في خطاب تعمد فيه أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، تغييب الوضع الداخلي اللبناني وتجاهل الرد على الهجوم المباشر والحاد، الذي برز في خطاب زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري يوم الأحد الفائت.
نصرالله “هرب” إلى الحديث عن الاستعدادات الإسرائيلية لشن حرب ثالثة على لبنان، فهدد بامتلاك حزبه “قنبلة نووية” مشيراً إلى الحاويات الإسرائيلية في حيفا لغاز الأمونيا، محاولا الإيحاء بأن “بضعة صواريخ” قادرة على تهديد إسرائيل وكل المخططات العسكرية التي تفكر القيام بها ضد لبنان.
حزب الله أكد أن مواجهة الحرب الثالثة الإسرائيلية تتبلور في صلابة “ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة”، ومن خلال التمسك بخيار الإمساك بالقرار الاستراتيجي والسلاح وتعزيز القدرات العسكرية لحزبه في مواجهة الطموحات الإسرائيلية.
نصرالله أكد أن المخاوف الإسرائيلية من حزب الله “لا تعود إلى نية حزب الله في إزالة إسرائيل من الوجود”، مؤكدا أن ليس لدى حزبه “مثل هذا الأمر”، معتبرا أن المخاوف الإسرائيلية من حزب الله تعود إلى “التهديد الذي يشكله الحزب للمشروع الإسرائيلي الاستيطاني في فلسطين والتوسعي والهيمنة في المنطقة”.
نصرالله وفي الموضوع السوري، الذي أخذ الحيز الأكبر من خطابه، شنّ هجوما عنيفا على الدول العربية وأهل السنة، متخذا من التصريحات الإسرائيلية حول إمكانية أن تشكل بعض الدول العربية مشروع تحالف في المستقبل، مدخلا للهجوم على الدول العربية خاصة الخليجية، ووصل الاستنفار لدى نصرالله أن اتهم هذه الدول “بالعمالة”.
البعد المذهبي في خطاب نصرالله حاول توظيفه في تحريض الشعوب العربية والإسلامية “السنية” ضد قياداتها من خلال اتهامها بأنها تعمل للتحالف مع إسرائيل التي تحتل فلسطين السنية.
نصرالله حاول الإيحاء بأن المساعي الإسرائيلية والكلام الذي يصدر عن القيادات الإسرائيلية بأنه يصب في إطار مساعي إسرائيل الدائمة لإيجاد فتنة سنية شيعية في العالم الإسلامي، وقدم نفسه كأنه “الوحيد المتبقي” في الدفاع عن فلسطين ومواجهة المشروع الإسرائيلي.
نصرالله اعتبر أن مصلحة إسرائيل في سوريا تتلخص في القضاء على النظام الموجود ورئيسه بشار الأسد، معتبرا أن “الخيار الوحيد داخل إسرائيل هو ذهاب نظام بشار الأسد وكل الخيار الأخرى لا ترقى إلى خطر بقائه جزءا من محور المقاومة”.
واتهم نصرالله الجهود السعودية والتركية للمشاركة في المواجهة والحرب ضد داعش في سوريا، في إطار التحالف الدولي، إنها تلتقي مع الأهداف الإسرائيلية بالإصرار على رحيل الأسد والنظام، مضيفا أن الهدف قد يكون هو “حجز مكان لهم على طاولة المفاوضات”، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.
واعتبر نصرالله أن عدم تدخل السعودية وتركيا في الحرب السورية سيساهم في حل الأزمة السورية مع مرور الوقت، وأن التدخل في حال حصل “سيساهم في حل أزمة المنطقة مع مرور الوقت” في إشارة إلى أن الحرب لن تنتهي مباشرة.
واعتبر نصرالله أن “إسرائيل فشلت في سوريا حتى الآن ولم يتحقق هدفها في إسقاط النظام والرئيس الأسد”، مضيفا أن إسرائيل فشلت أيضا “في إيصال سوريا الى التقسيم لأن الجيش السوري وحلفاءه تصدوا لهذا المشروع” من خلال المعارك التي يخوضونها على كامل الأراضي السورية، معتبرا أن “القتال في سوريا هدفه الدفاع عن وحدتها ومنع تقسيمها”.
وأكد نصرالله أن “مشروع القاعدة وداعش فشل في سوريا بأن يقيم فيها دولة جاهلية يمتد منها إلى المنطقة”، مضيفا أن المشروع التركي في إقامة “إمبراطورية جديدة في سوريا والمنطقة قد فشل وتم قطع الطريق على امتدادها إلى العراق ولبنان والأردن وشمال إفريقيا”.
وأكد نصرالله أن ما استطاع المحور الذي ينتمي له لا يعتبر “نصرا بل فشل الآخر في تحقيق أهدافه”، مضيفا أنه “لا يتحدث عن نصر كامل ولا عن هزيمة كاملة”.
وقال نصرالله “نفتخر أننا ساهمنا بمقدار جهدنا وطاقتنا في مواجهة المشاريع الخطيرة على المنطقة وإفشالها”.
نصرالله اتهم المعارضين بالعمل على شيطنة حزب الله من خلال الحصار المالي ووصفه بأنه منظمة إجرامية وإرهابية، واتهم بعض الدول الغربية والعربية والخليجية ووسائلها الإعلامية بالعمل على تنفيذ هذا الهدف لصالح المشروع الإسرائيلي، مشيرا إلى أن حزبه سيواصل “مواجهة التشويه بمصداقية”.
العربية