لمع نجم الأستاذة “إشراقة سيد محمود” في الحزب الاتحادي الديمقراطي جناح الدكتور “جلال الدقير” مما أكسبها جماهيرية داخل الحزب، وكان رئيس الحزب الدكتور “جلال” راضياً عنها كل الرضا حتى تبوأت مقعد وزير العمل.. ظلت الوزيرة “إشراقة” تقدم إشراقات داخل حزبها وداخل الوزارة التي تقلدتها حتى بدأت في التصدي لبعض العناصر التي تعتقد أن هناك فساداً داخل الوزارة، فبدأت المعركة إلى أن فقدت منصبها بسبب ممارستها الشفافية وتصديها لعتاة الموظفين.
الأستاذة “إشراقة” ظنت أن الأرض مفروشة لها بالزهور والورود داخل الحزب وداخل الوزارة إلى أن اكتشفت أنها تسير في أشواك متنوعة، وظلت تقاوم هذا الشوك الإنساني، لكن يبدو أنها كانت تحارب بدون غطاء فأصابتها السهام من كل جانب حتى ألقتها أرضاً.. وها هي الآن تتعرض لحرب نفسية وحزبية قاتلة جعلت حزبها يعقد اجتماعاً طارئاً لمكتبه السياسي لمناقشة قضيتها، وأخيراً تم تجميد عضويتها داخل الحزب ولا ندري لماذا هذا القرار المجحف والظالم لامرأة أو سيدة لا حول لها ولا قوة؟ وهل المائة عضو جميعهم على قلب رجل واحد؟ ألم يكن أولئك المائة إلى وقت قريب يدينون لها بالولاء والطاعة؟ ألم يكن هؤلاء المائة الذين اجتمعوا لتجميد عضويتها يزورونها في مكتبها ويطلبون تقديم التسهيلات؟ ألم يكون أولئك المائة يحتسون فناجين القهوة والشاي في بيتها أو مكتبها؟!
ماذا جنت لاتخاذ هذا القرار ضدها؟ هل لأنها كانت تقول الحق على نفسها وعلى رئيسها؟ لماذا لم يقبل الناس النصيحة؟ لماذا تريدون (الطبطبة) على الأكتاف و”خلوها مستورة” و”معليش”؟!
إن الوزيرة “إشراقة” لا تستحق من الدكتور “جلال” ولا من أعضاء الحزب كل الذي حدث، فهل كفرت لتجميد عضويتها أو إقالتها نهائياً من الحزب؟! لقد خلقت لنفسها وضعاً داخل الحكومة ورئيس الجمهورية كان راضياً عنها، وحتى المؤتمر الوطني راضٍ عنها، وإذا أرادت الاستوزار أو المناصب يمكنها أن تعلن انضمامها للمؤتمر الوطني، كما أعلن آخرون، وما زالوا متشبثين بالمنصب الوزاري، لكن لا أظن ولا أعتقد أنها ستقدم على هذه الخطوة ولها من الشجاعة لاتخاذ مثل هذا القرار، فهي تربت في أحضان “الشريف الهندي” صاحب الأقوال والأفعال التي أصبحت أمثالاً يرددها الكافة، فذهب إلى ربه طاهراً مطهراً، حتى الوزارة رفضها إبان الديمقراطية، دخل وزارة الخارجية وخرج بمحض إرادته وهذه وزارة يسيل لها اللعاب.. ولا أظن أن “إشراقة” تبحث عن الوزارات أو المناصب، فكفوا شروركم عنها ودعوها تبدع وتقدم ما ينفع الناس.