ما كتبت عدة مرات عن (شيخ) الأمين لأنه يستحق أن انشغل أو أشغل به القارئ الكريم عن القضايا الكبرى والمشكلات التي تمور بها الساحة، وتمسك بخناق هذه البلاد المأزومة، وما أعظمها وما أجلها، إنما قصدت أن أسلط الضوء على الظاهرة الخطيرة.. ظاهرة تراجعنا وتقهقرنا في عالم القيم والذي انحط بنا وجعلنا نحتفي ونعظم الدجالين والجهلة والفاسدين والأنبياء الكذابين الذين يتلاعبون بأقدس مقدساتنا ويشغلون الناس بسلوكهم الشاذ باسم الدين، ويفتنونهم بمحقرات الأمور وسفسافها!.
آخر تداعيات قصة (شيخ) الأمين بعد إغلاق زاويته وطرده من دولة الإمارات وحظر دخوله إليها أنه واصل التدليس والتزوير وأحدث انشقاقاً داخل المجلس الأعلى للتصوف حيث قام الرجل وبعض أتباعه بتزوير بيان باسم المجلس بدون علم رئيس المجلس الأعلى للتصوف الخليفة الشيخ الطيب الجد ودبدر نشر في بعض الصحف بإعلان سدد (شيخ) الأمين قيمته من ماله الخاص وليس من مال المجلس، والأدهى والأمر أن صورة الخليفة الطيب الجد نشرت بجانب الإعلان المزور لإضفاء شرعية على (شيخ) الأمين تغدق عليه من صفات التوقير والتبجيل ما لا يستحق عشر معشاره!.
لم يكتف البيان المزور بالدفاع عن (شيخ) الأمين، إنما احتج على إغلاق زاويته بحي ود البنا وطالب محلية أم درمان بإعادة فتحها رغم التظاهرات والمسيرات التي أقامها سكان الحي والأحياء المجاورة على مدى سنوات للمطالبة بإغلاق تلك الزاوية التي تأذت منها المنطقة المجاورة، ورغم حادث الاعتداء الذي تسبب فيه بعض حيران (شيخ) الأمين والذي أوشك أن يتسبب في وفاة أحد المواطنين.
ليس رئيس المجلس الشيخ الطيب الجد وحده من صدر البيان المزور بدون علمه، فقد ثبت كذلك من خلال التقرير المنشور في صحيفة (السوداني) يوم الجمعة الموافق 29 يناير 2016 أن نائب رئيس المجلس الشيخ الطيب الفاتح قريب الله، والأمين العام للمجلس الشيخ أسامة محمد أحمد (الكريدة) لم يكن لهما علم ببيان (شيخ) الأمين المزور، والذي تبرأ منه رئيس المجلس بقوله: (هذا البيان لم يصدر من شخصي ولا بمشاورتي ولا بموافقتي، وأعلن عن تبرئي تماماً مما جاء في البيان وأنبه بعدم نشر أي بيان أو إعلان باسمي إلا بتوقيعي وختمي)، ومهر الخليفة الشيخ الطيب الجد بيانه بتوقيعه وختمه.
ضحكتُ عندما نشرت إحدى الصحف بالخط العريض وباللون الأحمر: (شيخ الأمين يقاضي الطيب مصطفى…)! فتذكرت بيت الشاعر جرير :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً فابشر بطول سلامة يا مربعُ!
والله إنني لأسعد بمثل هذه القضايا التي أفرح بخوض غمارها لأكشف زيف أمثال هؤلاء الكذابين والدجالين والمفسدين بالشهود والوقائع حتى أسهم في تخليص المجتمع من إفكهم تنقيةً للبلاد من شرور من يضلون الشباب باسم الدين الذي هو منهم براء.
عجبتُ من الغمز واللمز الذي امتلأ به البيان المزور الذي صدر من المجلس بدون علم رئيسه، وعجبت أكثر أن البيان الذي ركز على مقالاتي وصف من انتقدوا شيخ الأمين بالأقلام (الحاقدة والمأجورة)، كما أطلق صفات أخرى أعلم يقيناً أنني مقصود بها واحتفظ بحقي القانوني في مواجهة أصحاب البيان المزور .
أعجب والله من هؤلاء الذين يصفونني بالمأجور ويدافعون عن شيخ (الجكسي) والجرتق والدجل وأعياد الميلاد الذي أتحداهم أن يناظروني في أمره، وما إذا كان مؤهلاً ليعلم صبية في رياض الأطفال أياً من سور جزء عم سواء تلاوةً أو علماً بتفسيرها.. وأنا على استعداد لمباهلة من يدافعون عن شيخ الأمين لجعل لعنة الله على الكاذبين.
إن من ينافحون عن شيخ الأمين يسيئون ورب الكعبة للتصوف كما يسيئون إلى الإسلام الذي منح ذلك الشيخ الجهلول ترخيصاً بالدعوة إليه بالرغم من أنه الأولى بأن ينتصح بما ينبغي أن يناصح به أولئك الشباب المخدوعين بممارساته وضلاله.
إنني لأدعو الخليفة الشيخ الطيب الجد والمخلصين من علماء التصوف، وما أكثرهم، لتنظيف صفوفهم ممن يسيئون إلى التصوف، وأهم من ذلك ممن يضلون الناس عن صحيح الدين وشعائره السمحة.
للحرب على أمثال (شيخ) الأمين نوظف أقلامنا (المأجورة)، ولكن لله رب العالمين لا لـ(شيخ) الأمين أو غيره من الذين قال الله في أمثالهم وفي أمثال حيرانهم متوعداً (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ).