الفاتح عروة …الجنرال النشط

تنطلق رحلتنا هذه المرة مع شخصية عرفت بالتنوع المهني وتراكم الخبرات والمهارات، ويعتبر من الشخصيات البارزه بالبلاد، شغل عدة مناصب وتولى مهام حكومية مختلفة، وطاف في عدد من المحطات، من بينها القوات المسلحه وجهاز الأمن والمخابرات والدبلوماسية ومجال رجال الأعمال. نحاول من خلال هذه السطور أن نسلط الضوء على الجانب المخفي من شخصيه، ونقلب صفحات من حياته ومحطاته العلمية والمهنية

ينحدر الفريق طيار الفاتح محمد أحمد عروة من أسرة عرفت بالعمل الوطني والعسكري، إذ عمل والده في الجيش وأصبح عضواً في مجلس قيادة ثورة 17 نوفمبر برئاسة الفريق عبود وتقلد مناصب وزارية حينها..أطلق الفاتح صرخته الأولى بمدينة الخرطوم عام1950م ، درس الإبتدائي في مدرستي حلة حمد وخوجلي، وجلس للامتحان من مدرسة العزبة بنين ودرس المرحلة الأوسطى بالأميرية ثم الثانوي بمدرسة الخرطوم القديمة وأكمل المرحلة الثانوية بمدرسة بحري الثانوية، والتحق بجامعة الخرطوم كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية ودرس بها عاماً واحداً ثم انتقل إلى الكلية الحربية 1968م، و تخرج في مايو 1970م مع أول دفعه تتخرج على يد الرئيس جعفر نميري.. له من الأبناء ثلاثة أولاد وأربع بنات وعدد من الأحفاد.

محطاته الأولى:
عمل بعد تخرجه في الكلية الحربية بالدفاع الجوي ببورتسودان وفي بعض الوحدات العسكرية، ثم انتدب لجهاز أمن الدولة عندما كان نقيباً وعمل في سفارتي السودان بأثيوبيا وموسكو قنصلاً ومندوباً لجهاز الأمن الخارجي. ودرس الطيران في أمريكا (1984-1985)م ثم عاد إلى البلاد مع الانتفاضة التي حلت الجهاز، وكان وقتها برتبة العقيد، هاجر إلى السعودية بعد الانتفاضة، وعمل خبيراً في منطقة القرن الأفريقي قبل أن يعود مرة أخرى بطلب من الرئيس البشير ليعمل في أجهزة الدولة المختلفة في أوائل التسعينات، حيث عين وزير دولة برئاسة الجمهورية ومستشاراً للرئيس لشؤون الأمن القومي في الفترة ما بين عامي 1989 و1995م، ثم وزير دولة بوزارة الدفاع 1995م، وعمل مندوباً للسودان في الأمم المتحدة من العام 1996م وحتى العام 2005م، وتعتبر أطول فترة لسفير سوداني لدى المنظمة الدولية في فترة مليئة بالتحديات، منها قرارات الحصار والمقاطعة والمحكمة الجنائية. وحط رحاله اخيرا في شركة الاتصالات كعضو منتدب ومدير عام لشركة زين في أغسطس 2008م، كما تقلد أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة الطيران المدني.

قالوا عنه:
ويصفه أستاذه بالمرحلة الوسطى محمد أحمد النور بأنه رجل مرح ورسمي في عمله ومنضبط ويمتاز بالذكاء، وهو رجل محبوب للعامة وصاحب كفاءة عالية وإخلاص في عمله.. ويقول عنه مقربون بأنه رجل، راضية عليه والدته، لذلك تجده دائماً طائراً ويهبط في مهابط مريحة وآمنة ويمد يد المساعدة للمحتاجين، وأينما حل في موقع حكومي أثبت كفاءة نادرة.. إلى جانب ذلك فهو قليل الإطلالة على وسائل الإعلام، وعازف عن الحديث والكلام في ما يخص سيرته الذاتية ودوره في فضاء العمل العام.

استراحة:
وبعيداً عن حياته العسكرية واعماله في الجو والبر، يقضي الفاتح خواتيم أسبوعه في مزرعة بضواحي بحري يمتلكها أحد أصدقائه يحتفي بالغزلان ويشرف على أكلها وشربها ومرقدها، ومحب للسينما وتربطه علاقة صداقه مع الممثل العالمي روبرت دي نيرو.

نجاحات:
وقد حقق الفريق الفاتح نجاحاً منقطع النظير في كل المواقع التي شغلها، لكنه لم يبقَ طويلاً في تلك المواقع ما عدا سفارة السودان بأمريكا حيث قضى فيها فترة طويلة.
والفريق الفاتح من الأشخاص الأذكياء والأوفياء ولديه نجاح كامل في كل المهام التي أوكلت له في شركة زين للاتصالات، حقق نجاحات كثيرة وأرباحاً لم تشهدها الشركة من قبل، كما أفلح في إقامة العديد من المشروعات الناجحة، وأصبحت زين راعية لمعظم النشاطات الاجتماعية وغيرها في السودان، وبلغ عدد مشتركيها أكثر من 15 ألف مشترك في عهده.

أدوار مشهوده:
كان له دور مشهود في ملفات ساخنة محلياً وإقليمياً ودولياً اكتنفت ساحة السياسة والعمل الاستخباري بالبلاد، أثناء فترة الرئيس نميري وحكم الإنقاذ، حيث رسخت في ذهن المتابعين حينها، والإنقاذ تواجه المد العسكري للحركة الشعبية في أول أيامها، صورته التي وثقتها كاميرات التلفزيون وهو يقود طائرة الرئيس البشير إلى مدينة فشلا وهو يلبس بدلة رياضية، مما يعكس دوره الفاعل حينها.
أيضاً اشتهر بورود اسمه ضمن قضية ترحيل الفلاشا المشهورة وغادر إلى الولايات المتحده قبل الانتفاضة، كما شارك وعاصر كثيراً من التحولات التاريخية في فترة الإنقاذ خاصة الحرب في الجنوب والترتيبات الإقليمية التي قادت إلى انهيار نظام مانقستو واستقلال أريتريا وتسلم مليس زيناوي لنظام الحكم في أثيوبيا، وعرف عنه دوره القيادي في ترتيبات منطقة القرن الأفريقي في تلك الفترة، حيث قاد الطائرة التي حملت مليس زيناوي إلى أثيوبيا ليتقلد الحكم. وربطته صداقة عميقة مع الراحل زيناوي وذرف دمعة في مهرجان تأبينه بالساحة الخضراء، وأشرف على ترحيل الطائرة التي أقلت زيناوي لتعرض في متحف دائم في إقليم التقراي بأثيوبيا.

آخر المطاف:
وقد دار جدل كثير في مواقع التواصل الاجتماعي حول الزياده التي أعلنتها شركة زين في باقات الإنترنت بعد تداول حديث لعروة يرفض فيه التراجع عن الزيادة، وقد نفى الفاتح عروة التصريحات المنسوبة إليه في مواقع التواصل، مؤكداً أنه لم يدلِ بأي تصريح صحفي وأن الحديث المنسوب إليه غير حقيقي وعارٍ من الصحة.

ناهد عباس
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version