مبارك الفاضل موهوم ويريد تسوّر الحزب لمجرد أنه من آل المهدي
انقسام أهل دارفور حول الاستفتاء لا يخلو من الطابع الإثني
السلطة الإقليمية لدارفور تفتقر إلى الفاعلية وهي مجرد هيكل فوقي
هناك أصوات دارفورية تنادي بالانفصال بطريقة علنية بعدما كانت هامسة وخجولة
إسقاط الحكومة أولوية لدى التحالف ونحن مع حوار بشروط
حوار: الطيب محمد خير
حدد اجتماع قيادات حزب الأمة القومي الذي انعقد في الأسبوع قبل الماضي في القاهرة موعد قيام المؤتمر العام بعد عام من الآن، وقال نائب رئيس الحزب مسؤول ملف التفاوض محمد عبد الله في سياق هذا الحوار إنهم ينتظرون انعقاد المؤتمر لحسم أشياء أساسية فيه منها إصلاح دستور الحزب ولوائحه، تجديد قيادة الحزب بالشباب، مشيراً إلى أن الهيئة التي كونها مبارك الفاضل لا تعنيهم باعتباره أصبح خارج الحزب وهي محاولته العديدة لتسور الحزب. وعن استفتاء دارفور قال إنه لا يرى سببًا يجعل الحكومة تختار الاستفتاء من بين كل البنود التي حوتها وثيقة الدوحة سوى أنها تريد الضغط على مؤتمر الحوار للقبول بالإقليم الواحد باعتباره خيار أهل دارفور، وأشار إلى أن الحوار خيار رئيسي لحزبهم لكن بشروط حددوها، فلنطالع تفاصيل هذه الإفادات وغيرها..
ـ كيف تنظر لاستفتاء دارفور وتوقيته؟
إجراء استفتاء في دارفور في الوقت الحالي غير جائز لعدة أسباب من بينها انعدام الأمن كشرط رئيسي لإجراء الاستفتاء ثانياً بالعودة للمطالبة بالإقليم الواحد نجدها ظهرت لأول مرة إبان مفاوضات أبوجا، حيث اشارت الاتفاقية في المادة (أربعة على 44) عن الوضع النهائي لدارفور، في نفس الوقت خلت من الحديث عن إقليم، أما اتفاقية الدوحة فقد نصت على استفتاء يجري نهاية الفترة الانتقالية ليقرر أهل دارفور أي صيغة من الحكم يريدون.
ـ ما دام الاستفتاء نصت عليه اتفاقية الدوحة لماذا التوجس منه؟
سبب التوجس أولاً، هناك حوار جارٍ الآن الهدف منه الوصول لصيغة للحكم يتفق عليها كل أهل السودان وفي هذه الحالة لا يخرج الهدف من الاستفتاء في دارفور وإصرار الحكومة عليه من أمرين، إما الضغط على المتحاورين أنتم قررتوا أن تكون دارفور إقليم واحداً، لكن أهل دارفور قرروا بالاستفتاء أن يحكموا بنظام الولايات، وليس إقليماً واحداً، هنا يصبح نظام الحكم في دارفور ولايات على غرار ما هو موجود الآن، وهذا ما تريده الحكومة من الاستفتاء والإصرار عليه، وبالتالي ستضغط على المتحاورين للقبول بذلك باعتباره خيار أهل دارفور، أو الحكومة تريد المساومة بنتيجة الاستفتاء بعد نهاية الحوار على الإقليم الواحد.
ـ على ماذا تبني توقعاتك هذه؟
أنا أقول هذا ولا أرى سبباً يجعل الحكومة تختار الاستفتاء من بين كل البنود التي حوتها وثيقة الدوحة التي تحدثت عن العودة الطوعية وإعمار مناطق النازحين والأمن والتعويضات والعدالة الاجتماعية، وكلها بنود أهم من الاستفتاء، وجميعها لم يتوفر ويصبح السؤال لماذا اختارت الحكومة الاستفتاء وتصر عليه مع الوضع في الاعتبار هناك حوار ماشي ما يعني أن هذا استباقاً لمخرجاته.
ـ إذن ما الذي تتوقع حدوثه من إجراء الاستفتاء في ظل الجدل الدائر الآن؟
أتوقع أن ينسف ما تبقى من استقرار دارفور لأن السكان سيكونون منقسمين بين مؤيد ورافض للإقليم الواحد والخوف أن يأخذ هذا الانقسام الطابع الإثني خاصة قبل أيام سمعت أحد أبناء دارفور وهو شخصية نافذة في الدولة والمؤتمر الوطني يتحدث في ملتقى عام بطريقة سخيفة تظهر منها نعرة عنصرية مفرطة جداً عن أسباب رفضهم للإقليم الواحد، وهذا يوحي أن هناك تعبئة سالبة تجري، وأتوقع أن يأخذ الانقسام الذي سيتم حول الاستفتاء في دارفور طابعاً إثنياً.
ـ أكثر من الانقسام الذي يحصل الآن؟
الانقسام الموجود الآن غير واضح المعالم، لكن سيكون أكبر وأعمق إذا كان هذا مسؤول نافذ في الدولة والحزب يقول علناً في لقاء جمع أكثر من خمسين من أبناء دارفور وهم قيادات (نحن لا نريد الإقليم الواحد حتى لا يتحكم فينا الزرقة). هذا مؤشر سالب وفوق ذلك هذا الاستفتاء فيه استخفاف برغبة مواطني دارفور وسيفتح طاقة لمزيد من الانقسام بينهم والدمار والشر.
ـ إذن، ما هي مخاطر الاستفتاء؟
مستقبلاً يمكن أن يتطور لمطالبة بانفصال الإقليم طالما فتح المجال للاستفتاءات سيأتي وقت يطالب فيه باستفتاء لتقرير المصير، رغم إن انفصال دارفور لم يكن وارداً في أي مرحلة من مراحل الصراع حتى جبهة نهضة دارفور عندما قامت كانت مطلبية ولم تتحدث عن الانفصال.
ـ لكن الآن هناك أصوات تهمس بالانفصال؟
نعم، قبل عشر سنوات كانت هناك أصوات من دارفور تنادي بالانفصال بطريقة هامسة وخجولة ومن الشباب بالذات، لكن الآن بدأت تظهر بطريقة علنية في مواقع التواصل الاجتماعي (الواتساب والفيس بوك) وأنا شخصياً شهدت أشخاصاً في نيويورك في ندوة يطالبون بالانفصال، وهنا مكمن الخطورة لأنها ذات الطريقة التي بدأ بها الجنوبيون، طالبوا بالحكم الفدرالي في النهاية تطورت مطالبتهم وانتهت لانفصال، الآن ناس دارفور يطالبون بالإقليم الواحد بعد شوية سنجد بين هذه الأصوات التي بدأت تبرز للعلن من يطالب بدولة مستقلة.
ـ ما دوركم كأبناء دارفور لإيقاف هذا التيار الانفصالى وأنت رئيس هيئة محامي دارفور؟
بدأنا حملة توعية للمواطنين لمقاطعة الاستفتاء وعدم المشاركة فيه باعتباره فتنة، وهذا المتاح لنا القيام به وعبر الصيحة نناشد أهل دارفور بعدم الانسياق مع مخططات المؤتمر الوطني التي ستفضى لفتنة بينهم ومزيد من سفك الدماء.
ـ كيف تنظر لموقف السلطة الإقليمية من الاستفتاء وكل القائمين عليها من أبناء دارفور؟
السلطة جزء من الحكومة وهم ماضون في اتجاه الاستفتاء، وسبق أن سألت أحد القيادات الكبيرة في المؤتمر الوطني عن سبب إصرارهم على الاستفتاء كان رده (الاستفتاء ما شغلنا ده شغل السلطة الإقليمية)، وهذا يعني أن الحكومة تريد التنصل عن المسؤولية وليقال أن أبناء دارفور هم الذين يريدون إجراء الاستفتاء، والغريبة السيسي كان في أبوجا يطالب معنا بالإقليم الواحد والآن هو في منصب حكومي وحسب وظيفته لا يستطيع أن يرفض الاستفتاء، وهو موقع عليه في وثيقة الدوحة.
ـ هل تحدثتم للسيسي لشرح رؤيتكم هذه كواحد من أبناء كان من المطالبين بالإقليم؟
لن نتكلم معه، لأن حديثنا لن يكون مفيداً، لن يقتنع به وهو ينفذ شيئاً وقع عليه في وثيقة الدوحة، لذلك حديثنا سيكون موجها للمواطنين وتوعيتهم بمخاطر الاستفتاء وما تنوي الحكومة القيام به تجاههم. أما السيسي فهو ماضٍ في تنفيذ ما وقع عليه لا يهمه ما ينجم عنه.
ـ في رأيك الأفضل لإدارة دارفور الإقليم أم الولايات؟
قبل ذلك يجب أن نتحدث في هذه الناحية عن نظام الحكم في السودان ككل، وليس دارفور وحدها لأنك إن عملت دارفور إقليماً واحداً وبقية السودان ولايات، لن يكون هناك انسجام بين أجزاء السودان، لابد أن يكون نظام الحكم في السودان واحداً، وأعتقد أن النظام الإقليمي هو المطلوب الآن، لأن نظام الولايات في دارفور أورثنا القبلية، والسبب أن الولايات صممت على أساس قبلي، وليس هناك أي شخص راض عنه.
ـ إلى أي مدى أسهمت السلطة الإقليمية في بسط هيبة الدولة واستتباب الأمن في دارفور؟
ـ ما أريد قوله أن السلطة الإقليمية التي يرأسها السيسي الآن ليست لها أي سلطات أمنية فلا شرطة تأتمر بأمرها ولا الجيش ولا الأمن هي مجرد هيكل شكلي فوقي موجود دون فاعلية أو أثر على الأرض ويمكن لأي والٍ أن يعاكسهم ويرفض الانصياع لتعليماتهم، الشيء الوحيد الذي يمكنهم القيام به هو الأموال التي تأتي من قطر يمكن أن يقدموا بها خدمات لكن حتى هذه غير موجودة على الأرض، وهي سلطة معيبة ليست لها سلطة على الولايات فقط مهمتها تقديم خدمات في التنمية وإعادة التعمير، وحتى في هذه مقصرة، ولم يتم منها شيء واضح لانعدام الأمن الذي يمكنها من القيام بهذا الدور.
ـ لكن السلطة تتحدث عن الكثير من المشروعات في التعليم والصحة والمياه وتشييد القرى وغيره؟
أنا أذهب لدارفور كثيراً جداً لم أر ما تتحدث عنه السلطة، حتى هم عندما وقع انشقاق بينهم تحدثوا عن فساد وأنا لست متأكداً من ذلك لكن هناك طرف منهم يطالب بمراجعة المشاريع المنفذة.
ـ ما العقبة التي تمنع الوصول لاتفاق مع الحركات؟
الحركات تتحدث عن اتفاق جديد لأنها ليست طرفاً في اتفاق الدوحة والحكومة تصر على أن تلتزم الحركات بالدوحة وطبعاً ده كلام غريب، أنت لك اتفاق مع طرف آخر كيف تصر على أن ألتزم به، وهذا ما جعل الحركات في كل جولة تفاوض تطرح أفكاراً ورؤى جديدة، لأنهم يريدون التفاوض على أساس برامجهم وليس على أساس الدوحة التي هم لا علاقة لهم بها.
ـ ما تقييمك لعملية التفاوض غير المباشر التي لجأت إليها الحكومة؟
هذا مجرد اسم وهي مفاوضات رسمية، لكن ما فيها توقيع والغرض منه تقريب وجهات النظر لكن في النهاية هذه الطريقة تعثرت لتباعد الشقة بين الطرفين.
ـ ما أنسب طريقة تراها للوصول لحل؟
الحركات ما عندها شيء لتتنازل عنه، بالتالي أن يتم تنازل من قبل الحكومة لأنها تمسك في يدها كل مفاتيح الحلول لكنها ترفض ومكنشكة في سلطتها.
ـ إلى أي مدى أثر الخلاف الذي وقع داخل الجبهة الثورية على ترابطها؟
الارتباط لم ينفك داخل الجبهة الثورية بالخلاف التنظيمي الذي وقع، صحيح أصبح لها رأسان ونحن كمجتمع مدني لدينا مساع لتسوية الخلاف، والعودة لقيادة واحدة، والكويس رغم الذي حدث لم يهتز موقفهم في الالتزام بالحل النهائي للمشكلات.
ـ مبارك الفاضل يرى أن المشكلات التنظيمية التي يواجهها الحزب ناتجة من عدم الشرعية؟
مبارك لديه وهم لاعتقاده بأنه من آل المهدي وصاحب حق في الحزب ناسياً أن الكتوف تساوت، وفوق هذا هو الآن خارج الحزب، ولم يعد حزب أمة ولا يحق له التحدث باسمه، ومن الأفضل له الكف عن محاولاته تسور الحزب، وهو يحاول العودة لأنه طوال حياته السياسية كان يعتمد على السيد الصادق، وللوهم الذي يتملكه ظن أن عودته ستكون قوية فخرج وكون حزباً، وأكبر خطأ ارتكبه في حياته حل حزبه الذي أخذ له كوادر مقدرة من الحزب، وعندما حاول العودة فشل في إعادتها معه، وجاء بدونها محاولاً تسور الحزب، لكنه فشل لأنه لم يعد عضواً في حزب الأمة.
ـ كيف تنظر للهيئة الشعبية التي كونها لتوحيد الحزب؟
أي حزب يريد مبارك توحيده، وهو لم يعد ضمن حزب الأمة ومن الأفضل له أن يعمل محاولاته هذه لإعادة حزبه، والهيئة الشعبية التي يتحدث عنها لا تعنينا من قريب أو بعيد، ونحن لدينا عمل جارٍ للم شمل الحزب، وقبل أيام انعقد اجتماع في القاهرة ضم عدداً من قيادات الحزب في الداخل والمهجر بحضور الإمام تم الاتفاق فيه على إقامة المؤتمر العام بعد عام من الآن، وتكوين لجنة للاتصال بالمجموعات والأشخاص الذين لديهم رأي ويقفون على الرصيف لإعادتهم للنشاط في الحزب.
ـ لماذا المؤتمر العام بعد سنة والحزب يواجه مشكلات؟
طبعاً موعد قيام المؤتمر العام مضى، وتحديد موعده بعد عام هذا ما اتفقت عليه القيادات والكوادر، وكلنا نريد انعقاد هذا المؤتمر، لأن هناك أشياء أساسية ننتظر أن تتم فيه، منها إصلاح دستور الحزب ولوائحه ونريد تجديد قيادة الحزب بالشباب الذين آن لهم أن يتولوا القيادة.
ـ إلى ماذا انتهت لجنة لم الشمل التي يترأسها اللواء برمة ناصر هل فشلت مساعيها؟
هذه اللجنة لم تفشل، كتبت توصياتها ورفعتها لرئيس الحزب، وهناك توجيه لعرض هذه التوصيات على أجهزة الحزب لمناقشتها لتصدر بشأنها قرارات نهائية.
ـ مبارك يرى أن نواب رئيس الحزب أقل كفاءة ولا يرتقون لمستوى هذا المنصب؟
ماذا يمثل، هل لأنه من آل المهدي ويريد إصدار الأحكام على الناس، وآل المهدي على العين والرأس، لكن مبارك فاقد للكفاءة ولا يملك المعيار الموضوعي والمصداقية الأخلاقية ليصدر الأحكام، وغير مؤهل لتقييم نواب الرئيس أو أي كادر وهو أكرر هو لم يعد عضواً في الحزب.
ـ هل تم فصل مبارك من الحزب؟
هو لم يعد في حزب الأمة الذي نص دستوره على أن من يخرج ويكون حزباً يكون مفصولاً تلقائياً.
ـ لكنه عاد للحزب ووجد معاكسات في استيعابه في أجهزته هو والمجموعة التي عادت معه؟
هو من خلق المعاكسة لنفسه بمطالبته لأكثر مما يستحق وبعدها تحول لخميرة عكننة داخل الحزب، وهو يسعى ليل نهار لرئاسة الحزب بكل ما لديه من حيل، لكنه لن يصبح رئيساً للحزب على الإطلاق طول ما نحن موجودون فيه لأنه غير مؤهل لذلك، وأقول السيد الصادق هو آخر العمالقة في حزب الأمة.
ـ الخلل التنظيمي الذي يعاني منه الحزب انعكس على وضعه في الساحة السياسية؟
هذا ما يقوله مبارك، ولا نعتد بحكمه هذا لأن لديه غرضا ويريد أن يقول إن الحزب مترهل، وهذا تقييم غير نزيه.
ـ أسباب ابتعاد إبراهيم الأمين عن الأمانة العامة هي الخلاف على الخط السياسي للحزب؟
هذا تحليل غير صائب، ونعتبره تقييماً من خارج الحزب والذين يقولون هذا ومن بينهم مبارك ليس من حقهم التحدث في هذا الشأن لأنهم غير ملمين بما جرى وقتها من أحداث.
ـ ما الأحداث التي تعنيها؟
طبعاً، كان هناك خلاف بين الناس حول انعقاد اجتماع الهيئة المركزية والطريقة التي انعقدت بها ونحن كمؤيدين لإبراهيم الأمين طلبنا منه حضور اجتماع الهيئة، وقلنا له نحن نضمن لك الفوز لكنه رفض الحضور وكان له رأي.
ـ ماذا كان رأيه؟
لا أرى داعياً لذكر ما يراه الآن المهم نحن احترمناه وتم ترشيح ثلاثة أشخاص للتنافس على منصب الأمين العام وهم د. محمد آدم رئيس الحزب بشمال دارفور، ود. الطاهر حربي، ود. سارة نقد الله، وحدثت تنازلات من المرشحين، وجاءت سارة، وأرى الخوض في هذا الشأن لا معنى له وغير مفيد.
ـ لكن الأمينة العامة تواجه ذات المشاكل التي واجهت د. إبراهيم في الأمانة العامة؟
المشاكل المالية موجودة، أما التنظيمية فليست بالمستوى الذي يرقى للحد الذي يتحدث عنه البعض في محاولاتهم إثارة القلاقل في الحرب.
ـ إلى ماذا انتهت الدعوى التي رفعها د. إبراهيم الأمين في مجلس الأحزاب؟
هذه الدعوى أظهرت خاصية لدى إبراهيم الأمين، كشفت سمو أخلاقه في الالتزام واحترام الكيان الذي ينتمي إليه قلّ أن تتوفر في سياسي الآن، هو كسب هذه الدعوى حسب قرار مجلس الأحزاب، وكان بإمكانه أن يجرجر الحزب في المحاكم، لكنه رفض، وقال أنا أثبت حقي، وهذا يكفي، في وقت كان المتربصون كثر ينتظرون هذه الفرصة للنيل من الحزب، وهذا موقف نبيل حسب له.
ـ ألا يعني كسب إبراهيم الأمين الدعوى دليلاً على عدم شرعية الأمانة العامة الحالية؟
طبعاً المسألة ليست بهذه الصورة، نعم قرار مجلس الأحزاب قال بأن اجتماع الهيئة المركزية الذي انعقد لم يكن سليماً وطبعاً أنا لدي تجربة مع هذا المجلس ومرات كثيرة يكون رأيهم غير صائب، ويتأثر بأشياء كثيرة وهو جزء من مؤسسات المؤتمر الوطني، لجهة أن تكوينه غير محايد، وهذا ما يجعلنا غير مطمئنين إليه.
ـ ما الأسباب التي دفعت عدداً مقدراً من القيادات أن تقف متفرجة؟
ـ نعم، هناك من يقف بعيداً ويرون أن الأمانة غير متوازنة في تشكيلها حسب الاتفاق الذي تم بين المرشحين عندما تنازلوا بأن تكون هناك أمانة متوازنة وطبعاً هذه مشكلة عندما يكون هناك ناس يرون أنهم غير موجودين في الأمانة العامة، ولحد يكون اعتقادهم هذا صحيحاً، وهذا يجعلني أقول لابد أن تكون هناك وزنة في الأمانة العامة وأن تحل مشكلة الشباب بأن يفسح لهم المجال لتولي المناصب القيادية في الحزب وهذا ما نسعى إليه في المؤتمر العام القادم كما ذكرت لك.
ـ كيف تنظر إلى لجنة ضبط الأداء ومقابل الحديث عنها أنها تحولت لوسيلة لإبعاد المعارضين؟
هذا الحديث غير صحيح، لأنه ليس هناك شخص خضع للمحاسبة، طبعاً أنا لدي رأي في هذه اللائحة وأرى ضرورة أن يكون هناك إصلاح في لائحتها.
ـ ما حدود علاقتكم بقوى الإجماع الوطني خاصة وأن الحزب الشيوعي يقول إنه لم يتم تفويض للإمام بالحديث عنهم؟
الحزب الشيوعي وقوى الإجماع الوطني هم أعضاء في نداء السودان وهو تحالف واسع وفضفاض ولنا قواسم مشتركة فيه صحيح مشاكل في التحالف حول الهيكلة، وهناك ميثاق تمت التوصية بكتابته، لكنه لم يكتب ومن المشكلات أيضاً هناك بعض العناصر في الإجماع الوطني ترى أن الحوار غير مفيد، ولا تريد الدخول فيه مع الحكومة وتتحدث عن انتفاضة وإسقاط بينما نحن نرى أن الحوار خيار استراتيجي لأن الحل السلمي أفضل والانتفاضة خيار ثانٍ في حال فشل الحوار وهذا موضع الاختلاف بيننا وبين آخرين في الإجماع الوطني، وهناك في قوى الإجماع الوطني من يوافقنا رأينا.
ـ نتوقع عودتكم للحوار على ضوء ما ذكرت؟
جائز ندخل الحوار ونحن ناس حوار لكن بشروط طبعاً.
ـ هل هي ذات الشروط التي يتمسك بها الحزب الشيوعي؟
هذه الشروط صغناها كلنا وتوافقنا عليها كتحالف في أديس توقف الحرب، وفتح الحريات وإطلاق سراح المعتقلين وانعقاد مؤتمر تحضيري في الخارج للتأكد من تنفيذ هذه الشروط، لكن الحكومة تحتقر منهم في الحوار الآن وبعض قيادة المؤتمر لديها رأي سالب فيما يناقشونه، رغم هذا أنهم اتفقوا على حل مشاكل السودان سنبارك ذلك ونكون معهم.
ـ ميلكم للحوار يعني أنكم تختلفون مع الحزب الشيوعي الذي يتمسك بإسقاط النظام؟
لا أرى اختلافاً في ذلك لأن إسقاط النظام أولوية لدى بعض قوى الإجماع، وهناك جزء منهم ونحن منهم يرى أن يكون الحوار أولوية لكن بالشروط التي ذكرتها لكن لم تتوفر بكون كلنا متفقون على الانتفاضة والتغيير.
ـ ما الذي تحقق لكم من حملة “هنا الشعب”؟
نجحنا في عمل استنفار وحشد كوادرنا وأطلعناهم على البرامج التي نريد القيام بها، وهذا الشعار برنامج مكتمل ومستمر.
ـ هل حقيقة أن السيد الصادق سيعود ويشارك في الحوار وأنت ذكرت أن الحوار خيار أول لكم؟
هذه أمنيات المؤتمر الوطني، ونحن قلنا الإمام سيعود بشرطين، أن يعقد مؤتمر تحضيري بالخارج، وأن توافق أجهزة الحزب على عودته، وهذا بالتشاور مع حلفائنا في نداء الوطن.
الصيحة