لم تكن تدري تلك الطفلة التي لم يتجاوز عمرها بعد السبع سنوات، وهي تجلس لأول مرة في حجارة مرسى خزان جبل الأولياء (40) كيلومتر جنوب العاصمة الخرطوم، وترمي بسنارتها في البحر مقلدة والدها العامل بالخزان، والذي يعشق صيد الأسماك.. لم تكن تدري الطفلة هدى عبدالحميد أن تلك اللحظات التي كانت تقضيها مع والدها- وهي في ذلك العمر- هي بداية لمشوار طويل في الحياة داخل البحر، ومن ثم احتراف مهنة صيد الأسماك كأول أمرأة تعمل في هذه الحرفة..قصة هدى عبدالحميد مع البحر قصة عشق روت لـ(آخر لحظة)بعض محطاتها
الدخول لأعماق البحر:
تقول هدى عبدالحميد: ممارستي لصيد الأسماك (بالسنارة) على شاطيء البحرشعرت بعد فترة أنها لم تعد تشبع رغبتي، وكنت أتوق لدخول أعماق البحر فركبت المراكب مع الصيادين وتبعتهم في رحلات الصيد وهم ينشرون شباكهم وفي رحلة العودة لسحب الشباك عند الصباح الباكر، وعندما يعودون بمراكبهم للمرسى كنت أقوم بتنظيف المراكب وغسل الشباك، ومنذ ذلك الحين بدأت مرحلة جديدة من مراحل حياتي مع البحر وصيد الأسماك، حيث تعلمت حرفة الصيد بالشباك، ومن ثم مارستها لوقت طويل واشتريت عدداً من المراكب بتمويل من البنك الزراعي، وباشرت العمل فيها اشرافاً وصيداً بنفسي
كونت أول اتحاد للصيادين:
بعد احترافي للصيد قامت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية بولاية الخرطوم باختياري لعضوية اتحاد المزارعين واستطعت من خلال عضويتي بالاتحاد تكوين شعب للصيادين في كل من جبل الأولياء والموردة، ومن ثم فكرت في قيام اتحاد خاص بالصيادين، وبالفعل قمت بتكوينه وتسجيله رسمياً في العام 1990 وأصبحت أول أمين عام له.
صناعة الأسماك:
أصبحت هدى مهمومة بالمهنة وتطويرها، وقالت كنت أطالع كل المجلات والدوريات المتخصصة في هذا المجال، خاصة مجلة (انفو سمك) التي تهتم بآخر التطورات في أبحاث صناعة الأسماك، وعندما تزوجت وكان زوجي يعمل في مجال أبحاث الأسماك عرضت عليه فكرة أن نعمل سوياً في مجال صناعة الأسماك، وقمت بتقديم طلب لوزارة الري للتصديق لي بقطعة أرض بالقرب من خزان جبل الأولياء للاستفادة منها في مجال صناعة الأسماك، وتم التصديق بعد توصية اتحاد المرأة باعتباري المرأة الوحيدة التي تعمل في هذا المجال، وكنت حينها قد اكتسبت خبرات بالممارسة في صناعة الأسماك (الفسيخ والملوحة)، وأسست شركة لمنتجات الأسماك كما أقمت مشروعاً لتطوير الأسماك بمنطقة (الدباسي) بولاية النيل الأبيض
مشاركات خارجية :
وتختم هدى عبدالحميد حكايتها مع البحر وصيد الأسماك بالقول إنها وحرصاً منها لتطوير مهنة الصيد وتصنيع الأسماك، ظلت تحرص على الحضور والمشاركة في المعارض الخارجية الخاصة بالأسماك وتصنيعها، وتقول إنها شاركت بمعارض في دبي وسوريا ومصر نقلت من خلالها تجربتها كما أنها استفادت من تجارب الآخرين
الخرطوم:ربيع حامد
صحيفة اخر لحظة