فضل الله رابح : المرأة والمعاصرة

مازال البعض متأثراً بالمثل الشعبي الشائع قديماً القائل :(المرأة لو بقت فاس ما بتكسر الرأس).. ولكن في هذا الزمان المرأة باتت (شاكوشاً كبيراً)، اذا ضرب «يفلق ويفهق عديييل»! والمرأة صارت شريكة الرجل في كل شيء في العمل، بما فيها المهن الشاقة، وتأتي ممارسة العمل السياسي وشواغل الأمة والوطن كبرى تحديات المرأة السودانية الى جانب قضاياها المعاصرة وتحدياتها..الأسبوع المنصرم أنهى الاتحاد النسائي الإسلامي العالمي مؤتمره التفاعلي لقضايا المرأة المعاصرة، وأكثر ما أعجبني شعاره..(نحو امرأة فاعلة في ظل التحديات المعاصرة).. وهو شعار التداول في قضايا المرأة وتركيبة الصراع الحضاري الذي يشهده العالم اليوم، ما بين الزمان والمكان والتركيبات الاجتماعية وتوزيعاتها الجغرافية في القارات، الى جانب تجربة المرأة السودانية ومساهمتها الواضحة في تزكية المشروع الحضاري وجهدها في ترسيخ معانيه الدينية والاجتماعية، وكان الدور الأبرز للمرأة في المجاهدة والدفاع كاتساع لمجاهداتها وتضحياتها التي لا تحدها حدود..كان تشريف النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح للمؤتمر وحديثه الطيب عن المرأة ودورها وهمومها يمثل قمة اهتمام الدولة السودانية بالمرأة وعدم تمييزها طبقياً مع الرجل، ويأتي اهتمام الدولة بالمرأة كنوع وعنصر مهم في ربط أواصر المجتمع بمختلف عشائره وقبائله، وأهمية المرأة تحتم المحافظة على حقوقها الدينية والأسرية. وحضور مسؤول رفيع للدورة لفعاليات المؤتمر يؤكد النظرة الشاملة للدولة لقضايا المرأة ودورها المحوري في قضايا المجتمع.. جاءت كلمة الدكتورة عفاف أحمد محمد معبرة ومؤسسة لمرجعيات نشاط المرأة وما قدمته من جهد كمؤشر للمراجعة وتأمين حقوق ومكتسبات المرأة المستقبلية وكفالة حقها الذي اكتسبته في السلطة خلال فترة الإنقاذ والذي بلغ نسبة الـ 25%كأساس للمشاركة في السلطة وتقسيم الثروة. فالمرأة السودانية لم تقف عند هذا الحد، ولكنها ظلت حريصة على المحافظة على تراث الأمة الإسلامية وموروث المرأة السودانية الاجتماعي، ومحافظتها على السلوك القويم الملتزم بالتشريع الإسلامي واعتماد مبدأ الأخلاق والعرف السليم الذي لا يبتعد عن مطلوب الدين في التربية والتنوع والتعبير..إن أكثر ما سرني في مؤتمر الاتحاد الإسلامي النسائي العالمي، تكريمه للشيخة المناضلة البروفيسور سعاد الفاتح البدوي لمجاهداتها وما قدمته للعمل الإسلامي والطوعي، ومساندتها لكل قضايا المستضعفين في العالم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية المضهده من قبل العدو الصهيوني المغتصب..التحية للمرأة السودانية المبدعة في كل شيء، وتحية للاتحاد الإسلامي النسائي العالمي لمبادراته النيرة في شتى المجالات ومحافظته على هوية المرأة السودانية وارتباطها بقضايا الأمة الإسلامية وتحدياتها في إطار قيم الدين والإنسانية وسعيها الدائم لتطوير مفاهيم المرأة لقضايا العصر والأصل في ظل كثير من التشوهات التي لحقت بالمجتمعات والخلط الذي لحق بكثير من القضايا ومرجعيتها..
إن المشاركة الواسعة لنساء العالم الإسلامي ومن كل دول العالم، يؤكد عمق علاقات المرأة المسلمة والسودانية على وجه الخصوص مع رصيفاتها في العالم من ضنجة الي جاكرتا، ومن المحيط الى الخليج..وآمل أن تجد مخرجات هذا المؤتمر مزيداً من الضوء لأهميتها وأن تجد طريقها للتنفيذ خاصة أن المرأة ظلت تعاني من الحروب والدمار والصراع السياسي في كل دول العالم، ودفعت الضريبة باهظة..

Exit mobile version