بالفيديو: الآذان يصدح بين الأسكيمو في “المسجد الأقصى” بالعالم.. بنوه بمتاهات جليدية مجاورة للقطب الشمالي حيث المسلمون 80 والحرارة 60 تحت الصفر

إنه “المسجد الأقصى” والأبعد عن العالم الإسلامي، وهو ليس في القدس المحتلة، بل حيث الأسكيمو، أو الشعب المعروف باسم “إنويت” في بلدة بمتاهات شمال الأرض الجليدي، اسمها Iqaluit عاصمة ولاية “نونافوت” القريبة بمساحتها المساوية لمساحة السعودية، كيلومترات قليلة من دائرة القطب بأقصى الشمالي الكندي، لذلك سكانها بالكاد 30 ألفاً، وشمسها بخيلة تختفي معظم العام، ومؤشر الحرارة يعلنها 60 تحت الصفر أحيانا هناك، إلا أن المسجد الذي سيتم تدشينه اليوم الجمعة بعاصمتها، سيأتي بالدفء الأكيد إلى “ايكالويت” الصغيرة وسكانها البالغون 7 آلاف، بينهم 80 مسلما.

بسبب البيئة إرهابية المناخ في “ايكالويت” المبنية فوق جزيرة، كلف المسجد الذي بدأوا ببنائه من طابقين بمايو الماضي ومساحته 400 متر مربع، أكثر من 750 ألف دولار، جاءت من تبرعات بدأ جمعها منذ 2012 من مسلمي ولاية Nunavut البالغة مساحتها أكثر من مليوني كيلومتر مربع، واشتروا ببعضها الأرض قبل عام، والباقي بنوا به المسجد بمأذنته المرتفعة فوق طابقيه.

طابقه الأرضي مخصص لقاعة ومكتبة، والثاني لمصلى يسع 40 امرأة، وآخر 77 رجلا، وصممه المهندس الفلسطيني فتح الله فرجات، بالتعاون مع من نراه في الفيديو الذي تعرضه “العربية.نت” الآن، وهو المهندس الفلسطيني المقيم في “ايكالويت” منذ 5 سنوات أحمد ربايعة.

جمعية شعارها “السنة والصحابة والسلف الصالح” بنت 3 مساجد

في الفيديو، وهو قديم من ديسمبر الماضي، يذكر ربايعة أن أسابيع قليلة تفصلنا عن تدشين المسجد، والأسابيع مرت ليتم تدشينه اليوم بعد صعوبات بيئية فرضت إرسال أكثر من نصف مواد بنائه تقريبا بالعبارات من العاصمة الكندية، وصممه المهندس فرجات، الذي سبق وتطوع في 2010 وبنى “مسجد القطب” المعروف أيضا باسم “مسجد نهاية العالم” وكتبت عنه “العربية.نت” تحقيقا موسعا عند تدشينه ذلك العام في بلدة “إينوفيك” الأسكيمية، كأقرب مسجد لجليد القطب الشمالي.

ذلك المسجد في “اينوفيك” كان ثاني مسجد تبنيه “جمعية زبيدة تلاب الخيرية” المشرف عليها الطبيب والصحافي السعودي، الدكتور حسين سعود قستي، المولود قبل 48 سنة في حي جرول بمكة، بعد الأول الذي بنته في مدينة “تامسون” بأقصى ولاية “مانيتوبا” في الشمال الكندي أيضا، وفي عاصمتها “وينّيبغ” يقيم الدكتور قستي مع زوجته السعودية وأم ابنيه، الدكتورة سوزان غزالي، طبقا لما أخبر “العربية.نت” حين اتصلت به عبر الهاتف ليحدثها عن مسجد “ايكالويت” وعن مسلميها، وهم قلة من الأسكيمو اعتنقوا الدين الحنيف، جميعهم نساء تزوجن من مسلمين، إلا إطفائي اسمه جيري، وهو الوحيد من الرجال.

أما مسجد “ايكالويت” فهو ثالث مسجد تبنيه الجمعية التي أسسها الدكتور قستي وجعل لها شعارا يريح المؤمنين، وهو “السنة والصحابة والسلف الصالح” الظاهر بوضوح في موقعها zubaidah tallab foundation بالإنترنت، وهو بالإنجليزية فقط.

العرب والسلمون في “ايكالويت” المعروفة بغلاء المعيشة

مما قاله الدكتور قستي، إن 65% من مواد البناء المخصصة لمسجد “ايكالويت” تم شحنها في صيف 2012 بالسفن إلى المدينة، ليكون أول مسجد في كل ولاية “نونافوت” المعروفة بأنها أبعد منطقة مأهولة في شمال العالم، وفيها 6 “أسكيمويات” تزوجن بمسلمين مقيمين هناك، ومعظمهم عرب.

وأول مسلم عرفته ولاية “نونافوت” هو صدقات علي “كان عمره 36 حين وصل في 1990 كموظف بالحكومة الكندية، ثم أصبح رجل أعمال وبنى 20 بيتاً. أما أول عربي فكان فلسطينياً اسمه عمر، وتزوج امرأة من الأسكيمو هاجرت معه إلى ألمانيا، وتبعه الجزائري يوسف بوشا، وبعده وصل قبل 7 سنوات من مدينة مونتريال السوداني سيد زين، ثم جاء آخرون حتى أصبح العرب فيها 30 من السودان وليبيا والأردن والصومال”، وفق ما يذكره الدكتور قستي المشارك اليوم بتدشين المسجد.

ويعمل جميع العرب في “ايكالويت” المعروفة بغلاء المعيشة فيها، سائقين لسيارات التاكسي “إلا واحدا وهو موظف حكومي، وآخر فتح محلاً سماه Shawarma Palace قرب المطار. أما أول امرأة من الأسكيمو اعتنقت الإسلام قبل 6 سنوات، فقد تزوجت عربيا اسمه إبراهيم حميوي، وهو سائق تاكسي أيضا، هاجر إلى “ايكالويت” بعمر25 قبل 8 أعوام.

اضغط هنا لمشاهدة الفيديو على قناة النيلين

العربية

Exit mobile version