نصح دبلوماسي أميركي وثيق الصلة بالملف السوداني، قوى المعارضة بالتخلي عن فكرة إزاحة النظام الحاكم بالقوة، وشدد على تضاؤل الفرص أمام حدوث تغيير بفعل خارجي، وأن الانتقال رهين بتهيؤ الارادة الداخلية بتنازلات من اطراف النزاع.
وقال المبعوث الأميركي السابق الى السودان ، والخبير الحالي بمعهد السلام الأميركي، برينستون ليمان فى محاضرة بقاعة الشارقة، نظمهما معهد دراسات السلام بجامعة الخرطوم،الثلاثاء، إن الوصول الى حل سلمي للازمة في السودان يتطلب ارادة سياسية قوية ورغبة لدى الأطراف الحاكمة او المعارضة في الانتقال صوب التحول الديموقراطي.
ودعا ليمان المعارضة السودانية الى تجاوز فكرة اسقاط النظام ،والاتجاه الى الحل عبر التفاوض لافتا الى أنه طرح مشروع الحوار الوطني وظل يدعو له فى اكثر من ورقة.
وعين الرئيس الأميركي باراك اوباما مطلع ابريل من العام 2011 برينستون ليمان مبعوثا خاصا للولايات المتحدة بشأن السودان ،قبل أن يعلن البيت الأبيض بعد نحو عامين استقالة ليمان من منصبه. وقال الرئيس الاميركي في بيان حول تنحي مبعوثه الشخصي “لقد أدَّى برينستون عملا رائعا في المساعدة على تحقيق استقلال جنوب السودان والعمل من أجل الرؤية الدولية للسودان وجنوب السودان يعيشان جنبا الى جنب في سلام”.
وكان ليمان ترأس الفريق الأمريكي الذي تابع مفاوضات نيفاشا قبل توقيع اتفاق السلام في السودان عام 2005 وعمل أيضا من قبل نائبا لمساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية وسفيرا للولايات المتحدة في نيجيريا وجنوب افريقيا ومساعدا لوزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية.
ولفت ليمان الذي يجري حاليا محادثات مع المسؤولين في الخرطوم، تحت لافتة معهد السلام الأميركي، الى أن العالم لم يشهد تجارب كثيرة، فرض فيها الانتقال والتحول الديمقراطي من الخارج.
وأضاف “معظمها توافرت لها ارادة داخلية حققت الانتقال والتحول الديمقراطي، مثل جنوب افريقيا وكوريا الجنوبية وتايوان والمكسيك وشيلي “.
وأوضح أن غالب تلك البلدان كانت تحت قبضة الحكم العسكري، وتهيأت الارادة من الداخل للانتقال والتحول نحو الديمقراطية.
وتابع “هي ليست عملية سهلة ولا تتم بين ليلة وضحاها وفى بعض الاحيان تحتاج الى سنوات”.
وحث ليمان الاطراف المتحاربة في السودان وجنوب السودان، على اعطاء الأولوية القصوى للأوضاع الانسانية، ومساعدة المدنيين، ودعاهم لعدم التوقف عند ما قال أنها مسائل جدلية.
وأضاف “مثلا الحكومة السودانية لها موقف حول ايصال المساعدات الانسانية من الخارج، بان الحركة الشعبية تستفيد بتحقيق نوع من الانتعاش.. هي نقطة يجب تجاوزها لأن افراد الحركة موجودون منذ 4 سنوات دون المساعدات “.
وبشأن الاوضاع في دولة جنوب السودان ،قال ليمان أنها وصلت حدا مأساويا غير مسبوق ، متهما الاطراف هناك بعدم القدرة على تحمل مسؤولية بناء دولة جديدة وأنهم لم يكونوا بمستوى التحدي، وارتكبوا جميعا جرائما قال أنها “فظيعة”.
غيرأن الدبلوماسي الأميركي توقع نجاح اتفاق السلام الحالى فى توفير فرصة حقيقة للانتقال والتحول، لافتا الى أن اتفاق السلام بين الاطراف المتحاربة في جنوب السودان يمتاز عن اتفاقية السلام الشامل فى نيفاشا بوجود دولى ضخم يراقبه.
ودعا ليمان الامم المتحدة والاتحاد الافريقي لتكوين الية لمتابعة وتنفيذالاتفاق وتحقيق الانتقال وان لا يتركوا ذلك لمنظومة (ايقاد) منفردة.
سودان تربيون