على غرار باب العشرة الذي درجت عليه صحيفة (المجهر السياسي) فقد وجدت أن عشرة مخلوقات من مملكة الحيوان تبوأت مكانها في الحس الشعبي وأصبحت مضرباً للأمثال.. وقد تنوعت مصادرها من دروس وقصص المدارس زمان أو في القصص الشعبية.. أو قصص الأمثال.
نبدأ بكلب “عبد الجليل”.. الذي كانت قصته ضمن دروس اللغة العربية مادة المطالعة في أزمان سابقة وهو نموذج للوفاء من جانب والتسرع في اتخاذ القرار من جانب آخر.. ومؤدى الحكاية أنه كان لـ”عبد الجليل” كلب وحدث أن
ائتمنه على ابنه وتركه يحرسه وعندما حضر وجد فم الكلب ملطخاً بالدماء فحسب أنه أكل الطفل فقام بقتله لكنه اكتشف بعد ذلك أن الكلب كان قد صارع ذئباً جاء لالتهام الطفل فقتله بعد أن عضه ووجد جثة الذئب وطفله سليماً معافى.. فندم على قتل كلبه الذي كان نموذجاً للوفاء.
وهنالك ديك المسلمية ويضرب للغفلة في توقع الهلاك.. فديك المسلمية يعوعي وبصلتو بكشنو فيها.. أي أنه ما جايب خبر.. إذ سيذبحونه لالتهامه.. ولا أدري ارتباطه بالمسلمية.. لكنه على أي حال المقصود كونه لا يعرف أن أجله حان.
وهنالك أيضاً ديك العدة وهو لا يمكن السيطرة عليه.. فإذا تركته في العدة اتسخت وإذا نهرته قام بتحطيمها.
وهنالك الفيل الظالم الذي (حقر) بالسواسيو ولكنه أخيراً نال جزاءه بسقوطه في حفرة أعدت له ككمين .. وقد أضاف الملحن القدير “سليمان زين العابدين” أشهر أغنية للأطفال عن الفيل المأسور أو المظلوم.. وغناها بجانب الأطفال
“النور الجيلاني” و(الحوت) “محمود عبدالعزيز”.
وهنالك فأر المسيد ولا أعرف حكايته لكن يبدو لأن الطعام في المسيد متوفر فإنه يسمن ويجد ملاذات طعامية آمنة والله أعلم.
وهنالك تيس ستي “نفيسة”.. وحكايته معروفة أنه كان يغشى الأسواق ويأكل ما شاء له دون أن يطردونه لارتباطه بالقداسة وفي الطرفة أنه التهم كمية من بقوليات بايع فزجره بلطف تك يا مولانا تك.
حمار الشيخ من الأمثال العربية تسرب إلينا وقف حمار الشيخ عند العقبة.. والحمار حرون ذكي عكس ما يوصف به بالغباء.. وحكايته مع الملح الذي أذابه في المياه معروفة.
كديس أجب.. أجب شركة بترولية شعارها كديس له ستة أرجل ويلقب به دائماً الولد الشقي كثير الحركة غريب الأطوار .
جدادة الخلا تلك التي تلوح في المثل: جدادة الخلا طردت جدادة البيت وتقال عندما يسيطر الغرباء عن المؤسسة على زمام الأمور ويقصون القيادات التقليدية.
جمل “الطريفي “يقال في الفراق.. فراق الطريفي لي جملو ولا نعرف كيفية فراقه لجمله ولكن عموماً يضرب في الفراق الذي لا عودة بعده.
كريت معزة وقصتها أنها أبت الرجوع للبيت إذ تخلفت عن القطيع وأخذت تلهو إلى أن أصبحت قاصية فأكلها الذئب.. وربما ارتبطت بالعرجاء التي يقال لا بد لآن تعود للمراح وبقية الأهل.. لأنها لا تستطيع العيش بمفردها بعيداً عن
القطيع.
وهنالك غير هؤلاء الثعلب المكار والغراب الغشيم الذي فرّط في الجبنة للثعلب الذي طلب منه الغناء لأن صوته جميل فسقطت الجبنة !