* ما يشاع عن أن الصحف رفضت تغطية الانتقادات الموجهة إلى شركة (زين) للاتصالات خوفاً من إقدام الشركة على قطع إعلاناتها عنها، ليس صحيحاً البتة.
* قلصت (زين) حجم إعلاناتها في الصحف منذ فترة، وما عادت تنفق عليها بسخاء مثلما كانت تفعل سابقاً.
* التهمة التي لاحقت الناشرين ليست صحيحة، بدليل أن (اليوم التالي) غطت ردود الأفعال التي انتظمت وسائل التواصل الاجتماعي عقب إقدام الشركة على تطبيق سياسة جديدة في تعاملها مع الإنترنت، بإلغاء نهج (الاستخدام العادل)، وتطبيق سياسة (الكوتة)، وأوردت رسائل ساخطة وصلتها من قرائها، بخلاف الاستطلاعات التي أجرتها مع المشتركين ومسؤولي الهيئة القومية للاتصالات حول الخطوة المثيرة للجدل.
* لا خلاف على أن تطبيق نظام (الكوتة) في التعامل مع حزم الإنترنت لا يمثل بدعة في عالم الاتصالات، لأنه شائع في معظم الدول المحيطة بنا، لكنه أمر غير معتاد في السودان.
* ولا جدال كذلك في أن سرعة (النت) باتت تشكل عنصراً حاسماً في توجيه اختيارات مستخدمي الهواتف الذكية، وأن تحسين الخدمة وتسريعها أمر مهم لأي شركة اتصالات ترغب في جذب المزيد من المشتركين إلى شبكتها.
* المشكلة تكمن في أن شركات الاتصالات السودانية عودت مشتركيها على تقديم خدمة (النت) لهم بأسعار زهيدة، واستمرت على تلك السياسة سنواتٍ عدة، وبالتالي يصبح رد الفعل الغاضب إزاء أي تحول مفاجئ عن تلك السياسة أمراً طبيعياً ومتوقعاً.
* درجت (زين) على الترويج لمنتجاتها بكثافة، لذلك كان غريباً أن تطبق سياسة جديدة ومؤثرة بطريقة (الصدمة الترويع)، قبل أن تهيئ مشتركيها لها.
* فوجئ مشتركو الدفع المقدم بتبخر أرصدتهم بسرعة، وعانى من حاولوا تجديد اشتراكهم في النت من صعوبات تقنية مؤثرة، وكان من الطبيعي أن يشعروا بأنهم خُدعوا، ويضجوا ويثوروا، بدرجةٍ دفعت بعضهم لتبني حملة تستهدف مقاطعة (زين)، والتحول عنها إلى غيرها.
* أمس سعت الشركة إلى استدراك ما فاتها، بمؤتمرٍ صحافي عقده سعادة الفريق الفاتح عروة، وخصّصه لشرح أهداف ومرامي السياسة الجديدة، ونعتقد أنه فعل ذلك من باب (أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً).
* الصورة البراقة التي صنعتها (زين) لنفسها بجهد السنوات، تعرضت لخدوشٍ مؤثرة، والعلامة التجارية التي أنفقت مالاً كثيراً، وجهداً غزيراً لتجميلها وتضخيمها وترسيخها في أذهان المشتركين، اهتزت خلال الأيام الماضية، لأن الشركة لم تبذل جهداً كافياً لتنوير مشتركيها بما تنتوي فعله، ولم تهيئهم للسياسة الجديدة، ولم تمنحهم فرصاً عادلة للتعامل مع القرار بما يتناسب مع أهميته وتأثيراته المحتملة.
* احترام العملاء، والتعامل معهم بشفافية، مبدأ راسخ عند كل المؤسسات الكبيرة، و(زين) شركة اتصالات رائدة وعريقة، تمتلك النصيب الأكبر من مستخدمي (الموبايل) في السودان، لذلك لم يكن مقبولاً منها أن تُحدث تحولاً مؤثراً في طريقة تعاملها مع مشتركيها بلا سابق إنذار، ونعتقد أنها مطالبة بالاعتذار لهم، حتى إن لم تتراجع عن سياسةٍ أكد عروة أنهم أقدموا عليها بقناعة كاملة، لأنها تستهدف تحسين مستوى الخدمة في المحادثات والبيانات على حد السواء.