خلال الفترة من 3 نوفمبر/تشرين ثان 2014 وحتى 12 شباط/فبراير 2016، تعاقد الهلال مع 3 مدربين أجانب لتولي المهمة الفنية في الفريق، بينهم السوداني الفاتح النَّقَر.
كتب الأجانب الثلاثة وهم البلجيكي باتريك أوسيمس والتونسي نبيل الكوكي والفرنسي ميشيل كافالي، قصصا في تاريخ التعاقد مع المدربين وكيفية انهاء خدماتهم من قبل النادي السوداني، في وقت كشفت فيه طريقة تعامل الهلال مع المدربين، وعن منهج معين تكشف بعد إقالة كافالي قبل أيام.
قصة البلجيكي باتريك أوسيمس بدأت بعد نهاية موسم 2014 الذي أكمله المدير الفني السوداني المعروف ولاعب النادي السابق الفاتح النقر الذي كلف بآخر مباراتين في الموسم، ونجح في خطف لقب الممتاز.
أعلن نادي الهلال ورئيسه الجديد أشرف الكاردينال عن توصله لإتفاق مع أوسيمس المدرب السابق لفريق ليوبار الكونجولي، وكان ذلك الإتفاق المعلن في يوم 26 إكتوبر/تشرين اول 2014.
في 3 نوفمبر/تشرين ثان 2014، تعاقد الهلال مع أوسيمس في مكتب رئيس النادي بامارة دبي.
وفر نادي الهلال كل الامكانيات من معسكر نموذجي بامارة الفحيرة بفي ندق 7 نجوم وملاعب، ووفر له تجارب، وقبل ذلك تعاقد مع لاعبين أجانب ومحليين ليشكلوا إضافة للفريق بهدف تحقيق الطموحات الأفريقية.
جاء المدرب إلى السودان بفريقه بعد أن نفذ فترة اعداد متكاملة ونموذجية، ولكن باتريك جاءت بدايته صعبة من حيث النتائج، فهو خاض مع الفريق 5 مباريات منها 4 محلية، كسب منها واحدة وكانت على الأمل 3-1، وتعادل في 3 سلبيا أمام كل من الأهلي شندي وهلال الأبيض والخرطوم الوطني، وفاز في مباراة أفريقية واحدة على بطل زنجبار 2-0.
التعادلات الـ3 حكمت فورا على باتريك، وصدر قرار إقالته يوم 20 فبراير/شباط 2015 في مدينة الأبيض بغرب السودان الأوسط مباشرة بعد خروجه متعادلا سلبيا مع فريق يخوض الدوري الممتاز لأول مرة.
أسباب الإقالة جاءت نتيجة عدم معرفة المدرب أوسيمس قدرات لاعبي الفريق، إلى درجة تدخل لاعبين كبار في محاولة لتعديل التشكيلة التي خاض بها مباراة هلال الابيض المشؤومة.
فترة أوسيمس بالهلال بلغت 3 أشهر و17 يوما.
وإستعان الهلال بالمدرب السوداني وإبن النادي الفاتح النقر الذي سار بالفريق عدة مباريات محلية وواحدة افريقيا ضد بطل زنجبار.
بعد الفاتح النقر، بدأت حقبة نبيل الكوكي الأجنبي الثاني بالهلال في موسم 2015.
في يوم الإثنين 16 مارس/آذار 2015 أعلن الهلال عن طريق أمينه العام عماد الطيب عن إتفاقه مع المدرب التونسي نبيل الكوكي.
يوم الخميس 27 من الشهر نفسه تعاقد الهلال رسميا مع نبيل الكوكي لمدة سنة بفندق كورال بالخرطوم، وسبق العقد خوض الكوكي أول حصة تدريبية للهلال في ملعب الفريق بأم درمان.
وتشابهت بداية الكوكي مع سلفه البلجيكي أوسيمس، فالأخير إستعصت عليه النتائج التي كان من بينها 3 تعادلات، لكن الكوكي وجد نفسه بوجه مباراة خارج ملعبه بعد 3 ايام من تعاقده مع الفريق، وهي مباراة الرابطة كوستي، حيث نجح المدرب في الفوز بها.
وإعترف مجلس الهلال بأن الكوكي تولى المهمة الفنية في ظروف معقدة ليجد الرجل دعما معنويا إعلاميا وجماهيريا، وينجح في إعادة الفريق إلى الدور قبل النهائي بدوري الأبطال، محققا نتائج جيدة على المستوى المحلي، وكاد أن يخطف بطولة الممتاز لولا أن مجلس الهلال دخل في معركة أزمة الموسم فضاعت من الفريق البطولة.
لكن الكوكي نهايته كانت مختلفة مع الهلال، فالرجل كان مهموما بمرض والدته، وغادر السودان في يوم 14 إكتوبر/تشرين اول 2015 بغرض الوقوف على العملية الجراحية التي سوف تجرى لها، لكنه فاجأ الهلال بعد يومين فقط من مغادرته السودان ليتعاقد مع الأفريقي التونسي.
حقبة الكوكي في الهلال تجاوزت 7 أشهر بقليل “27 مارس/آذار- 14 إكتوبر/تشرين اول 2014”.
إنتهى موسم الهلال في 2015 بانسحابه من كل المنافسات المحلية، وبالتالي لم تكن هناك مشكلة في ملء الفراغ الذي تركه الكوكي فجأة، ليجد الهلال الوقت الكافي للإطلاع على عدد من السير الذاتية لعدد كبير من المدربين الأجانب.
ووقع إختبار مجلس الهلال على مدرب مولودية وهران جان ميشيل كافالي.
في الاول من ديسمبر/تشرين اول 2015 كشفت صحف الخرطوم الرياضية عن توصل الهلال لإتفاق مع المدرب كافالي، وفي يوم 7 منه وصل الخرطوم، وتعاقد معه الهلال لمدة موسم ابتداءً من 12 ديسمبر 2015.
وفي صباح 20 من الشهر نفسه 2015، بدأت علاقة كافالي الرسمية بالهلال بخوضه أول حصة تدريبية للفريق الأزرق في تونس.
خاض بعدها كافالي مع الفريق 5 مباريات في الدوري السوداني، وكانت بدايته صعبة مثل باتريك أوسيمس ليتعثر بالتعادل مع هلال الأبيض، ولكنه فاز في بقية المباريات وترك الفريق عند 13 نقطة، لكن أول مباراة عانى فيها كانت الودية التي خسرها من جورماهيا الكيني بهدف دون رد في مدينة بورتسودان.
وفي مساء الجمعة 12 فبراير/شباط 2016 اقيل كافالي من منصبه، في مفاجأة من العيار الثقيل، وبرر مجلس الهلال قراره بأن المدرب رغم الفترة التي منحت له “66 يوما”، لم يغير في الشكل الفني للفريق الذي دعموه بأفضل العناصر الفنية والأفريقية وأن المدرب لم يعرف على قدرات اللاعبين.
حال كافالي مثل حال باتريك في الإقالة من الهلال، فالنادي الأزرق ظل يبحث عن مدرب ساحر أجنبي أوروبي يغير شكل الفريق حتى لو خدع به بصر مشاهديه داخل الملعب.
كووورة