٭ بعض الناس يعتبرون المؤتمر الوطني مفككاً ومليئاً بالمشاكل، وأن السلطة بيد القيادة العليا في الدولة؟
– أنا أعتقد أن المؤتمر الوطني يمر حاليا بأضعف حالاته، وهذه ليست مسألة جديدة وإنما تراكمية، والحزب يمضي من ضعف إلى ضعف، حاله مثل حال الدولة، والمسألة كلها في رأيي تحتاج إلى تغيير، وتتطلب تجديداً للقيادات والمفاهيم والرؤى، والآن أنت لو عملت كمدير تحرير لفترة طويلة فإنك سوف تضجر، وسيقل عطاءك، فالإنسان يحب أن يجدد، والصحفيون يتنقلون من صحيفة إلى أخرى لأنهم يريدون أن يجدوا أنفسهم، ولا أعتقد أن الأمر بسبب المكاسب المالية، وإنما يريدون أن يجدوا أنفسهم، وبعد فترة ينتقلون للخارج، ومعلوم أن التجديد والتغيير سنة الحياة
٭ أنتم كقيادات هل صدعتم بهذا الرأى وماذا كانت النتيجة ؟
– نحن لسنا قيادات، أنا الآن على المستوى الاتحادى عضو مؤتمر عام، “وماعارف ذاتو أنا شنو ” ، ثم أردفها بضحكة قصيرة
٭ مقاطعاً: أنت عند الراي العام مصنف كقيادي؟
– جيد، لكن من يسمعنا وينادينا ويسألنا ويشاورنا، هذه واحدة من مشاكل الحزب، كلما تأتي مجموعة جديدة يتناسون من كانوا قبلهم، فالحزب إن لم يخاطب وجدان الناس وقضاياهم سيمضي إلى موات، وحالياً المؤتمر الوطني في حالة موات، وأمين حسن عمر قبل أيام في إحدى الصحف قال كلاماً خطيراً، ومعلوم أن أمين واحد من المفكرين الأساسيين، ولو كان هنالك ثلاثة مفكرين فى الحزب، أمين هو أحدهم، هذه حقيقة، والقضية ليست فى المؤتمر الوطني وحده، وإنما الأحزاب السودانية كلها كذلك، والأحزاب المعارضة لو كانت قوية لصرعت المؤتمر الوطني لأنه فى حالة ضعف شديد، لكن هي أضعف منه
٭ حتى الآن هنالك جدل مفاده أن كرم الله عباس هل أقيل أم استقال ؟
٭ أنا قلتها من قبل ، ولا أظن أن هنالك قرار.
-إنت شغال في (آخرلحظة)
إذا أتاك إحساس بأن عبدالعظيم رئيس التحرير لا يديدك في الجريدة، هل هنالك سبباً لتبقى في الصحيفة؟
– قلت له لا.
– هذا ما حدث لي بالضبط ، أنا أحسست أن القيادة العليا غير راغبة في وجودي، وأنا شخص منضم لحزب وعندي بيعة، وهؤلاء رؤسائي، لم أنتظر لأحوجهم لإقالتي، لأنه حتى بالدستور في ذلك الوقت الرئيس ليس معه أي حق في إقالة الولاة، أتمنى أن الصورة تكون قد وضحت لكم؟
– قلت له نعم
– وتابع طبعاً التعديلات الدستورية الأخيرة هي التي أعادت الأمر إلى نصابه، أنا عنةما استقلت الرئيس لم يكين عنده أي حق لإقالة الوالي، وعندما تحس بأن لديك إشكالية وغير مرغوب فيك، سوف تتنحى لأنك قمت ببيعة تقوم على السمع والطاعة، وقلت لشيخ علي عثمان محمد طه أنتم الذين وضعتم الدستور، وكان من المفترض إعطاء الرئيس صلاحياته، ولا تحوجوه لأن يصل لهذا الحرج، وفعلاً الآن استقام الأمر
٭ برأيك هل هذا الأمر من الرئيس شخصيا أم بايعاز من قيادات غير راغبة في وجودكم ؟
– أنا لا أدعي علم الغيب، ولا أعتقد أن هنالك من تآمر ضدي، ولم أسأل هل هي من الرئيس أم من غيره، والناس الذين كانوا في سدة صنع القرار ذهبوا، واعتقد أني غادرت في الوقت المناسب، لأن المدة كانت قصيرة، ولم ننجز شيئاً، والولاة الذين حققوا نجاحاً أمثال إيلا وأحمد هارون وجدوا دعماً من القيادة ، وأي شخص يجد الدعم من المؤكد إنه ينجح.
٭ إذا اتيحت لك الفرصة ثانية.
هل سترجع للمناصب الدستورية أم أنك طلقتها ؟
– أنا طلقتها، والآن في (خلاي راقد ومتكي وبشوف القمر مستدير)، أنتم لا ترون القمر في الخرطوم ، وأنا أصلاً تربال ومزارع بسيط، ولست طالب مواقع، كل ما في الأمر إنني مرتبط بالناس وأهلي وأحبهم ويحبونني وأحس أن عندهم مشاكل، وهم الذين قدموني، والمؤتمر الوطني أصلاً لم يعينني في موقع، الحكاية جاءت بصورة إجبارية ، فالأمر كان بالانتخاب، بعد ذلك بقت واقع وماتحملونا الكثير
٭ أنت طرقت قضية التطبيع مع إسرائيل والآن لجان الحوار تتحدث عن ذلك هل مازلت على رأيك أم وجهة نظرك تغيرت؟
– من الأول نشرت بطريقة غير صحيحة، الكلام قلته ووصلت له من ناحية إسلامية، ومقتنع بهذا الكلام إلى الآن، نحن بنتكلم عن دولة إسلامية، والمشروع الاسلامي لا يتضارب مع اليهودية ولاضدها، لأننا علينا أن نؤمن بكل الأنبياء سيدنا عيسى وسيدنا موسى وغيرهم، وديل أصحاب ديانات، وقلت الدولة المثال التى ناخذ منها هي دولة المدينة التي عملها الرسول صلى الله عليه وسلم، والمدينة فيها يهود قاعدين بحصونهم وأشياءهم، والرسول دخل معاهم فى معاهدة يحاربو معاه ويحارب معاهم دفاع مشترك، ودخل معهم فى الزراعة هم أهل نخيل، وعمل معاهم مصاهرة، والرسول صلى الله عليه وسلم كانت درعه مرهونة لدى يهودي، الآن لمن تفسرها فى العصر الحديث اتفاقيات اقتصادية دفاع مشترك في تنمية، أنا ماشايف فى سبب يخلينا نصل حد المقاطعة، نحن الأفضل ندير حوار ونجلس معاهم، وتحدثت عن أن الدول العربية دى كلها عندها علاقات واضحة ومستترة تحت التربيزة يعني، ماعدا السودان نحن ما ممكن نبقى ملوك أكتر من الملك ذاته، إنت هسع عارف ناس محمود عباس والفلسطينيين قاعدين في إسرائيل عندهم لجنة أمنية مشتركة للترتيبات الأمنية بينهم، والكهرباء والمياه جات منهم، كما أن هنالك 100 ألف من العمالة تعبر المعابر يومياً، في منتجات فلسطينية بتمشى إسرائيل ،
٭ لكن هل هم متفقين ؟
مامتفقين وهؤلاء متمسكين بأرضهم وبأن اسرائيل محتلة أراضيهم، نحن مع السلطة الفلسطينية في مطالبها، لكن ده مابيوقف التعامل، دائماً الناس يختزلوا القصة في التطبيع وكأنه غير مشروط وركوع، لا ماكده ده الكلام القلته أنا في صحف كثيرة، شوف أقول ليك الكلام في القضية دي إذا حصل في الحوار ولا ماحصل لايصح إلا الصحيح بلفو وبدوروا وبجو للأمر ده في النهاية، وإذا مخرجات الحوار عرضوها للشعب السوداني في استفتاء، فالشعب متاكد أنه سيكون مع علاقات متساوية مع كل دول العالم بما فيها إسرائيل، نعم بما فيها إسرائيل إنت الآن تسعى لعلاقات مع أمريكا بشدة، أمريكا البحركه منو؟ وانت بتتكلم عن انو اللوبى اليهودي هو الذى يحرك أمريكا، ماخلاص عملت شنو يعني، الآن دول الإتحاد الأوروبى كلها، اللوبي اليهودى مؤثر فيها، وأى انتخابات تقوم هناك أو في أمريكا الشخص الذى يقف معه اللوبي هو الذي يفوز، لأنهم مالكين المال والإعلام ، إنته ديل كلهم ساعي وراهم سعي شديد وداير تطلع من قصة الإرهاب والمحاكمات وغيره، بالكلام ده داير الحكاية دى تبقى باللفة مابتبقى إلا عديل
٭ كيف تنظر للحوار الوطني الجاري حالياً؟
– الفكرة فكرة الأخ الرئيس، وأنا أثمنها، لكن المخرجات مابتوصلنا إلى نتيجة، لأن الحركات المستهدفة بالحوار لم تشارك فيه، ومازالت تحمل السلاح، والأحزاب المعارضة المدنية القوية مثل الأمة والبعث وغيرها من التي عندها جماهير وتاريخ لم تشارك فى الحوار ، وأنت الآن من تحاور؟ تحاور في أحزاب الداخل ودي ماعندها معاك اختلاف كبير، وأكثر حزب كان عنده خلاف ووزن هو المؤتمر الشعبي لكن الشعبي والوطني من معين واحد، والخلافات بينهم ما كبيرة في جزئيات بسيطة لذا أنا شايف الحوار ده مابودي لي قدام لأننا دايرين
حوار يوقف الحرب، وهذا الحوار بوضعه الماشي ده ماحيوقفها، ووجود حزب الأمة فى طاولة الحوار حاجة مهمة، وأصلاً لم تات أحزاب بعد إعلان الحوار، ولابد من إجراء اتصالات مع قوى المعارضة، لإدخالهم فى الحوار مهما كان الثمن، والا الحوار مابيكون عنده اى نتائج، وتجد المعارضين مخالفين لها زى الاتفاقيات
٭ سؤال أخير بعد أن غادرت منصب الوالي كيف هي العلاقة بينك والرئيس البشير وعلي عثمان ونافع وهل هنالك تواصل لك معهم؟
– أنا أصلاً ماعندي مشكلة مع أي واحد فيهم، وعلاقتى طبيعية جداً، لكن أنا ماساكن الخرطوم، موجود في القضارف، يحدث في مناسبات اجتماعية في الخرطوم الواحد يلتقي بهم، والرئيس آخر مرة التقيت به عندما جاء فى برنامجه الانتخابى هنا فى ولاية القضارف، وهولاء إخوة أعزاء عملنا مع بعض،و ومافي إشكال شخصي، ودكتور نافع ماكان موجود فى موضوعنا ده خالص، وكان بره السودان، ونحن نتمنى للأخ الرئيس التوفيق والسداد، وفكرة الحوار دي فكرة صائبة، ويحاول باستماتة شديدة جداً يجمع الناس الخارج الحوار يجو، حتى لو تتم معهم لقاءات خارج البلاد، أنا ماشايف في إشكال في اللقاءات التحضيرية عشان تتحل مشكلة البلد الأساسية
صحيفة اخر لحظة