لا أظن أن “حامد ممتاز” الأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني لا يملك الحد الأدنى من الذكاء الذي يجعله يصرح تصريحاً استفزازياً والناس (ما ناقصة استفزاز) هذه الأيام، ليقول هكذا وبالمطلق إن حزبه سيحكم البلاد خمسين عاماً قادمة ونقطة نهاية السطر! إذ إنني راجعت ما قال “ممتاز” في الحوار الذي أجرته معه صحيفة (القدس العربي)، حيث قال وبالنص: (كحزب في الساحة السياسية لدينا وثيقة إصلاح داخل الحزب وبموجبها جددنا سياسات الحزب وقياداته استعداداً للمراحل المقبلة)، وقال: (نحن كالأحزاب الأخرى ننافس على الحكم، فإذا ارتضانا الشعب سنأتي من جديد للحكم ليس فقط لـ”25″ عاماً بل من الممكن “50” عاماً، ولكن بكل تأكيد في إطار قبول الشعب في المرحلة القادمة)، انتهى حديث “حامد ممتاز”! الله هو فيه أيه يا جماعة؟ كل ما قاله الرجل مشروع ومسموح له أن يقوله بصفته أميناً سياسياً لحزب يطرح نفسه في ساحة المنافسة السياسية، بل هو فعلياً الحزب الحاكم الذي طرح نفسه عبر انتخابات مكنته من حكم البلاد بغض النظر عن مقدار الشفافية فيها!! وخلوني كدي في البداية أثبت فهماً وحقيقة لا بد منها لأن الأيام دي ما عادت المقاصد تفهم كما يجب، وما عادت الأقوال تفسر كما يفترض، إذ إنني لست منتمية لحزب “حامد ممتاز” من قريب ولا من بعيد، وأحمل آراء كثيرة ناقدة ورافضة (لتنفذ) بعض منسوبيه، وهذا حديث قلته من قبل ومفروغ منه، لكن الهجمة التي أعقبت تصريح “ممتاز” كان الأولى أن توجه للأحزاب التي أدمنت الخمول وأصيبت بشلل أقعدها عن التطور والحراك، وبعضها (قانع) بأن يتفرج على الحراك الذي يحدثه حزب المؤتمر الوطني الذي وإن اختلفنا عليه فإن ذلك لا يجعلنا لا نعترف بأنه ليس حزباً ساكناً، بل على العكس وقد شهد تحولات وتغيرات في داخله أطاحت بأسماء ما كان يمكن لأحد أن يتخيل أن تذهب إلى الصف الثاني أو حتى الثالث بدلالة أن يتصدر المشهد فيها أسم شاب كـ”حامد ممتاز” الذي أصبح أميناً سياسياً في وجود الحرس القديم! طيب ليه نلوم “حامد ممتاز” على طموح حزبه المشروع والأولى أن نلوم الأحزاب التي فقدت مصداقيتها وتركت الساحة خالية لحزب المؤتمر الوطني (يبرطع) فيها كما يشاء ليجد نفسه داخل ملعب السياسة يمارس اللعبة أمام فرق ضعيفة من غير لياقة ومن غير خطة ومن غير مدربين، أحزاب فقدت حتى سندها الشعبي التقليدي فكيف تستطيع أن تكسب مؤيدين جدد، وأتحداهم جميعاً إن كانوا يستطيعون أن يحشدوا ألف شخص في لقاء جامع والمؤتمر الوطني أمس حشد الآلاف في ختام مؤتمر الحوار المجتمعي يبقى منو الذي من حقه أن يباهي بأنه قادر على أن يحكم السودان (25) عاماً قادمة؟!
الدايرة أقوله إن حديث “حامد ممتاز” حُمّل أكثر مما ينبغي، ومن يستحق المحاكمة وجلد الذات هي الأحزاب السودانية التي تلعب دوراً سلبياً على الساحة وتقدم أسوأ مثال في الخلاف والاختلاف وعدم قبول الرأي العام والضيق بالخصوم حد الإقصاء والإبعاد والضرب تحت الحزام، وبي كده من حق “حامد ممتاز” أن يخطط وحزبه لحكم السودان مش (25) سنة أخرى إن شاء الله (40) عاماً بعدها طالما ناس قريعتي راحت مشغولين بمنو رئيس الحزب ومنو أمينه العام ومن حمل حقيبته مساعداً للرئيس من جنينته، أما المعارضون بالخارج فنسأل المولى لهم الهداية حتى يتقوه في حق هذا الشعب (الممكون).
{ كلمة عزيزة
نفى مكتب السيد والي الخرطوم أن يكون سعادة الفريق قد أعلن عن عدم وجود أية زيادات في تعرفة المياه داخل الولاية، وقال إن الوالي نفى علمه عن قيام أي لجان تدرس هذا الأمر، فهل معنى هذا النفي أن هناك ثمة زيادة قادمة، والسيد الوالي لا يريد أن (يهجم) بها المواطن وعايز يديه الجرعة (حبة حبة) لأنه واضح أنه إن لم تكن هناك زيادة تلوح في الأفق لما اضطر الوالي أن لا يربط لسانه بأي حديث يؤكد عدم زيادة التعرفة.. غايتو لو حدثت زيادة في تعرفة المياه بعد زيادة الغاز غير المنطقية فلن أستبعد أن تشرع الحكومة في تسعير هواء الله (البنتنفسو) وجرة النفس تبقى على حسب ما في جيبك.
{ كلمة أعز
الأخ “السنوسي” المدير التنفيذي لمحلية بحري، أريتنا لو ما بلغناكم بكسورات المياه في شارع يعدّ رئيسياً داخل حي الصافية فالحفرة التي خلفها العمال (تغطس) دفار بطوله.. رجاء بس أعيدوا لنا الشارع كما كان عليه الحال بي (فجخيبته) أفضل من هذا الشكل الشرك الخطير.