*نحن نساند كل خطوة جادة نحو إعمار علاقات السودان الخارجية لكننا نرى أن الأهم إعمار علاقات الحكومة مع أهل السودان ليس من أجل إرضاء العالم وإنما لأن هذا هو واجبها الأول تجاه الوطن والمواطنين.
*نقول هذا بمناسبة المساعي الحثيثة التي جرت وما زالت من أجل تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر زيارت متبادلة‘ تهدف فيها الوفود الأمريكية الزائرة للسودان التعرف على تطورات الاوضاع فيه بينما تهدف زيارات الوفود السودانية لأمريكا لتطبيع العلاقات السودانية الأمريكية.
*اطلعت قبل يومين على التقرير الذي أعدته لـ”السوداني” لينا يعقوب بمناسبة زيارة الوفد السوداني الذي قاده رئيس المجلس الوطني” البرلمان” البروفيسور ابراهيم أحمد عمر للولايات المتحدة الامريكية من أجل إعادة رسم صورة جديدة للعلاقات السودانية الامريكية.
*أعادت لينا لاذهاننا أغراض زيارة وفد الكونغرس الامريكي للسودان مؤخراً‘ التي لخصتها في الاستفسار عن علاقة السودان مع دولة جنوب السودان ومسار الحوار الوطني والعقوبات الاقتصادية.
*من المهم هنا استرجاع إفادات رئيس الوفد السوداني المفاوض مع المخابرات المركزية الامريكية اللواء حسب الله عمر لـ”السوداني” في الحوار الذي أجراه معه محمد عبد العزيز وصوره معاذ جوهر ونشر يومي ٢١ و٢٢ سبتمبر العام الماضي التي قال فيها : السودان استفاد من التعاون لكنه فشل في الاستفادة من كثير من الفرص الواسعة التي كان من الممكن أن تنقله إلى مربع مختلف تماما.
*لم تستطع الحكومة عملياً تحقيق أهدافها في تطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة الامريكية‘ فما زال التجديد السنوي بوضع السودان ضمن القائمة السوداء الخاصة بالدول الراعية للإرهاب‘ وإن حدثت إيجابيات محدودة تتعلق باستثناء بعض الأدوات والمعدات والأجهزة من الحظر.
*إن محاولة إعمار علاقات السودان الخارجية لن تبلغ غاياتها المرجوة ما لم تتأكد جدية الحكومة وصدقها نحو إعمار علاقاتها مع أهل السودان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية‘ والانتقال بالفعل من دولة الحزب الغالب إلى دولة الوطن الرحيب.
*بهذه المناسبة دعونا نبارك الحراك الإيجابي الذي أثمر مؤخراً في تحسين علاقة السودان مع جارته الوليدة دولة جنوب السودان رغم وجود بعض الشحنات السياسية والامنية السالبة المتبادلة بين الحكومتين ونرى أن هذا التحسن فرصة لمد جسور الثقة والعلاقات الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية إلى طبيعتها لصالح الإنسان السوداني في دولتي السودان.
*هذا يستوجب أيضاً مرونة أكبر تجاه الآخر السوداني والجلوس معاً على مائدة الحوار المنتظر‘ ولا مانع من اعتماد الحكومة مخرجات قاعة الصداقة كأجندة تتبناها على أن يتسع صدرها للرؤى السودانية المعارضة الأخرى التي يمكن أن تعين الجميع على الخروج من ضيق الرؤية الحزبية إلى آفاق مستقبل السودان الديمقراطي الأرحب.