، أم إن بعضها لازال في أرفف الصيدليات إن لم يكن في المدن الكبيرة، فهي لا محالة قد وجدت الطريق، حيث البسطاء في القرى الممتدة على أطراف الولايات البعيدة!! الآن نحن بصدد قضية خطيرة على البرلمان أن يستدعي الدكتور “صلاح” ليمثل أمامه ليضع النقاط على الحروف، ويدلي بما لديه من معلومات عن من استورد وكيف دخلت البلاد وكيف فلتت من الرقابة على الدواء التي وحدها تجيز صلاحيته من عدمها؟!!
في كل الأحوال ما قاله السيد الدكتور “سوار الدهب” لو أنه قيل في أي بلد يحترم مواطنيه ويقدر أدميتهم لاستدعته السلطات المسؤولة بعد انتهاء الحلقة مباشرة، وما قاله أدخل المواطن في حيز الشك والتوجس، وأغلبنا يتناول دواءه دون التدقيق في تفاصيل ومعطيات التركيبة الدوائية أو حتى البلد التي استورد منه!! والآن الدكتور “سوار الدهب” يقف في مفترق طرق، إما أن ينحاز لمهنته ولشرف البرلمان الذي أقسم عليه ويكشف الغطاء عن هذه القضية أو يسكت و(يزوغ)، وعندها يجئ دور جهات أخرى عليها أن تكشف الحقيقة كاملة للرأي العام.
كلمة عزيزة
وبسرعة قياسية أجاز المجلس (التشريعي) مقترح وزارة البنى التحتية بزيادة تعريفة المياه بنسبة (100%)، وعلى فكرة لم أستبعد ولو للحظة أن هذا المجلس ممكن ينحاز للمواطن، ويحمل الوزارة مسؤولية القيام بواجباتها وإيجاد طرق تمويل أخرى لتجويد عملها غير جيب المواطن المنهك أصلاً، لكن خلوني أسأل الإخوة البرلمانيين الذين أجازوا هذا المقترح إكراماً (لعين) الوزير الذي وقف أمامهم، ما هي الضمانات لتقديم خدمات مياه تصل كل أرجاء الولاية في الصيف المقبل بلا قطوعات وبلا كسورات وبلا أعذار مستهلكة ومكررة؟ هل منحوا وزير البنى التحتية فرصة ومهلة ليشعر المواطن أن ما قطعه من لحمه الحي تنزل إلى واقع حياته اليومية.. بالمناسبة ذكرت الصحف أن بعض أعضاء البرلمان، بعد أن فرغوا من إجازة الزيادة بساعتين فقط، ذهبوا لافتتاح إحدى شوايات اللحوم الجديدة بشرق النيل (وضربوا) بالهناء والشفاء اللحوم التي أعدت لهم بشكل فخيم، بس السؤال لقيتوا (موية) تغسلوا بيها أياديكم ولا غسلتوا بموية الصحة؟!!
كلمة عزيزة
الزميل “عبد الباقي خالد عبيد” يقدم الآن واحداً من أجمل برامج الحوارات الشخصية على فضائية (أنغام)، ونجاح “عبد الباقي” مرده أنه معاصر للأحداث ومذاكر للشخصيات ولا يحتاج لفبركة أو (تلتيق)، أجمل ما شاهدته من الحلقات مع “محمود عبد العزيز” و”أبو عبيدة حسن” و”السني الضوي”، برافو “عبد الباقي” ومزيداً من النجاح!!