“مهند” و”نور” هل بداية العلاقة بين السودان وتركيا؟!

في ظل الحصار الذي فرض على السودان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً بسبب التوجه الديني، ما كان له إلا أن ينفذ إلى دول أخرى يستطيع أن يقيم معها حلفاً أو تعاوناً، ولذلك وجد ضالته في دولة الصين التي كانت تنظر هي أيضاً إلى مصالحها، فبدأت شراكة بين البلدين في مجال استخراج وتصدير البترول ولولا تلك العلاقة لظل السودان كسيحاً. وبفضل تلك الشراكة استقرت أحوال السودان طوال فترة السودان الموحد قبل انفصال دولة الجنوب، وها هي علاقات جيدة يبنيها السودان مع دولة هي أقرب إلى دولة الصين، ولم تكن بعيدة عنه ألا وهي دولة تركيا التي حكمت السودان من قبل وظلت المفردات باقية كالأجزخانة والأدبخانة والشفخانة، وغيرها من المفردات التركية التي يحفظها المواطن السوداني.
فتركيا نمت وتطورت في كافة المجالات، ففي المجال السياسي استطاع حزب العدالة أن يبني دولة عظيمة واستطاع بسياسته أن يكسب ود الأعداء قبل الأصدقاء، وظل في حالة تواصل واتصال بينه وبين دول العالم المختلفة، وما يحمد لهذه الدولة اهتمامها داخلياً بإنسانها الذي بلغ شأناً عظيماً في كافة المجالات.
فالعلم سر نهضة أي شعب من الشعوب فتركيا اهتمت بالعلم، ومن هنا جاء تطورها في كافة المجالات، فالصناعات التركية أصبحت مرغوبة في كل دول العالم لقوتها ومتانتها وجودتها، بالإضافة إلى صدق أولئك الشعوب.
فبدأت الشراكة بين السودان وتركيا، وربما يكونان الأقرب للتوأمة لتشابه الدولتين، فالانفتاح الثقافي التركي على السودان جعل معظم المواطنين يتابعون بشغف وحب شديد المسلسلات التركية الجيدة السبك (مهند ونور) و(العشق الممنوع)، ورغم طول عدد الحلقات لم يمل المواطن من المتابعة والمشاهدة، والآن بدأت عمليات تقارب في المجال العلمي فاختارت تركيا جامعة الزعيم الأزهري لتكون بداية التعاون العلمي المشترك.
ففي الثامن من فبراير الجاري وحتى العاشر منه سيبدأ المؤتمر حول العلاقات السودانية التركية الماضي والحاضر والمستقبل بجامعة الزعيم الأزهري بقاعة المؤتمرات الدولية، وسيشرفه نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” وتحت رعاية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتورة “سمية أبو كشوة”. والمؤتمر سيناقش عدداً من الموضوعات التي تتعلق بمجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة، والسودان محتاج لمثل هذا المؤتمر مع دولة خطت خطوات سريعة في هذه المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، والآن دولة تركيا أصبحت من الدول التي يحسب لها ألف حساب وتصدت لقضايا مهمة مثل القضية الفلسطينية، وقضية الإرهاب الذي تمدد في المنطقة وأصبح بعبعاً مخيفاً لمعظم دول الجوار، خاصة في مناطق سوريا والعراق، ولولا وقوف تركيا في مواجهته لتمرد أكثر من ذلك، كما كان لتركيا الفضل قبل أية دولة في استقبال اللاجئين السوريين، وهذا عمل جيد يحمد لها ويشد من أزرها. وتركيا حسب ما ذكرنا يربطها تاريخ بالسودان والكل يعلم تركيا بغض النظر عن ما حدث إبان تلك الفترة، ولكن الآن يمكن أن يستفيد السودان من تركيا وعبر هذا المؤتمر في الكثير من القضايا المطروحة والتي ستتم مناقشتها بكل شفافية خدمة للبلدين سواء في المجال الاقتصادي أو الأمني أو الثقافي، وبالتالي سيكون المؤتمر نقطة ضوء كبيرة في علاقات البلدين، فكما انفتح نفق مضيء في العلاقات مع اليمن ستكون تركيا جانباً أكثر إضاءة أيضاً.

Exit mobile version