رفض مجلس صيانة الدستور، المشرف على الانتخابات الإيرانية، بشكل نهائي، أمس الأربعاء، ترشيح حسن خميني حفيد مؤسس نظام جمهورية ولاية الفقيه في إيران، الأمر الذي يكشف عن عمق الخلافات بين الجناحين الرئيسيين في النظام الإيراني، أي المحافظين والإصلاحيين.
ونقلت وكالة “ايسنا” عن قناة حسن خميني على “تلغرام”، إن “مقربا من بيت الخميني أعلن عن رفض مجلس صيانة الدستور لترشيح حسن خميني لانتخابات مجلس الخبراء للقيادة الإيرانية في دورته الخامسة، وفقا للبند ب، من المادة 3 التي تنص على عدم إحراز المرشح على درجة الاجتهاد التي تخوله استنباط القضايا الفقهية لتشخيص الولي الفقيه الحائز على شروط القيادة”.
من جهته، رفض المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، نجاة الله ابراهيميان، التعليق على هذه القضية وقال إن المرشحين الذين تم رفضهم في الجولة الأولى لم يمنحوا الفرصة للطعن، ولم يشكل المجلس جلسة خاصة للبت بطعونهم.
وأكد ابراهيميان أن مجلس صيانة الدستور نفسه لا يعلم بكيفية اختيار المرشحين، الأمر الذي يبين مدى هيمنة المرشد الأعلى نفسه على الهيئة الرقابية وتصفية المرشحين المنافسين.
وأثار إقصاء الخميني من الانتخابات جدلا واسعا داخل ايران، خاصة بعد ما انتقد أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، الأجهزة المقربة من المرشد، التي منعت ترشيح حفيد مؤسس النظام وقال إنها طعنة من الظهر في بيت آية الله الخميني.
وقد تعرض رفسنجاني لهجوم شديد من قبل المتشددين وصلت الى حد تهديده بالسجن، وقد تم بالفعل رفع دعوى قضائية ضده من قبل طلبة الحوزة في محكمة رجال الدين. كما هدده بعض مسؤولي النظام والحرس الثوري بمصير آية الله منتظري الذي كان خليفة الخميني والذي مات بعد حوالي عقدين من الاقامة الجبرية في منزله.
من جهتها ترى أوساط المعارضة الايرانية أن اقصاء الخميني يكشف عن تحول الصراعات من بين الاجنحة الى هرم النظام ودخولها في مرحلة جديدة يتنازع فيها جبهة الإصلاحيين بقيادة رفسنجاني وروحاني من جهة، مع المتشددين بقيادة المرشد الأعلى، علي خامنئي والحرس الثوري والمحافظين والأصوليين من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، قال محمد محدثين، مسؤول لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، المعارض، في تصريحات لـ “العربية.نت”، إن “إقصاء الخميني حفيد مؤسس النظام من انتخابات مجلس الخبراء يأتي بالرغم من مباركة مراجع ورجال دين مشهورين لترشيحه، وهذا ما يكشف عن الانشقاق في صفوف نظام رجال الدين في ايران، حيث إن مجلس صيانة الدستور نفسه الذي يهمين عليه خامنئي، حاول الابتعاد عن صراع الاجنحة واعلن عدم اطلاعه بطريقة اختيار المرشحين”.
وأضاف: “إقصاء غالبية المرشحين المنافسين تضرب القاعدة الشعبية للنظام بقوة، وسيتحول هذا الامر الى صراع قاتل في هرم السلطة الدينية الحكمة في ايران سيسرع في اسقاطه”.
ويرى محدثين أن” خامنئي يخشى من تداعيات هذه التصفيات ويحاول تصدير الصراع الى الخارج من خلال زيادة قواته في سوريا وقتل الشعب السوري الأعزل في سبيل حفظ نظام الأسد من السقوط، خوفا من العواقب الخطرة على نظامه من هذا الأمر.
العربية