محمد وداعة : مساعد رئيس .. بدرجة سفير

مساعد رئيس بدرجة سفير أو سفير بدرجة مساعد رئيس، هذا المنصب البدعة لا مثيل له في التاريخ، ولا وجود له في هيكل الحكومة المترهل أصلاً، الأسبوع الماضي أقر المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني تعديلات في الأمانات، الدكتور عوض الجاز كان نصيبه نائب آمين العلاقات الخارجية، الخبر كان مؤشراً لأفول نجم د. الجاز، خاصة أنه لم يتولَّ منصباً ذا شأن بعد التغييرات التي أطاحت بالحرس القديم، د. الجاز تولى رئاسة مهرجان البركل السياحي كآخر منصب تولاه، المهرجان فشل فشلاً ذريعاً، وجاء أقل من مستوى الموسم السابق، رغم المليارات التي أنفقت في لا شيء، ولعل أهل مروي وما جاورها شغلتهم أمراضهم ونفايات فلم يجدوا متسعاً من الفراغ لسياحة في البركل ونوري والكرو هي ميراثهم، نشأوا في جنباتها وشعابها ويعرفون تفاصيلها وتاريخها، على كل حال فإن الدستور الانتقالي جوز للسيد رئيس الجمهورية تعيين مساعدين وتحديد مهامهم، إلا أن الجديد هو التعيين في منصب بدرجة مساعد رئيس جمهورية، سفارة السودان في الصين تعتبر من أكبر السفارات السودانية (عدة وعتاداً)، وفيها ملحقيات وقناصل، ووزارة الخارجية تولي كامل اهتمامها للعلاقات مع الصين، بروتكولياً فإن العلاقات الدبلوماسية تقوم على التكافؤ في الوظائف وحتى عدد الموظفين، وبغض الطرف عن هذا التغول على صلاحيات وزارة الخارجية والسفارة، فما هو المنصب الصيني الذي يعادل منصب د. الجاز،؟ وما هي الجهات التي سيتعامل معها،؟ وهل ستكون له صلاحيات الرئيس في عقد المباحثات وإبرام الاتفاقات؟
وكيف ستكون علاقته بالخارجية والسفارة وقد تسمى المنصب (بدرجة) مساعد رئيس جمهورية (وليس الاسم المعروف مساعد رئيس الجمهورية)، الرئيس عين عدداً من المساعدين أبرزهم م. إبراهيم محمود، السيد محمد الحسن الميرغني، السيد عبد الرحمن الصادق المهدي، السيد موسى محمد أحمد، يتولون مهامهم بتكليف من رئيس الجمهورية، ولا توجد مهام دائمة أو محددة، والبعض من المساعدين (حردان) لعدم تكليفه بأي مهام منذ تعيينه، د. الجاز بدرجة مساعد وظفر بمنصب دائم ومع دولة كالصين، هل سيمارس د. الجاز المنصب من الخرطوم أم من بكين؟
ربما قرار التعيين لم يفصل مهام منصب (بدرجة) مساعد رئيس، ولعل المنصب هو أقل من مساعد الرئيس المعروف، وليس واضحاً إن كان أعلى من وزير الخارجية. الصين كرمت د. الجاز على خدماته الجليلة لمصالحها، وحسب المعلن فإن العلاقات في أفضل حالاتها، ووصلت أعلى سقفها، ماذا سيضيف هذا المنصب لعلاقات البلدين،
في أوج عظمة العلاقات الصينية، كان إنتاج السودان (الموحد) من البترول قرابة 500 ألف برميل، بسعر البرميل 120 دولار، الآن الإنتاج حوالى 180 ألف برميل بسعر البرميل 30 دولاراً، دفء العلاقات يحتاج مزيداً من براميل النفط.
الجريدة

Exit mobile version