لا تستعجل السؤال الذي طرأ على ذهنك من هو د.أحمد عكاشة؟ وشخصياً لم أسمع به إلا نهار الخميس في قاعة جميلة من قاعات مركز السودان لدراسات الهجرة والتنمية التابع لجامعة المغتربين.
عنوان المنتدى لهذا الشهر (تفهموا أن لهم منتدى شهري مش كده؟) كان بعنوان (العطاء الثقافي والأدبي للمهاجرين السودانيين: د.أحمد عكاشة نموذجاً (صراحة هم كتبوها أنموذجاً لكن ما خشت في رأسي وكتبتها نموذجا والأمر مطروح لخبراء اللغة ليوضحوا لنا الفرق بين نموذج وأنموذج وأيهما صحيح وأيهما أصح).
على المنصة د.خالد لورد (حلفاوي ما خواجة مفهوم) مدير المركز. و د.عادل عثمان جبريل ليحدث عن د. أحمد عكاشة. قدم كلمة الافتتاح د.صديق محمد أحمد مضوي.
أحمد عكاشة من أوائل المهاجرين السودانيين الى هولندا لم يسبقه إلا فكري حسن دهب كأول مهاجر لهولندا وقبله بسنوات. مكث عكاشة بطل موضوعنا اليوم في هولندا سبع وثلاثين سنة ولكنها كانت مثمرة ثمرة تتمنى، أجاد فيها أربع لغات إجادة تامة على رأسها الهولندية التي ألّف بها عدة مؤلفات وأكبرها هو الأدب الهولندي في الثمانية قرون الماضية (تخيلوا ليس الثمانية عقود بل القرون ) مما يدل على إبحاره في الأدب والتاريخ ود.عكاشة قدم للهولنديين من المعرفة والثقافة ما جعلهم يحبونه ويصبح واحداً منهم بل أكثر إذ أصبح ذو علاقة خاصة بالأسرة المالكة في هولندا. ولا تحسبن أن هذا أنساه سودانيته أو تهربه منها، بهذه العلاقة كان سفارة قائمة بذاتها تعالج كل مشاكل السودانيين ويقدم مساعداته ونصحه لكل من يطلبها من السودانيين.
ثم ذكر د.عادل أيضا أن عكاشة كان ذو توجه مخالف لتوجه هذه الحكومة ولكنه لم يخلط الكيمان وبقي السودان في مقدمة أعماله وأقواله. وجاء في السفارة من يعرف قدر الرجال ويتجاوز التوجهات السياسية الضيقة السفير محمد الحسن إبراهيم وجعل عكاشة من كبار مستشاري السفارة ومدير مركز المعلومات واستفاد السودان من ذلك كثيراً.
وعندما يكون المتحدث حلفاوي والمتحدث عنه دنقلاوي تصادقا وتعايشا عشرات السنين وألفا معا بعض الكتب خصوصا كتاب عن الشاعر توفيق صالح جبريل (تحت القراءة على وزن تحت الطبع) عنوانه شاعر الدهليز.
ثمرات غربة هذا الرجل د.أحمد عكاشة على الصعيد الشخصي لا تهمنا كثيراً ولكنه رجل أفاد واستفاد من غربته. وتقدمت أخته لتحدث عنه ولكن خنقتها العبرات وعبرت بالدموع على فقد شقيقها وشكر ابن أخته الحاضرين والمركز للاهتمام بهذا الرجل غير المعروف للكثيرين وذكر أنهم لم يعايشوه كثيرا ولكن المعزين فيه كانوا من أنحاء العالم.
ولكن!
قلت لواحد من القائمين على المركز أين دور السفارات؟ لماذا لا تقوم بهذا الدور ربط المعطين ثقافياً وسياسياً وتعرف بهم الداخل وما قدموا من خير لهذا الوطن ترى كم من الرواد مثل أحمد عكاشة ولم يسمع بهم أحد.
لا يخامرني شك أن العلاقات الخاصة بمدير المركز ود. عادل هي التي جعلت أحمد عكاشة عنواناً لمنتدى هذا الشهر وكم هم الذين لا يعرفهم خالد لورد ومتى يصبحوا عنواناً لمنتدى؟ مجرد استفهام .