(البرجم) حكاية مرض يحتفظ السودانيون بـ(ذكرياته)

(العنقز) (الجدري الكاذب) (جدري الماء)، كلها مسميات لما اصطلحنا على تسميته في السدان بـ(البرجم) ذلك المرض الذي كنا في صغرنا نستعجل وقوعه لئلا نصطلي بنار الترقب والانتظار، حيث كان السائد وقتها انه كالموت لا مفر منه وان لم يصبك اليوم فتأهب لاستقباله غدا وللكثيرين معه قصص وحكايات لا تخلو من طرفة وغرابة وستظل ذكريات لن تنمحي.
شهد عزالدين طالبة بجامعة النيلين اول ما استمعت الي حديثنا سيكون عن (البرجم) اطلقت ضحكة طويلة وفي مخيلتها تلك الايام التي قضتها اسيرة ذلك الداء، قائلة لـ(كوكتيل): “اصابني وانا اتهيأ لاستقبال امتحانات الشهادة السودانية التي كان لا يفصلنا عنها الا ايام وقتها ساءت حالتي النفسية جدا بسبب شكلي الذي تغير” وتضيف: “ناس البيت كانوا بدسوا مني المرايات عشان ما اشوف حالة وشكي وابكي، وحتى صديقاتي اللاتي كن يجتمعن عندي للاستذكار هربن مني”.
عن (البرجم) يحكي صاحب احد مقاهي الانترنت واسمه محمود كمال الدين قائلا: “اغتربت في احدى دول الخليج في فترة من حياتي وفي يوم اصيب ابني بـ(البرجم) وذهبنا به للطبيب واعطانا علاجات وادوية وبعد حوالي عشرة ايام شفي ابني وعاد طبيعيا الا انه لم يمر وقت حتى اصابني ما اصابه يبدو ان العدوى انتقلت الي وطننت اني ساشفى بذات طريقة ابني، وحملت ادراجي للمستشفى ففاجأتني ادارة المستشفى بان تقرر حجزي في غرفة خاصة، وتم منع عائلتي من زيارتي بحجة ان المرض للكبار يعد وباء ومرضا خطيرا قد يودي بحياة المريض فأخضعت خمسة ايام لعلاج مكثف ومن ثم تحسن وضعي وزال بأسي وسمح لأهلي بزيارتي.
لالقاء مزيد من الضوء يتحدث لـ(كوكتيل) الطبيب بمستشفى أحمد قاسم للأطفال علاء الدين حماد قائلا: “البرجم هو مرض فيروسي معد عبارة عن طفح جلدي يشبه البثور وينتشر في كل اجزاء الجسم بما في ذلك الوجه وفروة الرأس والفم والانف والاذن ويعد من الامراض شديدة العدوى ويكون المصاب مصدرا للعدوى قبل يومين من ظهور الطفح الي ان تختفي البثور وتزول اثارها لافتا الي ان طين البحر ثبت ان له فعالية خاصة في اول ايام المرض، الا ان عادة منع المريض من الاستحمام خاطئة جدا فالاستحمام لا يضر المريض ولا يزيد من البثور بل اننا ننصح دوما بان يتحمم المريض بالماء الدافئ يوميا لتخفيف الحكة ومنع حدوث التهابات في الجلد.

صحيفة السوداني

Exit mobile version